دراسة: نصف الناجين من «كورونا» يصابون باضطراب نفسي

موظف يأخذ استراحة بعد يوم عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
موظف يأخذ استراحة بعد يوم عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة: نصف الناجين من «كورونا» يصابون باضطراب نفسي

موظف يأخذ استراحة بعد يوم عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
موظف يأخذ استراحة بعد يوم عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

كشفت دراسة إيطالية عن أن أكثر من نصف المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفيات بسبب إصابتهم بفيروس «كورونا» يصابون لاحقاً باضطرابات نفسية، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وجرى تقييم ما مجموعه 402 من المرضى المصابين بالفيروس التاجي بمستشفى «سان رافاييل» بميلانو في جزء من مشروع بحثي لمعرفة الآثار طويلة الأمد للفيروس على الدماغ.
وبينت الدراسة أنه بعد شهر واحد من مغادرة المستشفى، عانى عدد كبير من المتعافين؛ إما من الإجهاد اللاحق للصدمة وإما من القلق وإما الأرق وإما الاكتئاب.
وأظهر المسح أن أكثر من نصف المرضى (265 رجلاً و137 امرأة) عانوا على الأقل من هذه الاضطرابات.
وقال البروفسور فرنشيسكو بينيديتي، رئيس وحدة البحوث في الطب النفسي وعلم النفس الإكلينيكي بمستشفى «سان رافاييل»، في بيان: «كان من الواضح على الفور أن الالتهاب الذي يسببه المرض يمكن أن تكون له تداعيات على المستوى النفسي».
وبناءً على المقابلات السريرية واستبيانات التقييم الذاتي، وجد الأطباء «اضطراب ما بعد الصدمة» لدى 28 في المائة من الحالات، والاكتئاب لدى 31 في المائة من المرضى، والقلق لدى 42 في المائة منهم، والأرق لدى 40 في المائة، وأخيراً أعراض الوسواس القهري عند 20 في المائة.
وأوضحت الدراسة أن النساء أقل عرضة للوفاة بسبب «كوفيد19» من الرجال، لكنها وجدت أنهن أكثر عرضة لخطر المعاناة من القلق والاكتئاب.
ولم يتأكد الباحثون بعد من سبب ذلك، لكنهم يعتقدون أنه قد يكون بسبب أجهزة المناعة لدى الرجال والنساء التي تعمل بشكل مختلف قليلاً.
وتحدث أعراض «كورونا» الأكثر فتكاً بسبب الالتهاب، أي عندما يعمل نظام المناعة في الجسم بشكل مفرط.
ويحاول الأطباء السيطرة على هذه الاستجابة والتحكم فيها، ولكن ذلك لا ينجح في كثير من الأحيان.
ويُعتقد أن الالتهاب يمكن أن يكون مدمراً للدماغ. وتشير الدراسة إلى أنه تضاف إلى ذلك عوامل الإجهاد النفسي، مثل العزلة الاجتماعية والمخاوف من إصابة الآخرين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر العلماء من موجة محتملة من تلف الدماغ المرتبط بالفيروس التاجي لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض.
ووجدت دراسة من أستراليا في مايو (أيار) الماضي دليلاً على أن ما بين واحد و4 في المائة من الأشخاص المصابين بفيروس يصابون بأعراض تشبه الذهان. ويقول العلماء إن هذا يمكن أن يظهر على أنه هلوسة وسماع أصوات معينة.
وبحثت دراسة في يوليو (تموز) الماضي في تأثير الالتهاب على الدماغ، ووجدت أن العدوى بالفيروس التاجي يمكن أن تسبب الهذيان والسكتة الدماغية وتلف الأعصاب لدى «عدد أكبر من المتوقع من المرضى».


مقالات ذات صلة

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (بريدة - منطقة القصيم)
صحتك هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس قائلاً: قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

هايدي غودمان (كمبردج - ولاية ماساتشوستس الأميركية)
صحتك التعرض للضوضاء الصادرة عن الطائرات قد يزيد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية (رويترز)

العيش بالقرب من المطارات يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المطارات قد يكونون أكثر عُرضة لخطر ضعف صحة القلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

توصلت دراسة من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بريطانيا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز فرص الحمل لدى السيدات الخاضعات للتلقيح الصناعي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائج العلاج وتقديم رعاية أكثر دقة للمريضات، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Nature Communications).

ويذكر أن التلقيح الصناعي إجراء طبي يساعد الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب على تحقيق الحمل. وفي هذا الإجراء، يتم استخراج البويضات من المبايض لدى السيدات بعد تحفيزها بواسطة أدوية هرمونية، ثم يتم تخصيبها بالحيوانات المنوية للرجال في المختبر. وبعد التخصيب، يتم مراقبة نمو الأجنة في المختبر، ثم يتم اختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى رحم المرأة في أمل حدوث الحمل.

وتمر العملية بخطوات أولها تحفيز المبايض باستخدام أدوية هرمونية لزيادة إنتاج البويضات، ثم مراقبة نمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات عبر جهاز الموجات فوق الصوتية. وعند نضوج البويضات، تُجمع بواسطة إبرة دقيقة وتُخصّب في المختبر. وبعد بضعة أيام، تنُقل الأجنة المتطورة إلى الرحم لتحقيق الحمل.

ويُعد توقيت إعطاء حقنة الهرمون أمراً حاسماً في نجاح العملية، حيث يستخدم الأطباء فحوصات الموجات فوق الصوتية لقياس حجم الحويصلات، لكن تحديد التوقيت المناسب يعد تحدياً.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أكثر من 19 ألف سيدة خضعن للعلاج. ووجدوا أن إعطاء حقنة الهرمون عندما يتراوح حجم الحويصلات بين 13 و18 ملم كان مرتبطاً بزيادة عدد البويضات الناضجة المسترجعة، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في معدلات الحمل.

وبينما يعتمد الأطباء حالياً على قياس الحويصلات الأكبر فقط (أكثر من 17-18 ملم) لتحديد توقيت الحقن، أظهرت الدراسة أن الحويصلات المتوسطة الحجم قد تكون أكثر ارتباطاً بتحقيق نتائج إيجابية في العلاج.

كما أظهرت النتائج أن تحفيز المبايض لفترات طويلة قد يؤدي لارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون، مما يؤثر سلباً على نمو بطانة الرحم ويقلل من فرص نجاح الحمل.

وأشار الفريق إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح للأطباء اتخاذ قرارات أكثر دقة في توقيت هذا الإجراء، مع الأخذ في الاعتبار أحجام الحويصلات المختلفة، وهو ما يتجاوز الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على قياس الحويصلات الكبرى.

وأعرب الباحثون عن أهمية هذه النتائج في تحسين فعالية التلقيح الصناعي وزيادة نسب النجاح، مشيرين إلى أن هذه التقنية تقدم أداة قوية لدعم الأطباء في تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل مريضة بشكل فردي.

كما يخطط الفريق لتطوير أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التفاعل مع الأطباء لتقديم توصيات دقيقة خلال مراحل العلاج؛ ما سيمكنهم من تحسين فرص نجاح العلاج وتحقيق نتائج أفضل.