18 مليون إصابة بـ«كوفيد ـ 19» و688 ألف وفاة في العالم

إصابات الولايات المتحدة تواصل الارتفاع... وهونغ كونغ تتراجع

18 مليون إصابة بـ«كوفيد ـ 19» و688 ألف وفاة في العالم
TT

18 مليون إصابة بـ«كوفيد ـ 19» و688 ألف وفاة في العالم

18 مليون إصابة بـ«كوفيد ـ 19» و688 ألف وفاة في العالم

تجاوز عدد الإصابات في العالم 18 مليوناً، فيما تواصل دول تشديد الإجراءات، فيما تعمد أخرى إلى المضي في العودة إلى الحياة الطبيعية قدر الإمكان. وبحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية، فإنه تم إحصاء 18011763 إصابة بـ«كوفيد - 19» في العالم، وهذا يشمل 687 ألفاً و941 وفاة. وتعد الولايات المتحدة الأكثر تضرراً في العالم مع 4657693 إصابة، بينها 154793 حالة وفاة، تليها البرازيل بـ2733677 إصابة و94104 وفاة، والمكسيك مع 47746 وفاة، وبريطانيا 46193 والهند 37364.
- مرحلة جديدة
دخلت الولايات المتحدة في «مرحلة جديدة» من الوباء، كما أعلنت ديبورا بيركس المستشارة الخاصة لدى البيت الأبيض.
وقالت بيركس، لشبكة «سي إن إن»، إن الإجراءات المحلية للحد من انتشار الفيروس بدأت تؤتي ثمارها، لكنها أضافت أن «ما نراه اليوم يختلف عما رأيناه في مارس (آذار) وأبريل (نيسان)». وتابعت: «لكل من يعيشون في المناطق الريفية، لستم في مأمن عن هذا الفيروس»، في إشارة إلى قلب القاعدة الناخبة للرئيس دونالد ترمب، مؤكدة: «نحن في مرحلة جديدة».
وارتفعت حالات الإصابة في الولايات المتحدة بنسبة 1 في المائة خلال 24 ساعة، لترتفع حصيلة الإصابات إلى 4.67 مليون إصابة حتى صباح أمس (الاثنين)، وفقاً لبيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز، ووكالة بلومبرغ للأنباء.
وهذه الزيادة على الصعيد الوطني كانت أقل من متوسط الزيادة اليومية على مدار الأسبوع الماضية، والتي بلغت 1.4 في المائة. وسجلت ولاية كاليفورنيا أكبر عدد من الإصابات، التي بلغت 512175 إصابة.
- أميركا اللاتينية
باتت أميركا اللاتينية والكاريبي الآن ثاني المناطق الأكثر تضرراً في العالم من حيث عدد الوفيات مع 201 ألف وفاة، بعد أوروبا التي تعد أكثر من 210 آلاف.
ففي الأرجنتين، أعلنت وزارة الصحة مساء الأحد عن تجاوز عدد الإصابات 200 ألف، وأن المناسبات الاجتماعية ستحظر في كل أنحاء البلاد اعتباراً من الاثنين.
وقررت بوليفيا الأحد إنهاء السنة الدراسية فوراً، التي كان يفترض أن تنتهي في ديسمبر (كانون الأول) بسبب الوباء. وسجّل البلد الذي يعد 11 مليون نسمة أكثر من 78700 إصابة و3 آلاف وفاة.
- مدارس ألمانيا
في شمال ألمانيا، عاد آلاف الطلاب أمس (الاثنين) إلى مقاعد الدراسة، في أول دفعة في أوروبا، مع الالتزام باحترام بعض القواعد الصحية، فيما عاودت الإصابات بـ«كوفيد - 19» الارتفاع.
والطلاب البالغ عددهم 150 ألفاً في مقاطعة ميكلينبورغ - بوميرانيا، شمال شرقي ألمانيا، والذين غادروا في عطلة في منتصف يونيو (حزيران)، هم أول من يعود إلى المدارس بشكل أقرب إلى الوضع الطبيعي بعد أشهر من تلقيهم الدروس عبر الإنترنت. وقال شتيفن كاستنر، مدير مدرسة «يوغندروف خريستوفوروس» في روستوك، إن «الأطفال بحاجة إلى أن يكونوا حاضرين في المدرسة، لأنه يجب تجنب التأخر في الدروس بشكل إضافي».
- أفريقيا
في أفريقيا، تجاوزت جنوب أفريقيا، وهي الدولة الأكثر تضرراً بالوباء في القارة، السبت، 500 ألف حالة، لكن معدل الوفيات يبقى منخفضاً.
وفي غامبيا، بعد 4 أيام على إعلان إصابة نائبة الرئيس، جاءت نتائج فحوصات 3 أعضاء في الحكومة إيجابية.
وفي كوسوفو، وضع رئيس الوزراء عبد الله هوتي الذي أعلن الأحد إصابته بالفيروس، نفسه في الحجر الصحي.
- حجر الفلبين
في المقابل، أعادت سلطات الفلبين فرض حجر صحي على أكثر من 27 مليون نسمة، أي نحو ربع عدد السكان، اعتباراً من الثلاثاء، بعد تحذيرات صدرت عن جمعيات طبية من أن البلاد على وشك خسارة معركتها ضد وباء «كوفيد - 19». ومنذ مطلع يونيو، ومع خروج أكبر قسم من البلاد من إحدى أطول فترات الحجر وأشدها، تجاوز عدد الحالات 100 ألف إصابة.
ومساء الأحد، أعلن الرئيس رودريغو دوتيرتي عن إعادة فرض إغلاق في العاصمة مانيلا، وكذلك 4 مقاطعات مجاورة في جزيرة لوزون.
- هونغ كونغ
سجلت هونغ كونغ 80 إصابة جديدة بالفيروس، أمس، في انخفاض عن مستوى 100 إصابة، للمرة الأولى منذ 12 يوماً، بينما يبدأ فريق من المسؤولين الصينيين الاستعدادات لإجراء فحوصات واسعة النطاق للفيروس في المركز المالي العالمي الذي يشهد عودة ظهور الحالات.
وتعتبر المبادرة التي أعلنت عنها الحكومة الصينية هي المرة الأولى التي يقدم فيها مسؤولون صحيون من البرّ الصيني الرئيسي المساعدة لهونغ كونغ في معركتها للسيطرة على الوباء.
وشهدت هونغ كونغ منذ أواخر يناير (كانون الثاني) إصابة نحو 600 شخص بالفيروس، توفي منهم 37.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟