فرار جماعي من سجن ومقتل 24 في اشتباكات بين الأمن الأفغاني و«داعش»

عناصر من قوات الأمن الأفغانية بالقرب من موقع السجن بمدينة جلال آباد (رويترز)
عناصر من قوات الأمن الأفغانية بالقرب من موقع السجن بمدينة جلال آباد (رويترز)
TT

فرار جماعي من سجن ومقتل 24 في اشتباكات بين الأمن الأفغاني و«داعش»

عناصر من قوات الأمن الأفغانية بالقرب من موقع السجن بمدينة جلال آباد (رويترز)
عناصر من قوات الأمن الأفغانية بالقرب من موقع السجن بمدينة جلال آباد (رويترز)

اندلعت معركة بالأسلحة بين مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي وقوات الأمن الأفغانية، عند سجن بمدينة جلال آباد في شرق أفغانستان، اليوم الاثنين، وقُتل ما لا يقل عن 24 شخصاً بعد الهجوم الذي نفذه المسلحون أثناء الليل، وأدى إلى فرار جماعي من السجن.
وبدأ الهجوم، مساء أمس الأحد، بتفجير سيارة ملغومة عند مدخل السجن، وسُمع دوي عدة انفجارات أخرى مع إطلاق مقاتلي التنظيم النار على حراس السجن.
وقال سهراب قادري، وهو مشرع في جلال آباد عاصمة إقليم ننجرهار، إن نحو 30 متشدداً شاركوا في الهجوم على السجن الذي كان يحتجز حوالي ألفي سجين.
وذكر عطاء الله خوجياني، وهو متحدث باسم حاكم الإقليم، إن ثلاثة متطرفين قُتلوا في الهجوم الأولي والاشتباك الليلة الماضية، كما لقي ما لا يقل عن 21 من المدنيين وأفراد قوات الأمن حتفهم في القتال، وأصيب 43 شخصاً.
وأوضح قادري أن الشرطة اضطرت للتركيز على الإمساك بالسجناء الفارين في خضم الفوضى، وجرى القبض على نحو ألف سجين بحلول ظهيرة الاثنين؛ لكنه لم يوضح عدد السجناء الذين ما زالوا طلقاء.
وقال مسؤولون إن قوات خاصة أفغانية وصلت لدعم الشرطة، وجرى إجلاء المدنيين من المناطق المحيطة بالسجن الذي يُحتجز فيه سجناء من حركة «طالبان» وتنظيم «داعش»، إلى جانب مجرمين عاديين، وفي تلك الأثناء فُرضت إجراءات الإغلاق في المدينة.
وذكر قادري: «حظر التجول مفروض في سائر أنحاء جلال آباد والمحلات مغلقة. جلال آباد خاوية تماماً».
وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع بعد يوم واحد من إعلان وكالة المخابرات الأفغانية مقتل قائد كبير بالتنظيم، بأيدي القوات الخاصة قرب جلال آباد.
وتبعد جلال آباد نحو 130 كيلومتراً شرقي كابل، وتقع على الطريق السريع المؤدي إلى ممر خيبر ومدينة بيشاور الباكستانية.
وقدر تقرير للأمم المتحدة الشهر الماضي أن نحو 2200 من أعضاء تنظيم «داعش» موجودون في أفغانستان، وأن التنظيم ما زال قادراً على شن هجمات كبيرة على الرغم من تراجعه في المنطقة واستنزاف قيادته.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».