معلمو الأردن يطالبون بعودة نقابتهم في اعتصامات ليلية

الشرطة الأردنية تغلق طرق مسيرة المعلمين في عمان الأربعاء الماضي (إ.ب.أ)
الشرطة الأردنية تغلق طرق مسيرة المعلمين في عمان الأربعاء الماضي (إ.ب.أ)
TT

معلمو الأردن يطالبون بعودة نقابتهم في اعتصامات ليلية

الشرطة الأردنية تغلق طرق مسيرة المعلمين في عمان الأربعاء الماضي (إ.ب.أ)
الشرطة الأردنية تغلق طرق مسيرة المعلمين في عمان الأربعاء الماضي (إ.ب.أ)

نفذ المئات من المعلمين الأردنيين في وقت متأخر من ليلة السبت اعتصاما حاشدا أمام مجمع النقابات المهنية في محافظة إربد (٨٠كم) شمال العاصمة عمان، وذلك بالتزامن مع قرار المدعي العام بتجديد توقيف نائب نقيب المعلمين ومجلس النقابة لأسبوع آخر في مراكز الإصلاح والتأهيل.
وهتف المعلمون بحسب فيديوهات وثقتها كاميرات الهواتف المحمولة وانتشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ضد رئيس الحكومة عمر الرزاز ووزير الداخلية سلامة حماد، لتنطلق بالتزامن مسيرة مماثلة في لواء ذيبان جنوب محافظة مادبا وسط البلاد. وجدد المعتصمون دعوتهم إلى وقفة جديدة في منطقة الدوار الرابع بالقرب من دار رئاسة الوزراء، بعد أن منعت السلطات الأمنية وقفتهم الأربعاء الماضي، بعد إغلاق دوريات الدرك الطرق المؤدية إلى محيط مقر الحكومة، واعتقال أعداد من المعلمين قبل الإفراج عنهم في اليوم نفسه.
ويطالب المعلمون بإلغاء قرار إغلاق نقابتهم وفروع النقابة في المحافظات لمدة عامين، والإفراج الفوري عن نائب النقيب ومجلس النقابة ورؤساء بعض فروع النقابة في المحافظات الذين اعتقلوا السبت الماضي على خلفية اتهامات وجهها النائب العام الأردني في عدد من القضايا الجزائية التحقيقية بحق مجلس نقابة المعلمين.
وأصدر المركز الوطني لحقوق الإنسان، بيانا دعا فيه إلى «التمسك بمبدأ سيادة القانون وعدم التوسع باستخدام النصوص الفضفاضة لاتخاذ قرارات عقابية دون محاكمة عادلة ودون الرجوع إلى القضاء المختص». وأكد المركز الذي يترأسه قيادي سابق في صفوف جماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي رحيل غرايبة، أن النيابة العامة وإن كانت جزءاً من القضاء إلا أنها تمارس دورها بوصفها خصماً عادلاً في هذه القضية، ولذلك «لا بد من حصر صلاحيات النائب العام بالتدابير اللازمة لاكتمال عملية التحقيق في أضيق الحدود والمدد الزمنية التي تتطلبها طبيعة التحقيق». وطالب المركز المؤسسة القضائية «ببسط رقابتها الكاملة على مجريات العملية التحقيقية، وكافة القرارات التي تمس الحريات العامة والحقوق الإنسانية التي كفلها الدستور»، مطالبا «بتطبيق القانون نصاً وروحاً بما في ذلك حرية العمل النقابي»، داعيا إلى «الإسراع في إخلاء سبيل الموقوفين والتخفيف من الإجراءات والتطبيقات التي تمس حرية النشر والتعبير بما لا يعرقل دور العدالة».
وكان رئيس الوزراء عمر الرزاز الأردني أكد في تصريحات رسمية له مطلع الأسبوع الماضي، أن «الدولة قوية بإنفاذ القانون على الجميع»، مشددا على أن «الدولة الأردنية لا تختزل بشخص، ولا بنقابة، ولا بحزب».
وفيما أكد وزير الإعلام الأردني أمجد العضايلة، أن الحكومة لن تقبل في أي حال من الأحوال أسلوب الاستقواء على الدولة؛ كشف أن «نقابة المعلمين الموقوفة أعمالها، نفذت، وتلوح مجدداً بتنفيذ وقفات احتجاجية وإضرابات واعتصامات تضر بمرافق الدولة الحيوية واستدامتها، وتتجاوز قانون الصحة العامة وأوامر الدفاع». وتبع ذلك تعليق لوزير التربية والتعليم تيسير النعيمي على مجلس نقابة المعلمين الموقوف عملها بقرار قضائي، بأن المجلس «استمر باستعمال لغة الإملاء والاستقواء، ورفض كل ما قدمته الوزارة من مقترحات تطوير التعليم»، مشيرا إلى أن نقابة المعلمين الموقوف عملها «ابتعدت عن صميم عملها، وتدخلت في سياسات الوزارة، من سياسات التعليم والمناهج، وبشكل يخالف قانون النقابة، وبما يكرس مبدأ المناكفة وتعطيل المصلحة العامة، وفِي مقدمتها حق الطلبة في التعليم»، عبر التحريض على الاعتصامات والإضرابات.
وتتهم أوساط رسمية أردنية جماعة الإخوان المسلمين (غير المرخصة) وذراعها حزب جبهة العمل الإسلامي، بالتأثير على قرارات مجلس النقابة وأعضائها، بعد سيطرتها على أغلبية مقاعد المجلس في الانتخابات التي جرت في صيف العام 2019، في حين أصدرت الجماعة بيانا على لسان المراقب العام عبد الحميد ذنيبات «رحبت فيه بالوساطة للحوار بين الحكومة والنقابة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.