الكمبيوتر يتعرّف على الروائح بطريقة أنوف البشر

TT

الكمبيوتر يتعرّف على الروائح بطريقة أنوف البشر

استخدم باحثان من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعريف الحاسبات بفكرة التعرف على الروائح الكيميائية، فيما يعتبر سبقاً علمياً له تطبيقات واسعة في مجالات تذوق الطعام وصناعات العطور.
ويقول الباحث أنانداسانكر راي من قسم الأنظمة الحيوية والخلوية بجامعة كاليفورنيا: «لقد استخدمنا تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ كيف ستبدو رائحة مادة كيميائية معينة في أنوف البشر»، مضيفاً في تصريحاته التي أوردها الموقع الإلكتروني «ساينس ديلي»، أن «الروائح الكيميائية الكريهة التي تدخل في صناعات الأغراض المنزلية ومستحضرات التجميل يمكن استبدالها بفضل التقنية الجديدة بمواد كيميائية طبيعية ذات روائح مقبولة وأكثر أماناً».
ومن المعروف أن البشر يتعرفون على الروائح المختلفة باستخدام وحدات استشعار للرائحة داخل الأنف، وتستطيع كل وحدة استشعار التعرف على مجموعة معينة من الروائح الكيميائية.
وأوضح راي: «لقد حاولنا تقليد طريقة البشر في التمييز بين الروائح بفضل علوم الكيمياء وتقنيات الذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى أن قوة الذكاء الاصطناعي تتيح للحاسبات إمكانية تقييم نطاق واسع من الخصائص الكيميائية للمواد من أجل تحديد رائحتها، وأكد أن التقنية الجديدة تسمح للكمبيوتر بتحديد رائحة مادة معينة دون أن نكون على معرفة سابقة بها... ومعرفة ما إذا كانت رائحتها تبدو مثل رائحة الليمون أم الزهور.
ويرى راي أن هذه التقنية «سوف تسمح لنا بتحديد المركبات الكيميائية التي لها روائح جديدة، وقد تساعدنا في اكتشاف مواد كيميائية جديدة لتحل بدلاً من المواد المستخدمة حالياً، التي قد تكون باهظة الثمن أو نادرة الوجود، وبالتالي يتعذر الحصول عليها»، بل ومن الممكن استخدامها من أجل راحة ورفاهية الانسان مثل ابتكار مستحضرات طاردة للبعوض على سبيل المثال، ولكن رائحتها محببة للإنسان.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.