استقبال خاص لـ«كبار الزوار» في متحف «المركبات الملكية» بالقاهرة

يضم عدداً من المقتنيات النادرة الخاصة بأسرة محمد علي

TT

استقبال خاص لـ«كبار الزوار» في متحف «المركبات الملكية» بالقاهرة

مع بدء العد التنازلي لافتتاحه، يستعد متحف المرْكبات الملكية لاستقبال الزوار مجدداً، عقب عمليات ترميم وتجديد استمرت منذ عام 2001، ليعيد الحياة إلى حي بولاق أبو العلا التاريخي «وسط القاهرة»، مطلاً على أجيال جديدة من جمهوره في شكل عصري يجمع بين طبيعته العريقة التي تمنح مُقْتنياته خصوصية كبيرة، وسيناريوهات العرض المتحفي الحديثة. وفيما استعاد المتحف عدداً كبيراً من ممتلكاته التي كانت مُعارة إلى متاحف أخرى، تأتي إطلالته الجديدة بإضافة قاعات عرض مختلفة، منها قاعة «كبار الزوار» التي لن تكون متاحة للجمهور، بل خُصصت لاستقبال الشخصيات المهمة والوفود الرسمية.
يطل المتحف الذي يُتوقع أن يُفتتح رسمياً خلال أغسطس (آب) الحالي، على جمهوره في ثوب جديد، من خلال 7 قاعات عرض، أبرزها قاعة «كبار الزوار» «التي سوف تقتصر زيارتها على الشخصيات المهمة والزيارات الرسمية والسفراء الأجانب، وتضم عدداً من المُقْتنيات النادرة الخاصة بالخديوي إسماعيل والأسرة العلوية، منها صالون أثري سوف يستخدمه زوار القاعة في الجلوس والاستراحة، ومكتب أثري وبيانولا وجراموفون، ومجموعة من اللوحات الزيتية وصور فوتوغرافية خلال رحلات الصيد.
واستعاد المتحف عدداً من مُقتْنياته التي سبق أن تم إعارتها لمتاحف أخرى خلال فترة إغلاقه، منها متحف الحضارة، والجوهرة، وقصر محمد علي، ومتحف المركبات بالقلعة، بحسب أمين الكحكي، مدير متحف المرْكبات الملكية ببولاق أبو العلا، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «القطع التي تمت استعادتها من متاحف أخرى، كان قد جرى إعارتها وتوزيعها على هذه المتاحف خلال سنوات إغلاقه». ويشير الكحكي إلى أن «القاعة الخاصة بكبار الزوار ستكون مُخصصة للشخصيات المهمة والوزراء والسفراء الأجانب، والوفود الرسمية، بهدف الحصول على قسط من الراحة، حيث سيتم استعمال قطع الأثاث الأثرية للجلوس عليها».
يقع المتحف في وسط حي بولاق أبو العلا التاريخي في قلب العاصمة المصرية، وتحيط به العديد من البنايات الأثرية والمنشآت الحيوية، بينها مسجد السلطان أبو العلا، ومبنى الإذاعة والتلفزيون «ماسبيرو» ومقر وزارة الخارجية، وأنشأه الخديوي إسماعيل في الفترة بين عامي 1863 و1879 ميلاديا، وسُمي حينها «مصلحة الركائب الخديوية»، ثم تغير اسمه إلى «مصلحة الركائب السلطانية» في عام 1914، ثم «مصلحة الركائب الملكية» في عام 1924، وتحول اسمه إلى «متحف الركائب الملكية» في عام 1978. ويعتبر من أندر المتاحف حيث يعد الرابع من نوعه على مستوى العالم بعد متاحف روسيا وإنجلترا والنمسا.
تكلفت عمليات الترميم نحو 63 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل نحو 16 جنيها مصريا)، وبدأت عمليات الترميم عام 2001 ثم توقفت لنحو 6 سنوات، واستؤنفت عام 2017. ويضم عشرات «العربات الملكية»، منها عربة «الآلاي» و«النصف آلاي»، وهما عربات تجرها الخيول كان يتم تصنيعها بمواصفات معينة للملوك وكبار رجال الدولة، بينها العربة التي كانت هدية من الإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا للخديوي إسماعيل خلال حفل افتتاح قناة السويس، فضلاً عن عربات ملكية أخرى تسمى «الكلش»، وإكسسوارات الخيول، مثل «الركاب» و«السرج» الذي يوجد منه مجموعات متنوعة، منها سرج خاص بالأطفال، وأنواع خاصة بالنساء، وملابس الفرسان الذين كانوا يحيطون بالموكب الملكي، وتماثيل ولوحات زيتية وصور فوتوغرافية.
منة الله مجدي، مدير القسم التعليمي بمتحف المركبات الملكية ببولاق أبو العلا تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الموكب الملكي يسمى (رَكْبة) وكان يضم عدداً كبيراً من العربات الملكية مُحاطة بفرسان يعتلون الخيول، وكل عربة يعمل عليها 22 شخصاً في وظائف مختلفة، منها دليل الآلاي، وهي العربة الملكية، ثم السائق، وكثير من العمال يقوم كل منهم بوظيفة مختلفة، مثل (القمشجي) ويتولى تنظيف العربة ويحمل مشعلاً خلال الموكب، وكان يطلق عليه أيضاً (مرمطون) حيث كان يتولى تنظيف الإسطبل والخيول، ويوجد أيضاً وظيفة (الجروم) وهو عامل يعتلي العربة من الخلف واقفاً، ويتولى إنزال السلم وفتح الباب خلال نزول الأمراء وصعودهم إلى العربة».
ويضم المتحف في شكله الجديد 6 قاعات عرض رئيسية يسمح بدخولها للجمهور، منها قاعة «الأنتيجانة» وسميت بهذا الاسم لأنها ستكون بمثابة ورشة لصيانة العربات الملكية التي سيعرض فيها عدد منها، حيث يوجد بها شاشة عرض سيتم خلالها بث عمليات الترميم «لايف» للزوار، وقاعة الاستقبال، حيث ستعرض فيها أفلام وثائقية عن تاريخ المتحف ومُقْتنياته ومشاهد من المنطقة والشوارع المحيطة خلال فترات تاريخية متعددة، وقاعة «العرض المُتغير» وتعرض فيها قطع أثرية تتعلق بمناسبات محددة تتغير على مدار العام، وقاعة «الموكب» وتضم عدداً من العربات الملكية بموكبها الكامل بفرسانه، وقاعة المناسبات، وتعرض فيها عربات استخدمها ملوك وأمراء الأسرة العلوية في مناسبات رسمية مثل افتتاح قناة السويس والبرلمان، وحفلات الزفاف، وقاعة «الحصان» وتضم مجموعة من إكسسوارات الخيول وتماثيل الجياد، ولوحات زيتية لأمراء خلال ركوبهم الخيل، وملابس الفرسان والعمال في الموكب الملكي.



عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
TT

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)
عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس، وإن الاستقبال الذي حظي به في المهرجانات السينمائية مهد طريقه إلى الجمهور مع بدء عرضه في دور السينما بمصر والدول العربية.

وأكد الفنان الشاب في حواره مع «الشرق الأوسط» أن علاقته بالكلب «رامبو» مرت بمراحل عدة وأنه ظل يتدرب معه طوال 4 أشهر حتى أصبحا صديقين، مشيداً في الوقت نفسه بالعمل مع المخرج خالد منصور الذي أدار العمل بحرفية، ولفت إلى أنه يحب العمل مع مخرجين في تجاربهم الأولى؛ حيث يكون لديهم الشغف والرغبة في تحقيق الذات.

ويعد فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» أولى بطولات عصام عمر السينمائية، بعدما بدأ مشواره في المسرح ممثلاً ومخرجاً، كما شارك في مسلسلات تلفزيونية عدة، من بينها «في بيتنا روبوت»، و«الآنسة فرح»، و«منورة بأهلها»، غير أن الجمهور تعرف عليه بشكل أكبر من خلال مسلسل «بالطو»، الذي أدى فيه دور طبيب حديث التخرج يواجه ظروفاً صعبة أثناء انتدابه للعمل بإحدى القرى، وهو العمل الذي كشف عن حضوره وموهبته، وفق نقاد.

الفنان عصام عمر خلال مشاركته ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر (حسابه على فيسبوك)

ويصف الفنان المصري لحظة تلقي سيناريو الفيلم بـ«الفارقة»، وأضاف: «أحببت الفيلم لأنني أميل لهذه الأدوار التي تروي حكايات الناس، وفي السينما عندنا يقومون بتصنيف الأفلام يقولون إن بعضها (أرت هاوس)؛ أي تعني أفلاماً فنية لا تحقق إيرادات، وهناك أفلام تجارية تحقق إيرادات، وكأن الأموال هي معيار كل شيء، لكنني حين قرأت سيناريو الفيلم شعرت بأنه حقق كل شيء على مستوى الكتابة الجيدة ورسم الشخصيات، فهو عمل يمزج بين المتعة وجودة المستوى الفني والقصة الشيقة».

الرحلة التي قطعها الفيلم بين المهرجانات الكبرى كان عصام عمر شاهداً عليها، ومع بداية عرضه الافتتاحي في مهرجان «فينسيا السينمائي» الـ81 أعاد العمل السينما المصرية إلى هذا المهرجان العريق بعد غياب، إضافة إلى أنه حظي باستقبال لافت في العروض الثلاثة له، وفي عرضه العربي الأول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي خلال دورته الرابعة حيث حاز الفيلم دعماً من المهرجان، وشارك بمسابقة الأفلام الطويلة، ليتوج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

الفنان المصري عصام عمر بطل فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» (حسابه على فيسبوك)

وفي مهرجان قرطاج شهدت عروض الفيلم حضوراً مميزاً من الجمهور، حيث يقول عصام: «كنا سعداء بكل ما تحقق للفيلم من نجاح أمام الجمهور العربي والأجنبي الذي أحبه وأشاد به، والآن نتطلع ليحقق نجاحاً مماثلاً أثناء عرضه في دور السينما بمصر والدول العربية، وأنا واثق بأن هذه المهرجانات ستمهد طريقه للجمهور في كل مكان».

ويرى عمر أنه «ليس مطلوباً من الأفلام أن تقدم رسائل طول الوقت، وسواء كان العمل دراما اجتماعية أو كوميدية أو أي نوع آخر، فلا بد أن يشعر المشاهد بشيء، وهذا ما حدث معي وأنا أقرأه، وحتى بعدما شاهدته شعرت بإحساس أتمنى أن يشعر به الجمهور».

وفي مشاهد الفيلم يشعر المشاهد بأن هناك علاقة وطيدة بين عصام و«الكلب رامبو» حتى تصور البعض أنه كلبه الخاص، لكن الحقيقة غير ذلك، إذ مرت علاقتهما بمراحل عدة خلال التصوير، يقول عنها عصام: «لم تكن عندي مشكلة في التعامل مع (رامبو)، لكننا احتجنا في البداية للتدرب على المشاهد التي تجمعنا، وهي كثيرة، وبعد أن اشتغلت معه لأشهر أصبحنا صديقين، ثم جاء المدربون وقالوا (لا بد أن تبتعد عنه قليلاً لأنه بدأ يسمع كلامك أكثر منا)، وبالتالي لن يستطيعوا توجيهه في التصوير، فابتعدت عنه لفترة ثم عدنا مرة أخرى، وأنا لا أنكر أنها كانت تجربة صعبة، لكنني لا أحب الاستسهال، وأُدرك أن كل شيء مميز في الفن والحياة ينطوي على قدر من الصعوبة».

ملصق الفيلم (الشركة المنتجة)

ومثلما هي أول بطولة سينمائية لعصام عمر فإنه أيضاً أول فيلم طويل للمخرج خالد منصور، الذي يقول عنه عصام: «من اللحظة الأولى التي التقيت فيها خالد عرفت أنه مخرج واعٍ يعرف ما يريده، إضافة إلى أنه يعشق عمله ويخلص له، كما أحببت جداً التعاون معه، ورغم أنني لم أكن أول ممثل يرشح لبطولة العمل، لكنني حمدت الله أنه وصل إليّ في النهاية، وقد سعدت بعملي مع فريق الفيلم ومع خالد منصور، الذي أعتبره إنساناً رائعاً قبل أن يكون مخرجاً موهوباً».

وينفي عمر تردده في العمل مع مخرجين جدد، قائلاً: «لم أخض تجارب سينمائية سابقة تجعلني أقول إنني أحب العمل مع مخرج بعينه، كما أنني لست ممثلاً كبيراً حتى يقال إنني أُخاطر بالعمل مع مخرج جديد، والأهم أنني أحب العمل مع مخرجين يقدمون أعمالهم الطويلة للمرة الأولى؛ لأن لديهم شغفاً أكبر ورغبة قوية في تحقيق الذات».

عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

بعد «رامبو» أحب عصام عمر السينما وبدأ يركز عليها، وعن ذلك يقول: «أتمنى أن أقدم أفلاماً كثيرة، وأن يكون لي سجل حافل بأعمال جيدة يحبها الناس، ولست مستعجلاً في ذلك، فأنا أحرص على اختيار أعمال تناسبني وتتوافق مع رغبتي في تقديم أدوار فنية تلامس ذائقة الجمهور، وسيعرض لي في عيد الفطر القادم فيلم (سيكو سيكو) من إخراج عمر المهندس مع خالد الصاوي، وطه الدسوقي، وتارا عماد، وديانا هشام، كما أقوم بتصوير فيلم (فرقة الموت) مع أحمد عز ومنة شلبي وآسر ياسين، وإخراج أحمد علاء الديب».

وفي ختام حديثه، كشف عصام أنه يصور حالياً مسلسلاً جديداً ينافس به في موسم رمضان المقبل بعنوان «نص الشعب اسمه محمد» وهو عمل «لايت كوميدي» كتبه محمد رجاء، ومن إخراج عبد العزيز النجار، ويشاركه في البطولة رانيا يوسف، ومايان السيد، ومحمد محمود، ومحمد عبد العظيم.