صمت المدافع بين «الوفاق» و«الوطني» في أيام العيد

وسط رسائل سياسية متباينة وهدوء حول سرت والجفرة

إحدى إدارات «الجيش الوطني» توزع مُخصصات الأضاحي لأسر قتلى القوات المسلحة (القوات الخاصة)
إحدى إدارات «الجيش الوطني» توزع مُخصصات الأضاحي لأسر قتلى القوات المسلحة (القوات الخاصة)
TT

صمت المدافع بين «الوفاق» و«الوطني» في أيام العيد

إحدى إدارات «الجيش الوطني» توزع مُخصصات الأضاحي لأسر قتلى القوات المسلحة (القوات الخاصة)
إحدى إدارات «الجيش الوطني» توزع مُخصصات الأضاحي لأسر قتلى القوات المسلحة (القوات الخاصة)

استغلت كل أطراف النزاع السياسي والعسكري في ليبيا تقديم التهنئة بعيد الأضحى، لتوجيه رسائل سياسية وإعلامية تعكس مواقفها، بينما هدأت حدة التوتر على خطوط المواجهة المتوقفة بين قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، في محاور القتال حول مدينتي سرت والجفرة.
بمناسبة العيد، دعا عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، «كافة أبناء الشعب إلى نبذ الفتن، وتجاوز الخلافات والحسابات الضيقة، وإعلاء مصلحة الوطن فوق أي اعتبار من أجل الحفاظ على وحدة بلادنا وعزتها ورفعتها». كما طالبهم، في بيان أصدره مساء أول من أمس، بـ«وحدة الصف والتكاتف للتصدي لكافة الأخطار الُمحدقة ببلادنا من أجل عودة الأمن والاستقرار، وبدء مرحلة البناء والإعمار لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخ البلاد».
وتطلع صالح، الذي عاد إلى مقر إقامته في القبة بشرق ليبيا، بعد ختام زيارة دامت يومين إلى الأردن، إلى أن «يكون العام المقبل عاماً ينعم فيه أبناء الشعب الليبي بالأمن والاستقرار، وتجاوز فيه جميع الخلافات، ويتحقق توافق حقيقي دون إقصاءٍ أو تهميش لأحد، يُفضى إلى وحدة مؤسسات الدولة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تُلبي احتياجات ومطالب الشعب».
واكتفى القائد العام لـ«الجيش الوطني» بتقديم تهنئة بالعيد، خالية من أي رسائل سياسية، بينما أكدت حكومة «الوفاق» المعترف بها دولياً في تهنئتها الرسمية، على «ثقتها الكاملة في قدرة الشعب على تخطى المحنة وتجاوز الأزمات ليمضي الليبيون بثقة واقتدار جميعاً نحو مستقبل زاهر».
وقال السراج، إنه تلقى مساء أول من أمس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس التونسي قيس سعيد، لتبادل التهاني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، لافتاً في بيان إلى أنهما بحثا «مستجدات الأوضاع في ليبيا، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين».
واستغلت غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة، التابعة لحكومة «الوفاق»، تهنئة عامة إلى قواتها بمناسبة العيد، إلى التلويح مجدداً باستعدادها لخوض معركة حول سرت، حيث أكدت أنها «مستمرة في المضي قدماً في دروب النصر والتقدم»، على من وصفتها بـ«القوات الغازية»، في إشارة إلى «الجيش الوطني»، حتى «يتم الفتح لقواتها شرقاً وغرباً».
في شأن آخر، قالت المؤسسة الوطنية للنفط، إن فريق الطوارئ بشركة «مليته للنفط» تمكن صباح أمس، من إخماد حريق شب بمصرف الجمهورية بميدان الشهداء (مصرف الأمة سابقاً) نتج عن ماس في مولد الكهرباء، وقد تمت السيطرة عليه.
وتقدمت المؤسسة، في بيان لها، بالتهنئة إلى الشعب الليبي، بمناسبة عيد الأضحى، آملين في أن يعم الأمن والأمان كافة ربوع ليبيا، وأن يجمع الله كل الليبيين تحت راية واحدة «خصوصاً في هذه الأيام وما يمر به الوطن من ظروف صعبة، سواءً على الصعيد الصحي من تفشٍ لجائحة (كورونا)، أو تردّي الأوضاع الاقتصادية وشح الموارد المالية بسبب إقفال حقول وموانئ النفط التي تعد مصدر قوت الليبيين الوحيد».
كانت المؤسسة الوطنية للنفط اشتكت مما سمته «تتزايد أعداد (المرتزقة) داخل مجمع رأس لانوف البتروكيماوي»، وقالت إن ذلك قد «يشكل خطراً على سلامة العاملين وعلى المنشآت الصناعية داخل المجمع»، وذهب إلى أن عدداً كبيراً من العسكريين يوجدون بالسكن المخصص للعاملين داخل المدينة السكنية بمدينة راس لانوف النفطية في خرق صارخ للقانون وللخصوصية وحرمة السكن الوظيفي.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.