عمالقة شركات التقنية يواجهون تهم «الاحتيال والاحتكار»

مديروها يواجهون تحالفاً جمهورياً ـ ديمقراطياً ضدهم

واجهت شركات فيسبوك وغوغل وآبل وأمازون تهم الاحتكار والهيمنة والاحتيال على المستهلكين والتعاون مع الصين (أ.ف.ب)
واجهت شركات فيسبوك وغوغل وآبل وأمازون تهم الاحتكار والهيمنة والاحتيال على المستهلكين والتعاون مع الصين (أ.ف.ب)
TT

عمالقة شركات التقنية يواجهون تهم «الاحتيال والاحتكار»

واجهت شركات فيسبوك وغوغل وآبل وأمازون تهم الاحتكار والهيمنة والاحتيال على المستهلكين والتعاون مع الصين (أ.ف.ب)
واجهت شركات فيسبوك وغوغل وآبل وأمازون تهم الاحتكار والهيمنة والاحتيال على المستهلكين والتعاون مع الصين (أ.ف.ب)

واجهت الشركات التقنية الأميركية، وهي فيسبوك، غوغل، آبل، وأمازون سيلاً من الأسئلة والتحقيقات في الكونغرس، وتم توجيه التهم إليها بخصوص احتكار السوق والهيمنة والاحتيال على المستهلكين إضافة إلى التعاون مع الصين.
وأظهرت الجلسة التهديدات التي تتعرض لها تلك الشركات في وقت يعتمد فيها الأميركيون وسكان العالم أجمع على تقنيات تلك الشركات أكثر من أي وقت مضى. واستخدم المشرعون رسائل البريد الإلكتروني الداخلية كأدلة تدين هذه الشركات، إضافة إلى مقابلات شهود كدليل على أن المنصات تسيء استخدام موقعها.
وعلق الرئيس ترمب أيضاً على جلسة الاستماع، في تغريدة له مهدداً «إذا لم يجلب الكونغرس الإنصاف في مجال التقنية، وهو ما كان ينبغي عليهم فعله منذ سنوات، فسأفعل ذلك بنفسي مع الأوامر التنفيذية».
وكانت لهجة الأسئلة الموجهة إلى جيف بيزوس مؤسس ومدير شركة أمازون، ومارك زوكربيرغ مؤسس ومدير فيسبوك التنفيذي، وتيم كوك مدير شركة آبل، وسوندار بيشاي من شركة غوغل، هجومية من كلا الحزبين السياسيين. إذ بدأ النائب ديفيد سيسيلين الديمقراطي من ولاية رود آيلاند، رئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الاحتكار التابعة للجنة القضائية بمجلس النواب، جلسة الاستماع بإعلانه أهمية مسؤولية النواب في الكونغرس في توضيح الآثار المترتبة على عدم وجود منافسة في السوق الرقمية، واحتكار هذه الشركات العملاقة للسوق دون غيرها، وهو ما نفاه المدراء التنفيذيون الأربعة، قائلين إنهم ملتزمون بالمنافسة التي تواجهها شركاتهم، وهي منافسة شديدة تجبرهم على خدمة العملاء والابتكار، بالإضافة إلى مساهماتهم في الاقتصاد الأميركي. وتنوعت الأسئلة التي وجهها النواب بالكونغرس بين عدة مواضيع، من كيفية قيام تلك الشركات بتدبير منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، إلى الأدوات المستخدمة لكسب مراكز كبيرة في الأسواق من الإعلانات الرقمية إلى التجارة الإلكترونية، وسعى الرؤساء التنفيذيون إلى الإدلاء بشهادتهم بشكل مشترك، وهو نهج جعل من الصعب على المحققين الاستمرار في الضغط على أي شاهد واحد.
وواجه زوكربيرغ سلسلة من الأسئلة حول استراتيجية استحواذ فيسبوك على تطبيق التواصل الاجتماعي الشهير للصور «إنستغرام»، ووجه المشرعون الجمهوريون على وجه الخصوص له أسئلة حول إساءة معاملة المتابعين المحافظين على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما رفضها زوكربيرغ وبقية المدراء التنفيذيين قائلين بأنهم يقفون على مسافة واحدة من جميع المستخدمين مهما كانت ميولهم السياسية، قائلين إنهم يسعون جاهدين للبقاء محايدين سياسيا والتركيز على خدمة المستهلكين، وليس منعهم من الوصول إلى المنافسين. وعن نشر المعلومات المضللة في فيسبوك، دافع السيد مارك زوكربيرغ عن جهود شركته في تنظيم «المعلومات الغير دقيقة» على منصتها، نافياً أن تكون للشركة موقعاً مهيمناً في السوق أو أرباحاً من محتويات مضللة، وقال إن المنافسين الجدد يظهرون طوال الوقت.
أما بالنسبة لشركة غوغل فواجه سوندار بيشاي المدير التنفيذي للشركة، سلسلة من الأسئلة والاتهامات، بدءاً من الاستفادة من محرك البحث، إلى عملها في الصين، وصولاً إلى الإعلانات الرقمية. واتهمت شركة غوغل بإساءة استخدام موقعها كبوابة ويب. واقتبس أحد النواب من مذكرة داخلية قال إنها أظهرت موظفي غوغل يناقشون كيف أن مواقع الويب الأخرى «لديها حركة كثيرة في متصفحاتها» في إشارة إلى محاولة عرقلة تلك المتصفحات البحثية، وهو سرعان ما نفاها بيشاي قائلاً إنه لم يكن على دراية بتلك الوثيقة.
وانتقد العديد من الجمهوريين غوغل لتخليها عن العمل مع البنتاغون، وكرروا المخاوف بشأن عمل الشركة في الصين، والذي قال النائب مات غايتس الجمهوري من ولاية فلوريدا، «يبدو أن هذا يشكك حقاً في التزام غوغل تجاه بلدنا وقيمنا»، ورد عليه بيشاي بأن الشركة لا تعمل مع الحكومة أو الجيش الصيني، معتبراً أن عمل الشركة في الصين بالمقارنة مع الشركات الأميركية الأخرى، هي محدودة للغاية.
فيما اتهم المشرعون في كلا الحزبين جيف بيزوس رئيس شركة أمازون بممارسة ما أسموه بـ«الأسلوب البلطجي» على البائعين المستقلين في سوق الأمازون، مستشهدين بتقارير نشرت في وسائل الإعلام الأميركية، تفيد بأن الموظفين استخدموا بيانات البائعين لإطلاق منتجات منافسة.
وسألت النائبة براميلا جايابال الديمقراطية من ولاية واشنطن، بيزوس عما إذا كان موظفو أمازون ينتهكون سياسة داخلية ضد الوصول إلى البيانات من البائعين المستقلين، وأجاب قائلاً: «لا يمكنني أن أضمن لك أن هذه السياسة لم تنتهك أبداً»، مؤكداً أن شركته تريد أن ينجح بائعو الطرف الثالث، ويستفيد عندما يكون لدى المستهلكين المزيد من الخيارات.
واتهم النائب جيري نادلر الديمقراطي من ولاية نيويورك رئيس اللجنة القضائية، شركة أمازون بأن قوانينها مصممة على احتكار السوق، ومناهضة المنافسة الشريفة، مضيفاً: «أعتقد أن لجنة التجارة الفيدرالية كانت لديها كل هذه المستندات المتعلقة بعمليات الاستحواذ».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».