علماء يتوقعون انهيار الحضارة الإنسانية خلال عقود

تراكم الجذوع بمزرعة في البرازيل بعد عملية قطع الأشجار (أرشيف - رويترز)
تراكم الجذوع بمزرعة في البرازيل بعد عملية قطع الأشجار (أرشيف - رويترز)
TT

علماء يتوقعون انهيار الحضارة الإنسانية خلال عقود

تراكم الجذوع بمزرعة في البرازيل بعد عملية قطع الأشجار (أرشيف - رويترز)
تراكم الجذوع بمزرعة في البرازيل بعد عملية قطع الأشجار (أرشيف - رويترز)

يزعم الفيزيائيون أن الحضارة البشرية لديها احتمال بنسبة 90 في المائة لـ«انهيار لا رجعة فيه» في غضون عقود، وذلك نتيجة لإزالة الغابات، وفقاً لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
ويُعتقد أنه خلال العقدين أو الأربعة عقود المقبلة، قد لا تكون الأرض قادرة على الحفاظ على عدد كبير من البشر بسبب تدمير الغابات، وفقاً لورقة بحثية نشرت في «نيتشر ساينتيفيك ريبورتس».
وتشير الدراسة، التي كتبها دكتور جيراردو أكينو والبروفسور ماورو بولونيا، إلى أنه إذا استمر معدل إزالة الغابات بالوتيرة الحالية، «فستختفي جميع الغابات تقريباً في نحو 100 إلى 200 عام». وتقول: «من الواضح أنه من غير الواقعي أن نتخيل أن المجتمع البشري سيبدأ في التأثر بإزالة الغابات فقط عندما تُقطع الشجرة الأخيرة».
وسيؤدي هذا المسار إلى فقدان أنظمة دعم الحياة الكوكبية اللازمة لبقاء الإنسان، بما في ذلك تخزين الكربون وإنتاج الأكسجين والحفاظ على التربة وتنظيم دورة المياه.
ويُعتقد أن هذا سيؤدي في النهاية إلى انهيار الحضارة البشرية حيث إنه «من غير المرجح أن نتخيل بقاء العديد من الأنواع، بما في ذلك البشر، على الأرض دون الغابات».
وتنص الورقة البحثية التي نُشرت في مايو (أيار) من هذا العام على أن «التدهور التدريجي للبيئة بسبب إزالة الغابات سيؤثر بشدة على المجتمع البشري، وبالتالي سيبدأ الانهيار البشري في وقت أبكر بكثير».
وكانت الأرض مغطاة في الأصل بـ60 مليون كيلومتر مربع من الغابات قبل تطوير الحضارات البشرية.
لكن الآن، بعد تسارع إزالة الغابات بسبب النشاط البشري، لا يزال هناك أقل من 40 مليون كيلومتر مربع متبقية.
وتخلص الدراسة إلى أن «الحسابات تظهر أنه، مع الحفاظ على المعدل الفعلي للنمو السكاني واستهلاك الموارد، ولا سيما استهلاك الغابات، بقي لدينا بضعة عقود قبل الانهيار الذي لا رجعة فيه لحضارتنا».
وذكر المؤلفون، بعد أن تابعوا المعدل الحالي للنمو السكاني مقابل معدل إزالة الغابات، أن «احتمال البقاء على قيد الحياة دون مواجهة انهيار كارثي منخفضة للغاية».
ويقول أفضل سيناريو إن لدينا فرصة أقل من 10 في المائة لتجنب الانهيار، وفقاً للدراسة.
وتابع العلماء: «في الختام، يوضح نموذجنا أن الانهيار الكارثي في عدد السكان، بسبب استهلاك الموارد، هو السيناريو الأكثر ترجيحاً للتطور الديناميكي القائم على المعايير الحالية... نستنتج من وجهة نظر إحصائية أن احتمال بقاء حضارتنا نفسها أقل من 10 في المائة في السيناريو الأكثر تفاؤلاً».


مقالات ذات صلة

ظهور «سمكة يوم القيامة» الغامضة على شاطئ كاليفورنيا

يوميات الشرق السمكة المجدافية كما أعلن عنها معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا

ظهور «سمكة يوم القيامة» الغامضة على شاطئ كاليفورنيا

جرف البحر سمكة نادرة تعيش في أعماق البحار، إلى أحد شواطئ جنوب كاليفورنيا، بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق ولادة بمنزلة أمل (غيتي)

طائر فلامنغو نادر يولَد من رحم الحياة

نجحت حديقة الحياة البرية بجزيرة مان، الواقعة في البحر الآيرلندي بين بريطانيا العظمى وآيرلندا بتوليد فرخ لطائر الفلامنغو النادر للمرّة الأولى منذ 18 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تعرف على أفضل 10 دول في العالم من حيث جودة الحياة (رويترز)

الدنمارك رقم 1 في جودة الحياة... تعرف على ترتيب أفضل 10 دول

أصدرت مجلة «U.S. News and World Report» مؤخراً تصنيفها لأفضل الدول في العالم بناءً على جودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق العمر الطويل خلفه حكاية (غيتي)

ما سرّ عيش أقدم شجرة صنوبر في العالم لـ4800 سنة؟

تحتضن ولاية كاليفورنيا الأميركية أقدم شجرة صنوبر مخروطية، يبلغ عمرها أكثر من 4800 عام، وتُعرَف باسم «ميثوسيلا».

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق السعودية تواصل جهودها المكثّفة للحفاظ على الفهد الصياد من خلال توظيف البحث العلمي (الشرق الأوسط)

«الحياة الفطرية السعودية» تعلن ولادة 4 أشبال للفهد الصياد

أعلنت السعودية إحراز تقدم في برنامج إعادة توطين الفهد، بولادة أربعة أشبال من الفهد الصياد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».