هل يملك ترمب سلطة تأجيل الانتخابات الرئاسية؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

هل يملك ترمب سلطة تأجيل الانتخابات الرئاسية؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الخميس)، فكرة تأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما قوبل بموجة من الانتقادات والرفض، خصوصاً من أعضاء الكونغرس، صاحب السلطة الوحيدة في اتخاذ هذا القرار.
وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد سبق أن صرح ترمب أكثر من مرة بأن التصويت بالبريد، والذي سيتم اتباعه في عدد كبير من الولايات بسبب أخطار التعرض لفيروس كورونا المستجد في أماكن الاقتراع، قد يؤدي إلى تزوير ونتائج غير دقيقة.
ولكن، هل يمكن للرئيس ترمب تأجيل الانتخابات؟
بموجب قانون يعود تاريخه إلى عام 1845، يجب أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية في يوم الثلاثاء الأول بعد أول يوم اثنين من شهر نوفمبر كل أربع سنوات؛ لذلك فيجب أن تجرى الانتخابات هذا العام يوم 3 نوفمبر.
وسيتطلب تغيير الموعد موافقة مجلسي النواب والشيوخ، علماً ان الديمقراطيين يملكون أكثرية في مجلس النواب، وقال البعض إنهم لن يؤيدوا أي تأجيل للانتخابات.
وحتى لو تم تغيير يوم التصويت، ينص الدستور الأميركي على أن تستمر فترة الرئاسة أربع سنوات فقط. وبعبارة أخرى، ستنتهي فترة ولاية دونالد ترمب الأولى ظهراً في 20 يناير (كانون الثاني) 2021.
ماذا سيحدث إذا تم تأجيل الانتخابات؟
في هذه الحالة من المفترض أن يحل محل ترمب نائبه مايك بنس، إلا أن فترة تولي الأخير لمهنته ستنتهي أيضاً في يوم انتهاء فترة ولاية الرئيس الحالي.
في هذه الحالة ينبغي أن يتولى رئيس مجلس النواب الرئاسة، إلا أن رئيسة المجلس الحالية الديمقراطية نانسي بيلوسي من المنتظر أن تنتهي فترة تولي منصبها في نهاية ديسمبر (كانون الأول).
في هذا السيناريو، قد يكون الشخص المؤهل للمنصب هو الجمهوري تشاك غراسلي، البالغ من العمر 86 عاماً، وهو الرئيس الموقت لمجلس الشيوخ.
ولكن بغياب الانتخابات فإن الكثير من مقاعد مجلس الشيوخ قد تصبح شاغرة، والنتيجة أن الحزب الديمقراطي سيصبح الأغلبية في المجلس، الأمر الذي يقوض تولي غراسلي الرئاسة.
ورفض الكثير من أعضاء الكونغرس الجمهوريين، ومنهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي فكرة تأجيل الانتخابات. وقال الثاني: «لم يحدث قط في تاريخ الانتخابات الاتحادية أن تخلفنا عن إجراء انتخابات، وينبغي أن نمضي قدماً في إجراء الانتخابات».
كما رفض النائب الديمقراطي زو لوفغرين، رئيس اللجنة المشرفة على تأمين الانتخابات بمجلس النواب، أي تأجيل. وقال في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة «رويترز»: «لن نناقش تحت أي ظرف من الظروف القيام بهذا الأمر».
وكتب ترمب على «تويتر» في وقت لاحق أمس (الخميس)، إن الأميركيين في حاجة إلى معرفة نتائج الانتخابات مساء يوم التصويت، وليس بعد ذلك بأيام أو أشهر.
ويأتي ترمب بفارق كبير خلف منافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن في الاستطلاعات الوطنية في بعض الولايات التي تعتبر عاملاً مهماً في حسم نتيجة الانتخابات الأميركية.
ويشير المشاركون في الاستطلاعات إلى أنهم يشعرون بإحباط متزايد إزاء تعامل الإدارة الأميركية مع جائحة كورونا.


مقالات ذات صلة

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

الاقتصاد ورقة نقدية صينية (رويترز)

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

يدرس القادة والمسؤولون الصينيون السماح بانخفاض قيمة اليوان في عام 2025، في وقت يستعدون فيه لفرض الولايات المتحدة رسوماً تجارية أعلى في ظل رئاسة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ كيمبرلي غيلفويل الخطيبة السابقة لدونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز (أ.ب)

ترمب يعيّن الخطيبة السابقة لابنه سفيرة في اليونان

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الثلاثاء أنّه قرّر تعيين كيمبرلي غيلفويل، الخطيبة السابقة لابنه البكر دونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ عناصر من جهاز الخدمة السرية يؤمنون حماية المرشح الرئاسي الجمهوري آنذاك دونالد ترمب بعد إطلاق النار عليه في بتلر بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة 13 يوليو 2024 (رويترز)

فريق برلماني يحقق في محاولات اغتيال ترمب يوصي بتغييرات في جهاز الخدمة السرية

أوصى فريق عمل يبحث في محاولات اغتيال الرئيس الأميركي ترمب، بإجراء تغييرات في جهاز الخدمة السرية، بما فيها حماية عدد أقل من القادة الأجانب خلال الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

مدّعون يقترحون إنهاء قضية أموال الصمت دون إلغاء إدانة ترمب

اقترح ممثلو ادعاء بالولايات المتحدة إمكانية قيام القاضي بإنهاء قضية الرئيس المنتخب دونالد ترمب التي تتعلق بدفع أموال مقابل الصمت، دون أن يؤدي ذلك إلى نقض إدانته

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ سكان يقفون في أحد الشوارع خلال دورية مشتركة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقيادة الولايات المتحدة في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا (رويترز)

نائب مستشار الأمن القومي الأميركي: قواتنا باقية في سوريا

أعلن جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي اليوم (الثلاثاء) أن القوات الأميركية ستظل في سوريا لمهمة كبيرة ستكملها هناك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.