إصابات «كورونا» في ريال مدريد وإشبيلية لن تعطل «الأبطال» و«يوروبا ليغ»

هل ساهمت أموال المسابقات الأوروبية الضخمة في زيادة الهوة بين الأندية الغنية والصغيرة في الدوريات المحلية؟

إصابة دياز لاعب ريال مدريد بفيروس «كورونا» لن تؤثر على مواجهة سيتي في دوري الأبطال (إ.ب.أ)
إصابة دياز لاعب ريال مدريد بفيروس «كورونا» لن تؤثر على مواجهة سيتي في دوري الأبطال (إ.ب.أ)
TT

إصابات «كورونا» في ريال مدريد وإشبيلية لن تعطل «الأبطال» و«يوروبا ليغ»

إصابة دياز لاعب ريال مدريد بفيروس «كورونا» لن تؤثر على مواجهة سيتي في دوري الأبطال (إ.ب.أ)
إصابة دياز لاعب ريال مدريد بفيروس «كورونا» لن تؤثر على مواجهة سيتي في دوري الأبطال (إ.ب.أ)

أكد متحدث باسم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمس، أن الإعلان عن حالة إصابة بـ«كوفيد- 19» في كل من ريال مدريد الإسباني ومواطنه إشبيلية، لن يعطل خطط استئناف مسابقتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» الأسبوع المقبل.
ومن المقرر أن يواجه ريال مدريد الذي أعلن إصابة مهاجمه الدومينيكاني ماريانو دياز بفيروس «كورونا» المستجد، مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي، في إياب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في السابع من أغسطس (آب)، بينما يلتقي إشبيلية الذي أعلن بدوره عن إصابة أحد لاعبيه بالفيروس، مع روما الإيطالي في الدور ثمن النهائي لمسابقة الدوري الأوروبي في السادس من الشهر ذاته في ألمانيا.
وقال «يويفا»: «نحن واثقون من أن هاتين الحالتين لن تؤثرا على إقامة المباراتين المعنيتين في مانشستر وديسبورغ على التوالي... الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على اتصال مع ريال مدريد وإشبيلية، ويراقب الموقفين وقرارات السلطات الإسبانية المختصة».
وكانت لهاتين الحالتين آثار مختلفة على استعدادات الناديين. ففي الوقت الذي أوقف فيه إشبيلية تدريباته الجماعية، يسود قلق أقل في ريال مدريد؛ حيث لم يكن لدياز أي اتصال حديث مع زملائه.
وتمثل بطولات أوروبا ركيزة مهمة لـ«يويفا» وللأندية، وهي مصدر التمويل المالي الكبير، إضافة للتنافس الساخن بين أقوى فرق القارة.
ومع سيطرة أندية بعينها على دوريات بلدانها المحلية، كما هو الحال مع يوفنتوس في إيطاليا، وبايرن ميونيخ (ألمانيا)، وباريس سان جيرمان (فرنسا)، أصيبت جماهير تلك الدول بالملل، وبات دوري أبطال أوروبا هو المحك الرئيسي لمتابعة تنافس على أعلى مستوى.
وتوج يوفنتوس مؤخراً بلقب الدوري الإيطالي للموسم التاسع على التوالي، وفاز بايرن هذا الموسم بلقب الدوري الألماني (بوندسليغا) للموسم الثامن على التوالي، كما أحرز باريس سان جيرمان اللقب السابع توالياً في آخر ثمانية مواسم. ويبدو الموقف في إسبانيا مشابهاً؛ حيث احتكر ريال مدريد وبرشلونة اللقب في 15 من آخر 16 موسماً، بما في ذلك آخر ستة مواسم.
وفي المقابل، يشهد الدوري الإنجليزي تنافساً أكبر على اللقب؛ حيث فازت فرق مانشستر يونايتد، ومانشستر سيتي، وتشيلسي، وليستر، وليفربول، باللقب في 15 من آخر 16 موسماً، ما يعني وجود خمسة أبطال للمسابقة خلال تلك الفترة.
وتمثل انطلاقة ليستر سيتي المذهلة في 2016، وتتويجه بلقب الدوري الإنجليزي، استثناء واضحاً لما آلت إليه الأوضاع في السنوات الماضية، بعدما أصبح المال هو الوسيلة أمام الأندية الكبرى لتحقيق نجاح أكبر.
وأعادت هيمنة بايرن ميونيخ على «البوندسليغا»، وكذلك أزمة وباء «كورونا»، الجدل والنقاش بشأن توزيع عائدات البث التلفزيوني في ألمانيا، من أجل توفير مزيد من التنافس.
وقال توماس روتجيرمان رئيس نادي فورتونا دوسلدورف الذي هبط لدوري الدرجة الثانية بألمانيا: «كنا نتحدث عن الفجوة التي تتسع بين الأندية لسنوات، ولكننا لا نفعل شيئاً بشأنها». وذكرت تقارير أن بايرن سيحصل على 70 مليون يورو (1.‏82 مليون دولار) الموسم المقبل، من عائدات البث التلفزيوني، بينما سيحصل أرمينيا بيلفيلد على أقل من 30 مليون يورو. وهي فجوة كبيرة؛ لكنها تزداد سوءاً عندما تضاف إليها عائدات النادي من مشاركاته في البطولات الدولية.
وأصبح الدخل المتزايد باستمرار من بطولة دوري أبطال أوروبا التي تضمن الأندية الكبيرة المشاركة فيها كل عام تقريباً، هو السبب الرئيسي وراء هيمنة أندية، مثل بايرن ميونيخ ويوفنتوس وسان جيرمان على الدوريات المحلية بهذه الطريقة.
وقال ستيفان لودفيغ رئيس مجموعة «سبورت بزنس جروب» بشركة «ديلويت» للخدمات المالية: «يزداد رأس مال دوري أبطال أوروبا بشكل ثابت. وفوق كل هذا هناك عدد قليل من الأندية الكبيرة يحصل على النصيب الأكبر من عائدات البطولة». وأضاف: «لا توجد أي رياضة تثمر هذا الدخل الكبير من تسويق منافسة دولية».
وازدادت المبالغ المخصصة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لمسابقات الأندية، بمتوسط 8.‏13 في المائة سنوياً، لترتفع قيمة هذه المبالغ من 900 مليون يورو في موسم 2010 - 2011 إلى 2.54 مليار يورو في 2018 – 2019، من بينها 1.98 مليار يورو للأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
وأدى إصلاح دوري الأبطال في 2018 - 2019 إلى منح كل من بطولات الدوري الأربعة الكبيرة بأوروبا (إنجلترا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا) أربع بطاقات تأهل مباشرة إلى دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، بدلاً من ثلاث بطاقات لكل دوري (الرابع كان يخوض تصفيات)، ما ساهم في توسيع الفجوة بشكل أكبر؛ حيث أصبحت الفرق المتأهلة من هذه الدوريات الأربعة مباشرة إلى دور المجموعات 16 فريقاً بدلاً من 12 فريقاً. وبهذا، أصبح من الصعب للغاية ألا تتأهل الأندية الكبيرة لدوري أبطال أوروبا.
وتستأنف بطولة دوري الأبطال منافساتها لهذا الموسم نهاية الأسبوع المقبل، بعد فترة توقف طويلة منذ مارس (آذار) الماضي، بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد.
وتنطلق مع نهاية الأسبوع المقبل بقية مباريات جولة الإياب في دور الستة عشر للبطولة، لحسم المقاعد الأربعة المتبقية في دور الثمانية، ثم تقام فعاليات دور الثمانية بداية من 12 أغسطس المقبل في العاصمة البرتغالية لشبونة. كما أن اهتمام «يويفا» بالنجاح السابق للنادي يجعل الأندية الغنية أكثر ثراء ونجاحاً في بلادها وفي بطولات الأندية الأوروبية. ولا يمكن توفير مزيد من الإثارة إلا من خلال صيغ توزيع مختلفة. وقال روتجيرمان: «أموال البث التلفزيوني من المنافسات الدولية ألقت بظلالها على التنافس في الدوريات المحلية».
وصرح يان ليمان عضو مجلس إدارة ماينز إلى مجلة «كيكر» الألمانية الرياضية قائلاً: «يجب توزيع عائدات البث الدولية والمحلية لـ(البوندسليغا) بشكل عادل». وقال كارل هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ: «أعتقد أننا دائماً ما نجد حلولاً عادلة وجادة. وأثق بأننا سنحقق الشيء نفسه هذا العام». ولكن الأندية الكبيرة تقول إنها بحاجة لدخل إضافي للبقاء في المنافسة في بطولات أوروبا، أمام الأندية التي تحظى باستثمارات من بلدان أخرى. كما تؤكد هذه الأندية الكبيرة أنها تريد تمثيل «البوندسليغا» بأفضل صورة ممكنة.
وقال رومينيغه أيضاً إن بايرن ميونيخ، الثري، يعاني أيضاً من تبعات وباء «كورونا»، ما يرجح أن النادي لن يقدم تنازلات كبيرة. وبهذا، تظل الأزمة قائمة، أو كما قال لودفيج: «توزيع أموال دوري أبطال أوروبا هو أحد أعظم التحديات في كرة القدم الحديثة».


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.