ليبيا تدخل مرحلة المستوى الوبائي الرابع

بعض أعضاء لجنة الرصد والتقصي باللجنة الطبية الاستشارية في شرق ليبيا (اللجنة الطبية)
بعض أعضاء لجنة الرصد والتقصي باللجنة الطبية الاستشارية في شرق ليبيا (اللجنة الطبية)
TT

ليبيا تدخل مرحلة المستوى الوبائي الرابع

بعض أعضاء لجنة الرصد والتقصي باللجنة الطبية الاستشارية في شرق ليبيا (اللجنة الطبية)
بعض أعضاء لجنة الرصد والتقصي باللجنة الطبية الاستشارية في شرق ليبيا (اللجنة الطبية)

حذرت الأجهزة الطبية في ليبيا من تصاعد وتيرة انتشار فيروس «كوفيد- 19» خلال الأيام المقبلة، في ظل عدم التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية. وقال الدكتور خليفة البكوش رئيس اللجنة العلمية الاستشارية الخاصة بجائحة «كورونا» أمس، إن ليبيا دخلت مرحلة المستوى الوبائي الرائع (مرحلة الانتشار المجتمعي) وفقاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية: «ما يتطلب كثيراً من العمل والانضباط».
يأتي ذلك وسط ازدياد نسبة الإصابات بشكل لافت، إذ سجلت ليبيا 190 إصابة أول من أمس، في أعلى معدل يومي، لتقفز النسبة الإجمالية إلى 3017 حالة، تعافى منهم 579 وتوفي 67 حالة.
وأمام خطورة الأوضاع الصحية، قال البكوش في كلمة مصورة أمس: «لقد وصلنا إلى ما نحن فيه بسبب عدم وعي المواطن»، داعياً إلى ضرورة الالتزام بإجراءات الحظر في العيد، حتى لا تتفاقم الأمور، مع أهمية تفعيل دور البلديات ووزارة الداخلية، وجهات الاختصاص واللجنة العلمية الاستشارية.
وسبق لنائب رئيس اللجنة الطبية الاستشارية التابعة للحكومة المؤقتة بشرق البلاد أحمد الحاسي، القول إن «ليبيا تشهد حالة من الانتشار الوبائي، في ربوع البلاد، شرقاً وغرباً وجنوباً».
وما زال الوباء يتمدد إلى مناطق جديدة في البلاد؛ حيث أعلنت لجنة التقصي والرصد والاستجابة ببلدية توكرة (شرق ليبيا) أمس، تسجيل أول حالة إصابة بـ«كورونا»، في وقت سجلت فيه اللجنة الاستشارية الطبية التابعة للحكومة المؤقتة 9 حالات إصابة، منها 6 لمخالطة في بنغازي، وحالتان في طبرق، وحالة في الكفرة.
وتتوزع الإصابات الـ190 التي أعلن عنها المركز الوطني لمكافحة الأمراض، في غالبية مناطق ليبيا، بينهم 50 حالة في طرابلس، و26 في بنغازي، و9 حالات في بني وليد، و25 في سبها، و15 في براك الشاطئ بجنوب البلاد.
وأوضح المركز في بيان أنه تسلم 1859 عينة، منها 678 بالمختبر المرجعي لصحة المجتمع بطرابلس، و313 في مختبر فرع المركز بمصراتة، و65 عينة بمختبر المركز المرجعي بزليتن، كما استقبل بمختبر المركز الوطني للصحة الحيوانية 300 عينة، و159 عينة بمختبر فرع المركز بسبها، و324 عينة في مختبر مركز بنغازي الطبي، لافتاً إلى أن 1669 عينة ظهرت سالبة، بينما تم تأكيد 190 إصابة، منها 132 حالة جديدة، و58 حالة لمخالطين، بينما سجل 3 حالات وفاة، وحالتي شفاء.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.