ترمب لم يناقش مع بوتين تقارير مكافآت قتل الأميركيين بأفغانستان

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

ترمب لم يناقش مع بوتين تقارير مكافآت قتل الأميركيين بأفغانستان

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه لم يناقش نظيره الروسي فلاديمير بوتين أبداً بخصوص تقارير للمخابرات الأميركية تفيد بأن موسكو دفعت مكافآت لمسلحي «حركة طالبان» لقتل أفراد من القوات الأميركية في أفغانستان، مثيراً شكوكاً بشأن التقارير في مقابلة تلفزيونية، وفقاً لوكالة «رويترز».
وأكد ترمب في مقابلة أجرتها معه شبكة «أكسيوس أون إتش بي أو» أمس (الثلاثاء): «لم أناقش الأمر معه على الإطلاق». ونفت موسكو هذه التقارير.
وأضاف ترمب، الجمهوري الذي سعى لإقامة علاقات أدفأ مع موسكو، أنه لم يُحط علماً بالأمر قبل نشره في وسائل الإعلام أواخر يونيو (حزيران). ووصف التقارير بأنها خدعة وأثار شكوكاً بخصوصها.
ولدى سؤاله عن سبب عدم مواجهته بوتين بشأن هذه القضية في اتصالهما يوم الخميس الماضي، قال ترمب لأكسيوس: «كانت مكالمة هاتفية لمناقشة أشياء أخرى، وصراحة هذه مسألة قال كثير من الناس إنها أخبار زائفة». وأوضح أنه والرئيس الروسي ناقشا حظر الانتشار النووي في الاتصال الهاتفي.
ويتهم الديمقراطيون في الكونغرس ترمب، الذي يسعى لإعادة انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني)، بعدم أخذ معلومات المخابرات التي تتعلق بقتل الجنود على محمل الجد. ويضغطون للحصول على مزيد من المعلومات من المخابرات والبيت الأبيض.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين إن ترمب لم يُبلغ شفهياً بتقارير المخابرات بخصوص المكافآت الروسية لأن المسؤول عن اطلاع الرئيس على التطورات بوكالة المخابرات المركزية خلص إلى أن التقارير غير مؤكدة.
ولم ينكر مسؤولو البيت الأبيض وجود المعلومات في الإيجاز اليومي للرئيس، وهو ملخص يومي لمعلومات وتحليلات سرية تتعلق بالأمن القومي. وأفادت بعض المنافذ الإعلامية أن قضية المكافآت كانت واردة في الإيجاز اليومي للرئيس في فبراير (شباط)، لكنه لم يقرأها على الأرجح.
وأوضح ترمب لأكسيوس: «لم تصل أبداً لمكتبي. تعرفون لماذا؟ لأنهم... في المخابرات لا يعتقدون أنها حقيقية... إذا كانت وصلت مكتبي، كنت سأفعل شيئاً حيالها».
وذكرت أكسيوس أن ترمب تحدث لبوتين ثماني مرات على الأقل منذ إدراج تقارير المخابرات لأول مرة في الإفادة التي تقدم له.
وبين ترمب أن كثيرين من مسؤولي المخابرات شككوا في مصداقية التقارير، وهو موقف يتناقض مع أربعة مصادر أميركية وأوروبية ومع إدراجه في تقرير لوكالة المخابرات المركزية حظي بقراءة على نطاق واسع في مايو (أيار).
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أول مرة في يونيو (حزيران) أن المخابرات الأميركية خلصت إلى أن وحدة للمخابرات العسكرية الروسية عرضت على «طالبان» ما يصل إلى 100 ألف دولار مقابل قتل كل جندي أميركي أو من جنود الحلفاء.
وأبلغ ترمب «أكسيوس» أنه يقرأ إفادة المخابرات اليومية. وقال: «أقرأها كثيراً كما تعلمون، أنا أقرأ كثيراً. يحبون أن يقولوا إنني لا أقرأ. أنا أقرأ كثيراً».
ونُشرت مقتطفات من المقابلة اليوم (الأربعاء)، وستُبث كاملة يوم الاثنين الثالث من أغسطس (آب).


مقالات ذات صلة

ترمب يواجه تحدي توحيد صفوف الجمهوريين في ظل غالبية ضئيلة

الولايات المتحدة​ دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يواجه تحدي توحيد صفوف الجمهوريين في ظل غالبية ضئيلة

قبل أسبوعين فقط من تنصيبه، سيتعين أولاً على الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن يوحّد الصفوف في ظل غالبية جمهورية ضئيلة تعاني انقسامات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كايا كالاس الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية تتحدث في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي - 12 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

كالاس تعليقاً على تصريحات ترمب: سيادة الدنمارك يجب أن تحترم

أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، اليوم (الخميس)، أنه ينبغي احترام سيادة غرينلاند ووحدة أراضيها، رداً على مطالبات ترمب بضم الجزيرة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

ترمب ينشر مقطع فيديو يتضمن شتائم نابية بحق نتنياهو

نشر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مقطع فيديو مثيراً للجدل تضمَّن شتائم نابية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يمر المشاة أمام لوحة مؤشر سوق الأوراق المالية في طوكيو (وكالة حماية البيئة)

الأسهم الآسيوية تتراجع وسط قلق من تصاعد التوترات التجارية

انخفضت الأسهم الآسيوية بشكل عام، يوم الخميس، وسط تجدُّد الحذر بشأن احتمالية تفاقم الاحتكاك التجاري مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

رقم قياسي... ترمب يجمع أكثر من 170 مليون دولار لحفل تنصيبه

جمع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أكثر من 170 مليون دولار لتمويل حفل تنصيبه المقبل، وهو مبلغ قياسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.