شاهد... بروتوكولات غير مسبوقة في «حج استثنائي»

بالكمامات والتباعد، بدأ حجاج بيت الله الحرام، اليوم (الأربعاء)، تأدية مناسك رحلتهم، بالتصعيد إلى مشعر منى بعد أن اكتمل وصول جميع الدفعات، وسط ظروف استثنائية وفي ظل إجراءات وقائية غير مسبوقة يخيّم عليها فيروس «كورونا» المستمر في التفشي حول العالم حاصدا مئات آلاف الوفيات، وقام الحجاج وهم يحملون مظلات ملّونة تقيهم حر الشمس، بالطواف في حركة متناسقة حول الكعبة بالمسجد الحرام في بداية الشعائر مع إبقاء مسافة محددة بشعارات على الأرض البيضاء، في مشهد تاريخي غير مألوف في أقدس أماكن المسلمين.
وبدا المشهد مختلفا جدا عما كان عليه في السنوات الماضية حين كان يحتشد مئات الآلاف من الحجاج قرب الكعبة المشرفة.

ورفعت قوات الدفاع المدني السعودية درجة الاستعداد والجاهزية في مشعر منى لاستقبال الحجاج، لقضاء يوم التروية الموافق للثامن من شهر ذي الحجة، واتخاذ جميع الإجراءات للحفاظ على سلامتهم طوال وجودهم فيها.
وأكد قائد قوات الدفاع المدني اللواء الدكتور حمود الفرج، جاهزية جميع وحدات وفرق الدفاع المدني لأداء مهامها، وفق ما ورد في خطة المديرية العامة للدفاع المدني، وجاهزية جميع الجهات المشاركة لتنفيذ مهامها وفق ما ورد في الخطة العامة للطوارئ بالحج لمواجهة أي مخاطر.
وشددت البروتوكولات الصحية التي أقرتها الجهات المختصة في السعودية، على تقسيم الحجاج إلى مجموعات منفصلة، وبأعداد لا تتجاوز 20 شخصا، مع وجود مرشد مرافق لكل مجموعة، كما خُصصت 40 حافلة ذات سعة 49 راكبا لنقل 22 راكباً فقط في المرة الواحدة، مع تخصيص نفس الحافلة لذات المجموعة طوال مراحل أداء مناسك الحج، وكذلك المقعد لذات الحاج طوال الفترة نفسها.

وتم تجهيز مسارات معقمة محددة في المطاف والمسعى، مع تحقيق التباعد بين الحجاج بمسافة مترين، وتخصيص أبراج منى لاستقبال حجاج هذا العام، كما سيتم إسكان كل حاج في مساحة مستقلة لا تقل عن 9 أمتار في منى وعرفات ومزدلفة، وتوزيع أكياس حصى الجمرات مغلفة ومعقمة على الحجاج، واقتصار إعاشة الحجاج على الوجبات مسبقة التحضير والمغلفة من خلال متعهد معتمد بأدوات بلاستيكية ذات استخدام واحد.

بالإضافة إلى ذلك، تم العمل على إصدار بطاقة ذكية لكل حاج تختص بإدارة وتنظيم رحلة الحاج، وحقيبة لكل حاج تحتوي على معقمات وكمامات وسجادة وأدوات الوقاية اللازمة، إضافة إلى توزيع عبوات زمزم على الحجيج في كل نقاط الحج.

وحول ما يتعلق بماء زمزم، ستكون السقيا بتوفير مياه الشرب ومياه زمزم بعبوات مخصصة للأفراد، ذات استخدام واحد، إضافة إلى إزالة جميع البرادات أو تعطيلها في الحرم المكي والمشاعر المقدسة.

أما السجادات، فقد جهزت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سجادة صلاة لكل حاج، وذلك ضمن حملة «خدمة الحاج والزائر وسام شرف لنا» في موسمها الثامن، وتأتي السجادات في أكياس مغلقة ومعقمة ومعدة للاستخدام الواحد.

وجهزت وزارة الحج والعمرة السعودية فندقاً متكاملاً لاستقبال الحجاج وتسكينهم في مكة المكرمة، بدءا من الرابع من ذي الحجة، قبل ذهابهم إلى منى، حيث خصصت غرفة لكل حاج بتجهيزاتها الكاملة، وضعت فيها علب ماء زمزم المعقمة، ووجبات خفيفة وصحن فاكهة وحلويات، بالإضافة إلى قوائم الطعام التي توفر الوجبات الرئيسية للحجاج.
وفي غرف النوم، تم تجهيز معدات كاملة جاهزة للاستخدام، تتمثل في إحرام معقم لكل حاج، بالإضافة إلى الكمامات والمعقمات وأدوات الراحة، وكتيب صفة الحج، بالإضافة إلى أكياس الجمرات والمظلة الشمسية وحقيبة الظهر الخاصة بالتنقلات والمجهزة بالاحتياجات اللازمة.

من جانبها، جهزت وكالة الشؤون الفنية والخدمية برئاسة شؤون الحرمين، ممثلة في إدارة تطهير وسجاد المسجد الحرام 3500 عامل وعاملة لتطهير المسجد الحرام وتعقيمه وتعطيره، حيث يُغسل المسجد الحرام وساحاته الخارجية ومرافقه 10 مرات يومياً بمشاركة 3500 عامل وعاملة، مستخدمين أجود أنواع المطهرات والمعقمات والمعطرات التي جُلبت خصيصاً للمسجد الحرام، حيث تُستخدم يومياً قرابة 54000 لتر من المطهرات أثناء الغسيل، مستخدمين 95 معدة غسيل حديثة، و2400 لتر من المعقمات، منها 1500 لتر للأسطح، و900 لتر معقمات يدوية، وتُستخدم أيضاً 1050 لترا من المعطرات.
يذكر أن وزارة الحج والعمرة في السعودية أعلنت في وقت سابق، أن نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة ستكون 70 في المائة من إجمالي حجاج هذا العام، فيما نسبة السعوديين 30 في المائة فقط، على أن يقتصر حج المواطنين على الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19).

إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول بوزارة الداخلية السعودية، بأنه تقرر معاقبة كل من يخالف تعليمات منع الدخول إلى المشاعر المقدسة (منى، ومزدلفة، وعرفات) بلا تصريح بدءا من تاريخ 28 - 11 - 1441هـ، وحتى نهاية اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، بغرامة مالية قدرها عشرة آلاف ريال، وفي حال تكرار المخالفة تتضاعف العقوبة.
بدورها، أعلنت شرطة الطائف، إقامة نقاط ضبط أمنية لمنع المخالفين من دخول المشاعر المقدسة، كما كشفت هيئة أمن طرق الحج، عن تفعيل مراكز الضبط الأمني حول العاصمة المقدسة.
أما مديرية الجوازات، فقد أكدت فرض عقوبات بالسجن وغرامة مالية لمخالفي تعليمات الحج، منوهة إلى أن الشركات التي تنقل حجاج دون تصاريح ستتلقى عقوبات أيضاً.
كان قائد قوات أمن الحج، قد أعلن عدم وجود حملات أو مكاتب لحج هذا الموسم.
وكشف وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بنتن في برنامج لقاء سابق عبر «العربية» عن أن اختيار حجاج هذا العام جرى إلكترونيا، من دون وجود أي تدخل بشري.