توتر وقصف على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية

تل أبيب أعلنت إحباط عملية تسلل في مزارع شبعا... و«حزب الله» ينفي قيامه بأي هجوم

جنود إسرائيليون عند حاجز قرب «الخط الأزرق» بين لبنان وإسرائيل في بلدة الغجر - مجدل شمس أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون عند حاجز قرب «الخط الأزرق» بين لبنان وإسرائيل في بلدة الغجر - مجدل شمس أمس (أ.ف.ب)
TT

توتر وقصف على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية

جنود إسرائيليون عند حاجز قرب «الخط الأزرق» بين لبنان وإسرائيل في بلدة الغجر - مجدل شمس أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون عند حاجز قرب «الخط الأزرق» بين لبنان وإسرائيل في بلدة الغجر - مجدل شمس أمس (أ.ف.ب)

شهدت الحدود اللبنانية - الإسرائيلية توتراً، أمس، في ظل تضارب المعلومات حول أسبابه. فبعدما أعلنت إسرائيل عن وقوع «حادث أمني» عند الحدود، وتحدث جيشها عن استهداف آلية عسكرية في مزارع شبعا التي يعتبرها لبنان أرضاً محتلة، أصدر «حزب الله» في وقت لاحق نفياً لحدوث أي عملية أو إطلاق نار من قبله، متوعداً في الوقت عينه بالرد على مقتل قيادي من عناصره قُتل بضربة إسرائيلية في سوريا الأسبوع الماضي.
ونقل عن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي تأكيدهم إحباط عملية لـ«حزب الله» في مزارع شبعا، فيما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية بسقوط قذيفة مدفعية من دون أن تنفجر على منزل لبناني في بلدة الهبارية جراء قصف إسرائيلي على قرى لبنانية في منطقة العرقوب، مشيرة إلى حركة نزوح من القرى الحدودية باتجاه صور وصيدا.
ومنذ الإعلان هذا الحادث شهدت المنطقة تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء منطقة مزارع شبعا، ونفذ غارات وهمية، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، قبل أن يقول الجيش الإسرائيلي نحو الساعة الخامسة بعد الظهر إن الاشتباكات انتهت عند الحدود مع لبنان. وترددت معلومات عن أن الجنود الإسرائيليين تبادلوا إطلاق النار خلال الحادث الأمني الذي تضمن شبهة حصول عملية تسلل لـ«حزب الله». وقالت مصادر إسرائيلية إن الاعتقاد في تل أبيب هو أن الحزب قام فعلاً بمحاولة تسلل، وإن نفيه لحصولها جاء بعدما تبيّن له فشلها. ورصدت وكالة «رويترز» إطلاق عشرات القذائف الإسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، ما أدى إلى تصاعد النيران وأعمدة الدخان من المنطقة.
من جهته، أعلن الناطق باسم قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» أندريا تيننتي أن «رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مع الطرفين لتقييم الوضع ولجم التوتر، ويواصل حثّ الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».
وتناوب المسؤولون الإسرائيليون على التصريح منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الحادث متحدثين عن عملية من «حزب الله»، مترافقة مع ترجيحات بأن تكون رداً على مقتل قيادي له في سوريا الأسبوع الماضي، ليأتي النفي القاطع من «حزب الله» بعد نحو ساعتين من الإرباك والتوتر الأمني. وتحدث الحزب في بيان عن «حالة رعب» يعيشها الإسرائيليون عند الحدود اللبنانية، وحالة الاستنفار العالية والقلق الشديد من ردة فعله على مقتل القيادي علي كامل محسن في سوريا، مشيراً إلى «عجز» إسرائيل «عن معرفة نوايا المقاومة». وأضاف: «كل هذه العوامل جعلت العدو يتحرك بشكل متوتر ميدانياً وإعلامياً». وأكد «أن كل ما تدعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة»، وكذلك الحديث عن سقوط قتلى وجرحى لـ«المقاومة» في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع القوات الإسرائيلية في مزارع شبعا «غير صحيح على الإطلاق» و«محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة».
وشدّد البيان على أنه «لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار» من طرف «حزب الله» في «أحداث اليوم حتى الآن، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر»، مؤكداً في الوقت ذاته «أن الرد آتٍ حتماً» على مقتل القيادي محسن. وزاد: «كما أن القصف الذي حصل اليوم (أمس) على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد المدنيين لن يتم السكوت عنه على الإطلاق، وإن غداً لناظره قريب».
وأتى البيان بعدما كان الإسرائيليون تحدثوا عن إحباط عملية للحزب. وقال المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه على «تويتر»: «أحبط الجيش الإسرائيلي عملية تخريبية في منطقة جبل روس حيث تمكنت القوات من تشويش عملية خططت لها خلية من (حزب الله) مكونة من بين 3 إلى 4 أشخاص وتسللت أمتاراً معدودة» داخل حدود إسرائيلي عند الخط الأزرق، مشيراً إلى أنه تم فتح النيران «نحوهم وتشويش مخططهم». وأضاف أن أي إصابات لم تقع في صفوف القوات الإسرائيلية. وأضاف: «تتم إعادة فتح الطرقات المدنية في منطقة الشمال وإعادة الحياة المدنية إلى الروتين، لكن الحدث لا يزال قائماً، أيام معقدة ومتوترة أمامنا».
كذلك، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس للصحافيين: «نجحنا في إحباط محاولة تسلل لخلية إرهابية إلى إسرائيل»، مشيراً إلى عدم ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف قواته. وأضاف: «لقد تأكدنا من أن الإرهابيين فرّوا عائدين إلى لبنان».
وما شهدته الحدود أمس أتى بعد أيام على استنفار وتأهب على الحدود، في ضوء توقعات إسرائيلية بردّ من «حزب الله» على مقتل القيادي في سوريا، وبعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي عن سقوط طائرة مسيرة في جنوب لبنان. وأشارت مصادر مطلعة على موقف «حزب الله» لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحزب اللبناني لا علاقة له بالطائرة الإسرائيلية التي سقطت مساء الأحد.
وقالت إن الرد من الحزب «سيكون بناء على تقدير قيادة المقاومة، مع الالتزام بالحفاظ على قواعد الاشتباك»، مشيرة إلى أن الحزب غير معني بالرسالة التي بثّتها إسرائيل عبر الأمم المتحدة، ومفادها أن سقوط القيادي كان خطأ، قائلة: «هذا الأمر لا يغيّر من الأمر شيئاً».
وفيما تجدد المصادر التأكيد على أن ما أعلنه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله سابقاً لا يزال ساري المفعول لجهة إسقاط ما يمكن إسقاطه من الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تقوم بالتصوير الجوي في الأراضي اللبنانية، تستبعد وقوع حرب بين الطرفين، ومكررة ما أعلنه نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم، مساء الأحد، بقوله: «التهديدات الإسرائيلية لن تستدرجنا إلى موقف لا نريده، والأجواء لا تشي بحصول حرب، في ظل الإرباك الداخلي الإسرائيلي وتراجع (الرئيس) دونالد ترمب في الداخل الأميركي».
وكان الحدث في مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 والواقعة على مثلث الحدود مع لبنان وسوريا، قد بدأ بشكل درامي، إذ طلبت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي من مواطني نحو 20 بلدة في الشمال الشرقي من الجليل أن يدخلوا الملاجئ والمناطق الآمنة في بيوتهم، وذلك بسبب «حدث أمني». وتزامن ذلك مع سماع دوي تفجيرات وقصف مدفعي. وشوهدت طائرات إسرائيلية في الجو.
وأغلقت الطرقات على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل. ووصل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى قيادة اللواء الشمالي. وغادر كل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورئيس الحكومة البديل ووزير الأمن، بيني غانتس، اجتماعين لكتلتيهما البرلمانيّتين في الكنيست في القدس الغربية إلى «الكرياه»، مقر القيادة الأمنية في وزارة الأمن في تل أبيب لإجراء مشاورات أمنيّة.
وأصدر نتنياهو بياناً قال إنه ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع يتابعون الأحداث على الحدود الشمالية، مؤكداً أن «سياستنا واضحة. أولاً، إننا لا نسمح لإيران بالتموضع عسكرياً على حدودنا مع سوريا.
ثانياً، لبنان و(حزب الله) يتحملان مسؤولية أي اعتداء ينطلق ضدنا من الأراضي اللبنانية. ثالثاً، جيش الدفاع مستعد لجميع السيناريوهات». وأضاف: «نحن نعمل على جميع الساحات من أجل أمن إسرائيل، قرب حدودنا وبعيداً عنها».
وقبل أن يصل نتنياهو وغانتس إلى تل أبيب، أعلن الجيش الإسرائيلي عن انتهاء الحدث، وقال الجيش إن العملية انتهت، لكن إسرائيل تتابع عن كثب التحركات ضدها في لبنان وسوريا وأبعد من ذلك بكثير.
وبانتظار ما ستشهده الحدود اللبنانية على وقع الاستنفار على جانبي الحدود، يستبعد كل من النائب المتحالف مع «حزب الله» الوليد سكرية، ومدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر احتمال توسع المواجهة إلى الحرب، مع اختلاف في المقاربة.
ويقول سكرية لـ«الشرق الأوسط»: «لو كان لتل أبيب القدرة على الدخول في حرب لكانت فعلتها منذ زمن، لكنها تريد نزع سلاح المقاومة أو تقييد عملها عبر أطراف أخرى، من دون الدخول في معركة». في المقابل، يوضح سامي نادر لـ«الشرق الأوسط»: «طالما قواعد الاشتباك لم تتغير لا مصلحة لأي من الطرفين في حصول حرب، لا إسرائيل التي في عجلة من أمرها، في وقت يبدو واضحاً أن نفوذ إيران في المنطقة إلى انحسار، والأطراف الإقليمية تقوم بدورها في هذا الإطار، ولا (حزب الله) الذي يرزح تحت ضغوط عدة، أبرزها الوضع الاقتصادي والاجتماعي في لبنان». ويضيف: «يبقى السؤال هل من مصلحة أي طرف منهما تغيير قواعد الاشتباك، وقيام مثلاً (حزب الله) بالدفع بالصواريخ إلى الداخل أو فتح جبهة الجولان؟». ويتابع: «عندها ستعمد تل أبيب إلى قطع أي محاولة في هذا الاتجاه عبر عملية معينة، وهي التي استهدفت مرات عدة محاولات لـ(حزب الله) لنقل صواريخ»، مؤكداً في الوقت عينه أن «أي محاولة قد يقوم بها (حزب الله) للهروب إلى الأمام ستكون لها خسائر وتداعيات لن يقوى على تحملها».
وقبل ساعات قليلة من التوتر على الحدود، قال السفير الإيراني لدى لبنان رداً على سؤال عن إمكانية وقوع اعتداء إسرائيلي، بعد لقائه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان: «لا أعتقد أن الكيان الصهيوني هو في وضع يسمح له بارتكاب هذه الحماقات وهذه المغامرات، ونعتقد أن العدو الإسرائيلي لا يمكن أن ينسى الضربات المتلاحقة والهزيمة النكراء التي لحقت به إبان حرب 2006.
ونعتقد أن العدو الصهيوني إذا ما أقدم على ارتكاب حماقة كهذه أو مغامرة كهذه فلا شك أن هناك ضربة أقسى سوف تكون في انتظاره، واليوم محور المقاومة هو أقوى من أي وقت مضى، ونحن على ثقة تامة أن هناك مزيداً من الانتصارات تنتظر هذا المحور».



احتجاجات قبلية في صنعاء لتواطؤ الحوثيين مع مدانين بالقتل

اعتصام لقبائل محافظة إب لمطالبة الحوثيين بالقبض على أحد القتلة (إعلام محلي)
اعتصام لقبائل محافظة إب لمطالبة الحوثيين بالقبض على أحد القتلة (إعلام محلي)
TT

احتجاجات قبلية في صنعاء لتواطؤ الحوثيين مع مدانين بالقتل

اعتصام لقبائل محافظة إب لمطالبة الحوثيين بالقبض على أحد القتلة (إعلام محلي)
اعتصام لقبائل محافظة إب لمطالبة الحوثيين بالقبض على أحد القتلة (إعلام محلي)

مع استمرار قبائل محافظة إب اليمنية في الاعتصام المفتوح للمطالبة بتسليم قيادي حوثي ومرافقيه المتهمين بقتل أحد وجهاء المحافظة، تشارك القبائل في مديرية بني مطر في صنعاء في وقفات احتجاجية؛ للمطالبة بتسليم ومحاكمة متهم بقتل 3 ضحايا من المديرية، قبل أن تنضم أخيراً قبائل من محافظة ذمار إلى الاحتجاجات، رفضاً لقرار أصدره الحوثيون بالعفو عن أحد القتلة.

وحسب متحدث باسم قبائل محافظة إب، الواقعة على مسافة 193 كيلومتراً جنوب صنعاء، فإن لجنة المتابعة في قضية اغتيال صادق أبو شعر على يد مسؤول حوثي ومرافقيه زارت حجز النيابة وتأكدت أن جزءاً من المتهمين لم يتم القبض عليهم.

قبائل بني مطر رفضت محاولة الحوثيين امتصاص غضبها ووقف التظاهر (إعلام محلي)

وحذّر المتحدث من أي تلاعب بالقضية، وقال إن قبائل المحافظة لن توقف اعتصامها إلا بعد استكمال ملف التحقيق بالقضية ومحاكمة الجناة محاكمة مستعجلة.

وتأتي هذه التحركات متزامنة مع انضمام قبائل مديرية بني مطر التابعة لمحافظة صنعاء إلى مجاميع المحتجين، حيث تظاهر المئات من أبناء المديرية، للمطالبة بتسليم متهم بقتل ثلاثة أشخاص، بعد خلاف على مبالغ مالية، رغم المساعي التي بذلها الحوثيون لاحتواء تلك الاحتجاجات.

عفو غير قانوني

وسط هذه الاحتجاجات التي لم تعرفها العاصمة اليمنية صنعاء منذ اجتاحها الحوثيون في سبتمبر (أيلول) 2014، فجّر قرار أصدره رئيس مجلس حكم الجماعة الانقلابية مهدي المشاط بالعفو عن مُدان بقتل أحد أبناء قبيلة عنس التابعة لمحافظة ذمار موجة؛ احتجاجات لدى القبيلة.

وبدأ أفراد القبيلة التوافد على العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء للضغط على الحوثيين لإلغاء قرار العفو، قائلين إن الرجل محكوم عليه بالإعدام وأُدين بحكم أصدرته المحكمتان الابتدائية والاستئنافية، وصدّقت عليه المحكمة العليا التابعة للجماعة.

عفو حوثي عن مدان بالقتل يفجر احتجاجات قبلية (إعلام محلي)

ووفق محامين يمنيين، أصدر المشاط قراراً بالعفو عن إبراهيم مطير المدان بقتل طارق الخلقي، وألزم حكومة الانقلاب بدفع الدية إلى أسرة الضحية، وهي خطوة أثارت موجة من السخط في الأوساط القانونية والشعبية؛ لأنه لا يمتلك أي صلاحية بذلك. ونبه المحامون إلى نصوص القانون اليمني التي تمنح إصدار قرار بالعفو الخاص في أي قضية إلا إذا كانت غير متعلقة بحقوق خاصة بالغير.

ووفق ما ذكره المحامون فإن قرار العفو في القانون اليمني لا يمسّ بنوعية حقوق الغير إلا بموافقتهم، ويعد من حقوق الغير القصاص والدية والأرش. ولهذا فإن قرار رئيس مجلس حكم الحوثيين من الناحية الشرعية والقانونية لا يحرم أولياء الدم من قتل المدان إذا أُفرج عنه.

ويذكر المحامي الموالي للجماعة الحوثية، عبد الفتاح الوشلي، أنه بإمكان من يمتلك المال والوساطة أن يذهب إلى مكتب المشاط وسيحصل مؤكداً على قرار بالإعفاء من العقوبة، ويورد أنه قبل عام ونصف العام وفي قضية كان موكلاً بها، حدث الأمر نفسه.

قبائل محافظة ذمار غاضبة من عفو الحوثيين عن أحد المدانين بالقتل (إكس)

وأكد الوشلي أنه تم تأييد حكمين جنائيين من المحكمة العليا قضى أحدهما بحبس متهم ثمانية أشهر، والآخر بحبسه ستة أشهر لاعتدائه على أرض موكله، إلا أنه وعند شروع النيابة في تنفيذ عقوبة الحبس أحضر المتهم في اليوم الثاني من إيداعه الإصلاحية قراراً من المشاط بإعفائه من العقوبة المحكوم بها عليه، فخرج، وبعدها اعتدى للمرة العاشرة على الأرض نفسها.

ويقول محامون يمنيون إن الحوثيين استهانوا بدماء من لا يقاتلون معهم أو لا يشاركونهم الانتماء السلالي، ولهذا صدر قرار العفو من قبل المشاط رغم وجود أحكام قضائية باتة ونهائية بحق القاتل، ولم يتبقَ سوى التنفيذ.

سجون خاصة

ذكرت مصادر قانونية في صنعاء أن مسلحين يُعتقد أنهم من أتباع القيادي الحوثي عبد الله الرزامي سجنوا التاجر ماهر السدعي الذي كان قد توجه إلى مكتب عبد الكريم الحوثي -وهو عم زعيم الجماعة ومعين وزيراً للداخلية في الحكومة غير المعترف بها- للشكوى من الرزامي الذي اختطفه في وقت سابق ونهب سيارته.

ووفق هذه المصادر، فإن السدعي ذهب إلى مكتب المفتش العام في الداخلية الحوثية لمتابعة إجراءات الشكوى التي قدمها بشأن سيارته التي نُهبت قبل أشهر من قِبل الرزامي الذي يسيطر على أجزاء من جنوب صنعاء ويدير محاكم وسجوناً خاصة في منطقة بيت زبطان القريبة من المجمع الرئاسي، إلا أنه وعند وصوله اتصل المكتب بمجموعة الرزامي حيث حضر شخص يُدعى أبو هايل برفقة مسلحين واقتادوا التاجر بالقوة إلى مكان غير معلوم.

القيادي الحوثي عبد الله الرزامي يمتلك سجنًا خاصًا في صنعاء (إعلام محلي)

وأكدت المصادر أن الرزامي لديه سجن خاص يتم إيداع كل من يرفض تحكيمه في أي قضية خلافية يطلب أحد أطرافها منه التدخل وتحكيمه فيها.

وهذا السجن، وفق المصادر، عبارة عن حاويات بضائع كبيرة موضوعة على تل صغير في منطقة بيت زبطان التي يسيطر عليها الرزامي منذ مقتل الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح.

وطبقاً لهذه المصادر، فإن القيادي الحوثي عبد الباسط الهادي، المعين محافظاً لمحافظة صنعاء، لديه سجن مماثل في المبنى الإداري للمحافظة. كما تمتلك مكاتب الأوقاف في كل محافظة من المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية سجوناً خاصة، وكذلك مكاتب أراضي الدولة وعقاراتها. ولذات الغرض تمتلك مكاتب البلدية في تلك المحافظات سجوناً خاصة وحتى على مستوى المديريات.

المصادر القانونية بيّنت أن قيادات بارزة في جماعة الحوثي تمتلك مجاميع مسلحة، وفي كل مكان يوجدون فيه لديهم سجون خاصة في مقار ممارسة أنشطتهم.

وجزمت المصادر بأن سجون الحوثيين بمختلف أنواعها مليئة بالمعتقلين وبتهم مختلفة ومتعددة ولا تقتصر على التهم السياسية فقط.