130 وفاة في دمشق يومياً... و«كورونا» يصيب قادة بالجيش والأمن

طبيبة سورية تساعد طفلاً على ارتداء قناع الوقاية بمعسكر للنازحين في جنيد بإدلب (أ.ف.ب)
طبيبة سورية تساعد طفلاً على ارتداء قناع الوقاية بمعسكر للنازحين في جنيد بإدلب (أ.ف.ب)
TT
20

130 وفاة في دمشق يومياً... و«كورونا» يصيب قادة بالجيش والأمن

طبيبة سورية تساعد طفلاً على ارتداء قناع الوقاية بمعسكر للنازحين في جنيد بإدلب (أ.ف.ب)
طبيبة سورية تساعد طفلاً على ارتداء قناع الوقاية بمعسكر للنازحين في جنيد بإدلب (أ.ف.ب)

أكد لبنانيون على تواصل مع أقربائهم في دمشق، حصول «انتشار سريع» لوباء «كورونا» في العاصمة السورية، طال مسؤولين أمنيين وضباطا سابقين، مشيرين إلى صدور تعليمات بالتشديد على التكتم الرسمي عن حجم الإصابات «تجنباً للرعب بين الناس الذين يعانون من أزمة اقتصادية وآثار تسع سنوات من الحرب».
ونقل أحدهم عن مسؤول سوري قوله: «تم تسجيل 130 وفاة يوميا، حسب إحصاءات محافظة دمشق، ويمكن اعتبار أن معظمهم توفوا بسبب (كورونا)»، مشيرا إلى أن الذين يثبت أنهم ماتوا بسبب الوباء «يدفنون في مقبرة نجها في جنوب دمشق، التي كانت مخصصة لقتلى الجيش». وكان مسؤول طبي سوري أشار إلى حصول حوالى 25 وفاة يوميا في دمشق، بسبب «كورونا».
ونقلت إذاعة «ميلودي إف إم» عن مدير مكتب دفن الموتى، فراس إبراهيم قوله إن المتوفين نتيجة الإصابة بالفيروس أو أعراض مطابقة «يدفنون في مقبرة نجها بريف دمشق حصراً، منعاً لانتشار الفيروس في الأماكن السكنية. ولا يمكن دفن أي ميت دون تقرير طبي من طبيب مختص مع تصديق التقرير من نقابة الأطباء»، وذلك في وقت أكد فيه رئيس «الطب الشرعي» في جامعة دمشق حسين نوفل أن «الدفن يتم من قبل فريق حكومي مدرّب ومجهز بلباس خاص، يبقى مع المتوفى من التغسيل حتى الدفن»، حسب موقع «عنب بلدي» السوري.
ونعت قناة «الإخبارية السورية» الرسمية صباح الاثنين، رئيس تحريرها، خليل محمود. وإذ لم تشر وزارة الإعلام التي نعت محمود إلى سبب الوفاة، فإن صفحته على «فيسبوك» دلت على أنه «كورونا».
وكان الفنان اللبناني مروان محفوظ توفي بسبب الوباء في «مستشفى الأسد الجامعي في دمشق». وأفاد «عنب بلدي» بأن الشيخ محمد مازن الدمشقي إمام جامع حمو ليلى في ركن الدين، توفي لذات السبب.
وبلغ عدد الإصابات بالفيروس حتى الأحد، 650 حالة، شفي منها 200 حالة، بينما توفي 38 شخصاً، حسب الإحصاءات الرسمية. إذ تتوقع الإصابات كالتالي: 368 إصابة في دمشق، و141 في ريف دمشق. وفي القنيطرة 36، وحلب 30. واللاذقية 29. والسويداء 16. وحماة 10، وحمص 10، ودرعا 9. وطرطوس إصابة واحدة.
وحذر وزير الصحة نزار يازجي في تصريحات صحافية من زيادة ارتفاع الحصيلة المحلية لفيروس «كورونا»، وقال: «توسع انتشارها أفقياً وعمودياً قد ينذر بتفش أوسع في حال عدم الالتزام، والتهاون بالإجراءات الوقائية الفردية والمجتمعية»، لافتاً إلى عدم معرفة دقيقة عن أعداد الوفيات ويعزو السبب إلى أنه «يمكن أن تكون لعدم الإبلاغ عن حالات مرضية تعالج منزلياً والتأخر بطلب الاستشارة».
كما قررت الحكومة السورية منع صلاة عيد الأضحى المبارك في دمشق وريفها وإغلاق جميع صالات المناسبات، وكلفت جميع الوزارات باتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس.
وبالنسبة إلى المناطق خارج سيطرة الحكومة، كانت «حكومة الإنقاذ» المحلية عزلت مدينة سرمين التابعة لريف إدلب بعد تسجيل أول حالة إصابة ومخالطتها مع آخرين قادمة من دمشق، وشهدت الأيام الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المصابين وسجلت الطواقم الطبية 26 حالة توزعت معظمها على مدينتي سرمدا بريف إدلب وأعزاز في ريف حلب الشمالي.
وبعد خلوها على مدار أشهر من أي إصابة بفيروس «كورونا» المستجد، سجلت مدينة القامشلي ومحافظة الحسكة إصابة 4 حالات، وفرضت «منظمة الهلال الأحمر الكردي» الطبية الحجر الصحي على 88 حالة اشتباه، وتدرس «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا فرض حظر عام بعد تسجيل حالات إصابة جديدة بجائحة (كوفيد 19) وأغلقت كافة المعابر والمنافذ الحدودية وفرضت الحجر الصحي على كل مسافر لمدة 14 يوما، وأوعزت إلى المؤسسات المختصة في المعابر الحدودية اتخاذ الإجراءات الصحية المشددة على البضائع والسائقين.


مقالات ذات صلة

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

23 ولاية تقاضي إدارة ترمب بسبب قرار سحب المليارات من تمويل قطاع الصحة

أقام ائتلاف من المدعين العامين بولايات أميركية دعوى على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، بسبب قرارها سحب 12 مليار دولار من الأموال الاتحادية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بيتر ماركس شغل منصب رئيس قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (رويترز) play-circle

استقالة مسؤول اللقاحات في «الغذاء والدواء» الأميركية

استقال كبير مسؤولي اللقاحات في الولايات المتحدة أمس الجمعة احتجاجاً على ما وصفه بـ«معلومات مضللة وأكاذيب» يروج لها وزير الصحة الجديد، وفقاً لما أوردته تقارير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الفيروس اكتُشف في الخفافيش بمدينة فورتاليزا شمال شرقي البرازيل (رويترز)

اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل

أعلن عدد من الباحثين عن اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل، يتشابه مع فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) القاتل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
الولايات المتحدة​ سيدة تقوم باختبار «كوفيد» في الفلبين (أ.ب)

بعد 5 سنوات من الجائحة... «كورونا» أصبح مرضاً متوطناً

بعد 5 سنوات من بدء جائحة «كورونا»، أصبح «كوفيد-19» الآن أقرب إلى المرض المتوطن، وفقاً لخبراء الصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

اليمن خامس أخطر منطقة لعمل المنظمات الإنسانية حول العالم

عدد الأشخاص الذين يحصلون على المساعدات في اليمن انخفض بنسبة 44 % (الأمم المتحدة)
عدد الأشخاص الذين يحصلون على المساعدات في اليمن انخفض بنسبة 44 % (الأمم المتحدة)
TT
20

اليمن خامس أخطر منطقة لعمل المنظمات الإنسانية حول العالم

عدد الأشخاص الذين يحصلون على المساعدات في اليمن انخفض بنسبة 44 % (الأمم المتحدة)
عدد الأشخاص الذين يحصلون على المساعدات في اليمن انخفض بنسبة 44 % (الأمم المتحدة)

احتل اليمن المرتبة الخامسة عالمياً من حيث المخاطر التي تواجه عمل المنظمات الإنسانية، وفقاً للتقرير السنوي لبرنامج الأغذية العالمي الذي أكد أن القيود التي فرضها الحوثيون ونقص التمويل يشكلان تحديات على قدرته في استمرار تقديم المساعدات.

وبحسب التقرير القُطري السنوي لعام 2024 للبرنامج الأممي، فقد ظل اليمن طوال العام «بيئة عالية المخاطر»، حيث تمت مواجهة مجموعة من المخاطر شملت محاولات التدخل، وضعف الرقابة على المساعدات، وقيود التمويل، وديناميكيات الصراع المتزايدة التعقيد.

وأكد البرنامج أن اليمن لا يزال ضمن فئة المخاطر الأعلى في ملف المخاطر القُطرية للأغذية العالمي، حيث احتل المرتبة الخامسة بين أعلى مستويات المخاطر من بين جميع عمليات البرنامج البالغ عددها 85 عملية في جميع أنحاء العالم.

وبشأن ظروف عمل البرنامج الأممي، بيّن التقرير أن الديناميكيات السياسية في مناطق سيطرة الحوثيين تسببت في فرض قيود وتأخيرات أثرت سلباً على العمليات والأنشطة الإنسانية ومراقبة الوصول.

قيود الحوثيين ونقص التمويل أبرز الصعوبات التي تواجه توزيع المساعدات (الأمم المتحدة)
قيود الحوثيين ونقص التمويل أبرز الصعوبات التي تواجه توزيع المساعدات (الأمم المتحدة)

كما أن النقص في التمويل الذي برز نتيجة لتغير أولويات المانحين والمنافسة بين عمليات الطوارئ في دول مختلفة، شكّل تحدياً لقدرته في الحفاظ على استمرارية العمليات الإنسانية على نطاق واسع.

ومع أن الأمم المتحدة نددت علناً وفي أكثر من مناسبة بحملة الاعتقالات التي نفذها الحوثيون وطالت أكثر من 70 من العاملين لدى المنظمات الأممية والدولية الإنسانية، إلا أن تقرير الأغذية العالمي تناولها بلغة ناعمة جداً.

وقال البرنامج: إن التوترات الجيوسياسية أدت إلى ارتفاع المخاطر التي تهدّد سلامة الموظفين وسلامة العمليات؛ «ما أدى إلى احتجاز موظف من برنامج الأغذية العالمي وآخرين يعملون في المجال الإنساني».

تقدم كبير

على الرغم من هذه العقبات، يذكر التقرير أن المكتب القُطري لبرنامج الأغذية العالمي أحرز تقدماً كبيراً في عملية إعادة الاستهداف والتسجيل في مناطق سيطرة الحوثيين ومناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً على السواء. وذكر أنه هدف من هذه الجهود ضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، وزيادة شفافية البرامج والمشاريع التابعة له وتعزيز الاستقلالية التشغيلية.

وقال التقرير إن البرنامج استمر في تعزيز قدراته على إدارة المخاطر المؤسسية من خلال الاستثمار في أنظمة وصفها بالفعالة لتعقب وتتبع السلع وتعزيز آليات وأنظمة رقابة متعددة المستويات.

وأشار البرنامج إلى أنه فعَّل مجموعة من استراتيجيات إدارة المخاطر، منها مبدأ «لا توزيع دون رقابة»: لدعم نزاهة البرامج والمشاريع والتخفيف من مخاطر تسرب المساعدات الغذائية وحرفها عن مسارها.

حصص غذائية مخفضة لمعظم المستفيدين في جميع أنحاء اليمن (إعلام محلي)
حصص غذائية مخفضة لمعظم المستفيدين في جميع أنحاء اليمن (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، تم إدماج إدارة المخاطر في عملية صناعة القرار التشغيلي من خلال المشاركة الفاعلة لوحدة إدارة المخاطر التابعة للمكتب القطري في لجان الحوكمة، فضلاً عما تلعبه من دور استشاري فاعل.

وأكد البرنامج الأممي أنه تم إيلاء اهتمام وتركيز خاصّين بمراقبة المخاطر وتحديد مدى قبول المكتب التعامل معها، ووضع أدلة ومبادئ توجيهية تشغيلية تشمل مجالات المخاطر الرئيسية، بما في ذلك مجال مراقبة وصول المساعدات، وإدارة بيانات المستفيدين، والتعامل مع الادعاءات والممارسات المحظورة.

وحتى نهاية العام الفائت، أوضح البرنامج أنه تم تنفيذ جميع توصيات المراجعة الداخلية، باستثناء إجراءات الاستهداف والتسجيل التي لا تزال قيد التنفيذ، وقال إن التقييم المؤسسي الطارئ لاستجابة برنامج الأغذية العالمي في اليمن (2019 - 2024) الذي تم إطلاقه عمل على تعزيز أطر المساءلة، وأنه من المتوقع أن تكون مخرجات هذا التقييم خلال العام الحالي.

تقليص المساعدات

وفق التقرير، تجلّت القيود المالية والتشغيلية في الانخفاض الكبير في حجم المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية، فمع تعليق أجزاء كبيرة من العمليات الإنسانية خلال معظم العام، انخفض عدد الأشخاص الذين تلقوا المساعدات بنسبة 44 في المائة مقارنة بعام 2023. كما انخفضت كمية المساعدات الغذائية الموزعة بنسبة 81 في المائة.

وبالإضافة إلى ذلك، انخفضت التحويلات النقدية المقدمة بالدولار بأكثر من النصف. وفي حين أثر ذلك في المقام الأول على الأنشطة في مناطق سيطرة الحوثيين، فقد تأثرت كذلك مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً بانقطاع المساعدات بسبب نقص التمويل، حيث قدّم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية بحصص مخفَّضة لمعظم الأشخاص المستفيدين من المساعدات في جميع أنحاء البلاد.

ونتيجة لنقص التمويل، اضطر برنامج الأغذية العالمي في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي إلى تعليق برنامج الوقاية من سوء التغذية بشكل كامل، ما ترك 2.4 مليون طفل وامرأة وفتاة حامل ومرضع عرضة للخطر دون أي دعم أو مساعدات.