شكك باحثون في أن الحفرية التي حملت وصف «أصغر ديناصور في العالم» والتي نشرت دورية «نيتشر» بحثا حولها في 11 مارس (آذار) الماضي، لا تعدو أن تكون مجرد «سحلية»، وهو ما دفع الدورية الشهيرة إلى اتخاذ قرار بسحب هذه الورقة البحثية، وفق تقرير نشرته أول من أمس شبكة «ساينس إكس نيتورك».
والحفرية كانت عبارة عن جمجمة صغيرة جداً حبست داخل قطعة من الكهرمان قبل 100 مليون عام تقريباً، وتعود إلى زمن الديناصورات، وهو ما دفع الباحثين إلى القول بأنها تخص جمجمة أصغر ديناصور، حيث كان يقل طولها عن سنتيمترين، أي ما يعادل حجم جمجمة طائر الطنان، وامتلأ فمها بالأسنان.
واهتمت صحف ووسائل إعلام عدة بقصة هذه الحفرية بعد نشر الورقة البحثية وكتبت عن النتائج، مما أعطى الفريق البحثي من الصين والولايات المتحدة وكندا انتشاراً، ولكن بعد ذلك بوقت قصير، بدأ علماء آخرون متخصصون في الحفريات يتساءلون عن صحة تصنيف هذه الحفرية، واقترح الكثيرون أنها تبدو سحلية، وهي مجموعة من الزواحف مختلفة عن الديناصورات.
وكتب المشككون ورقة بحثية قاموا بتحميلها على موقع ما قبل نشر الأبحاث (bioRxiv)، تناولوا فيها مبرراتهم للقول بأنها حفرية سحلية وليس ديناصورا، ومن هذه المبررات أن الحلقة العظمية التي تعرف بـ«الحلقة الصلبة»، والتي تساعد في دعم العين، تأخذ شكل الملعقة وهي خاصية لم تكن توجد إلا في بعض السحالي.
وأعقب ذلك قيام فريق آخر بالإعلان عن أنهم وجدوا حفرية مماثلة وبعد دراستها، اعتبروها سحلية، وعند مراجعة كل من الورقة والأدلة المقدمة من قبل الآخرين في هذا المجال، اختار فريق دورية «نيتشر» سحب الورقة.
وانقسم الباحثون الذين نشروا الورقة الأصلية على تقييم قرار «نيتشر» بسحب الورقة البحثية، حيث يصر البعض على أنه لا يوجد سبب لسحبها، بينما أقر آخرون بأنهم ارتكبوا خطأ عندما صنفوا اكتشافهم على أنه ديناصور.
وفي كلتا الحالتين، يتفق جميع الباحثين على أن العمل الذي قاموا به في الحفريات كان صالحاً، وبالتالي يمكن استخدام الورقة كمصدر من قبل الآخرين في المستقبل ولكن مع تصنيف الاكتشاف على أنه «موضع شك».
تشكيك علمي في وجود ديناصور بحجم طائر
تشكيك علمي في وجود ديناصور بحجم طائر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة