«الحمض النووي» يكشف قاتل امرأة بعد 52 عاماً من الجريمة

الضحية أنيتا لويز بيتو (شرطة هنتنغتون بيتش)
الضحية أنيتا لويز بيتو (شرطة هنتنغتون بيتش)
TT

«الحمض النووي» يكشف قاتل امرأة بعد 52 عاماً من الجريمة

الضحية أنيتا لويز بيتو (شرطة هنتنغتون بيتش)
الضحية أنيتا لويز بيتو (شرطة هنتنغتون بيتش)

ساعد تحليل الحمض النووي «دي إن إيه DNA» في فك لغز جريمة قتل وقعت في جنوب ولاية كاليفورنيا قبل 52 عاماً راحت ضحيتها ويعتقد أن رجلاً متوفى الآن هو القاتل، حسبما أفادت السلطات الخميس الماضي.
وقال مكتب المدعي العام لمقاطعة أورانج في بيان، إن الضحية أنيتا لويز بيتو (26 سنة) هي واحدة من سبعة أطفال في عائلة من أوغوستا.
وأثنى رئيس شرطة «هنتنغتون بيتش» روب هاندي على استمرار المحققين في السعي لتحقيق العدالة على مدى عقود، حسبما نقلت وكالة «أسوشييتد برس». وقال: «على الرغم من أن المشتبه به لم يعد على قيد الحياة لمواجهة العواقب، فإن تزويد الأسرة بالمعلومات حول ما حدث لأنيتا أمر بالغ الأهمية».
وكان ثلاثة صبية يلعبون في مزرعة بمدينة هنتنغتون بيتش، قد عثروا على جثة الضحية في 14 مارس (آذار) 1968. وتعرضت المرأة - المجهولة الهوية وقتها - للاغتصاب والضرب المبرح، وقُطعت رقبتها.
وأجرت الشرطة تحقيقاً مكثفاً واحتفظت بالأدلة، بما في ذلك عقب سيجارة وجد بالقرب من الجثة. لكن القضية ظلت غامضة. ودفنت المرأة في مكان غير معلن في نيوبورت بيتش. وتعتبر القضية هي الأقدم التي لم يتم حلها في مقاطعة أورانج؛ حيث استمرت تحقيقات الشرطة لعقود لتحديد هوية الضحية ومَن قتلها.
وتم تحليل الأدلة نتيجة الاعتداء الجنسي وكذلك ملابس الضحية، للوصول إلى تحليل الحمض النووي الذكري في عام 2001؛ لكن لم يتم تحديد القاتل. وتم وضع ملف تعريف جزئي للحمض النووي من الدم على ملابس الضحية في نظام فهرس الحمض النووي المشترك لمكتب التحقيقات الفدرالي، ووُضعت بصمات أصابعها في قواعد البيانات الحكومية والوطنية؛ لكن الجهود باءت بالفشل.
https://www.facebook.com/HuntingtonBeachPolice/posts/3416806361697238
وبتحليل عقب السيجارة عام 2010، تم تطوير ملف تحليل حمض نووي يعطي إشارة للمعتدي؛ لكن أيضاً لم يتم تحديد أي مشتبه به محدد.
وفي العام الماضي، لجأت جهات التحقيق في القضية إلى تقنية «علم الأنساب الوراثي الاستقصائي» للعثور على شجرة عائلة محتملة. وقالت السلطات إن ذلك أدى إلى تحديد هوية رجل يدعى جوني كريسكو، كمشتبه به.
وتم إطلاق سراح كريسكو - الذي لم يكن أحد المشتبه بهم الأولين في القضية - بعد ثلاث سنوات قضاها في الجيش، بعد فحص نفسي وجد أنه «لديه نمط من سرعة الغضب، ومن السهل أن يشعر بمعاملة غير عادلة، ويشعر باستياء مزمن»، وقال البيان إنه «غير ناضج ومندفع».
وتوفي كريسكو بسبب السرطان عام 2015، ودُفن في ولاية واشنطن، وفقاً للمحققين الذين لا يزالون لا يعرفون كيف تعرف المتهم والضحية بعضهما على بعض.
تم تحديد هوية المرأة الضحية أخيراً هذا العام من خلال تطابق الحمض النووي مع عائلتها، والتي تشمل شقيقتين على قيد الحياة، وأخاً وأقارب آخرين.
وأخذ المحققون رفاتها إلى المنزل لعائلتها، وحضروا مناسبة تذكارية لها في نهاية الأسبوع الماضي. وقال محامي مقاطعة أورانج تود سبيتزر في بيان: «إن وفاة جوني كريسكو حالت دون فرض العدالة تماماً في مقتل أنيتا، وهذا جرح لن يُشفى أبداً. لكن السعي وراء العدالة هو الأهم، وسنتمكن أخيراً من القول لكل أحبائها مَن قتلها».


مقالات ذات صلة

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

أميركا اللاتينية عناصر من الشرطة المكسيكية، في إسكوبيدو، المكسيك 20 أبريل 2022 (رويترز)

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

عُثر على 5 جثث على الأقل مقطَّعة الأوصال، الخميس، بشاحنة في غواناخواتو بوسط المكسيك التي تشهد حرباً مفتوحة بين كارتلات المخدرات، على ما أفادت به السلطات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا الطفلة البريطانية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 (متداولة)

القضاء البريطاني يدين بالقتل والدَي طفلة توفيت جرّاء الضرب

أدان القضاء البريطاني والدَي الطفلة الإنجليزية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 بعد تعرضها لسوء المعاملة على مدى سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.