عمرو رمزي لـ «الشرق الأوسط» : تجربتي في السينما كانت مؤلمة

اعتبر «حيلهم بينهم» من أهم البرامج الكوميدية في مصر

الفنان المصري عمرو رمزي
الفنان المصري عمرو رمزي
TT

عمرو رمزي لـ «الشرق الأوسط» : تجربتي في السينما كانت مؤلمة

الفنان المصري عمرو رمزي
الفنان المصري عمرو رمزي

أكد الفنان المصري عمرو رمزي، أن تجاربه في السينما المصرية كانت «مؤلمة»، بسبب ضعف الإنتاج. وقال في حواره مع «الشرق الأوسط»، إن برنامجه «حيلهم بينهم» يعد من أهم البرامج الكوميدية في مصر. وأوضح رمزي أن فرص الظهور في المجال الفني بشكل عام، والكوميدي بشكل خاص، بمصر، أصبحت قليلة جداً.
في البداية، أكد رمزي أن حبه للكوميديا جعله يوافق على المشاركة في مسلسل «أولاد إمبابة» قائلاً: «قدمت دور محامي كوميدي يساعد أبناء حارته، بعد تورطهم في بعض الأعمال».
وأكد رمزي أن المسلسل لم يكن هدفه مناقشة قضية مجتمعية عميقة؛ بل كان هدفه رسم الابتسامة على وجوه المشاهدين فقط، إلا أنه تطرق لبعض السلوكيات المنتشرة بالحارة الشعبية البسيطة في قالب فني كوميدي؛ مشيراً إلى أنه لم يتخوف من المشاركة فيه، قائلاً: «العمل حالياً بالمجال الفني قليل والفرص ضعيفة؛ بل أصبحت منعدمة، والجميع يعاني، والدور لأنه كوميدي فرض نفسه، وقدمته من دون إسفاف».
وعن رأيه في مستوى الأعمال الكوميدية المصرية التي تم عرضها أخيراً، قال: «لا توجد كوميديا حالياً، فهي تكاد تكون منعدمة، والأعمال المسرحية التي تعرض ما هي إلا مسكنات، ولا ترقى لأعمال النجوم، على غرار أعمال عادل إمام، وسمير غانم، ومحمد صبحي»، على حد تعبيره.
وأكد رمزي أن موسم رمضان كان متنوعاً باستثناء الكوميديا، فهي بحسب رأيه لم تعد تشغل بال صناع الأعمال الفنية، وأصبحت تقدم على استحياء على الرغم من جمهورها الكبير.
ويرى رمزي أنه من الأنسب فتح مواسم درامية أخرى بجانب شهر رمضان، حتى تتاح الفرصة لمشاهدة أعمال جديدة طول العام؛ لكن الكلمة الأولى والأخيرة تكون غالباً للمنتج الذي يصر أحيانا علي تقديم عمله في رمضان.
ورغم أن رمزي يكون صاحب الشخصية الأولى في برامجه الكوميدية، فإنه يجد صعوبة في لعب أدوار البطولة المطلقة بالدراما التلفزيونية والسينما، بسبب حسابات المنتجين، بحسب رأيه، مشيراً إلى أن تقديم البرامج بالنسبة له شيء محبب «رغم عدم ممارستي العمل الإعلامي كما هو متعارف عليه، ولكنني قدمت مثلاً برنامج المقالب (حيلهم بينهم) بشكل كوميدي، مع فناني الوطن العربي، وإلى الآن يحقق البرنامج مشاهدات في كل الدول، وكذلك برنامج (روبابيكيا). برامجي في النهاية لها مغزى ومحتوى مختلف».
وتحدث عمرو عن كيفية قضاء وقته في الحجر المنزلي خلال أزمة وباء «كورونا»، قائلاً إن القراءة والوجود على مواقع التواصل الاجتماعي كانا من بين اهتماماته. ويرى أن العاملين في المجال الفني من بين أكثر المتأثرين بهذه الفترة؛ لا سيما أن تصوير الأعمال الرمضانية جاء في وقت ذروة انتشار الفيروس في مصر، لذلك أصيب بعض الفنانين بالمرض.
وأكد رمزي أن تجاربه السينمائية كانت مؤلمة، وأرجع الأمر لعمله حينها مع منتجين جدد، يفتقدون للخبرة والحنكة الكبيرة في الإنتاج، موضحاً أن ما يعرض عليه حالياً هو المستوى نفسه الذي قدمه، متمنياً تقديم شيء جديد يحسب له لا عليه.
ويتمنى رمزي مشاركة الفنانين يحيى الفخراني ويسرا ومحمود حميدة، في أعمال فنية من بطولتهم؛ لأنهم يمتلكون تاريخاً فنياً كبيراً، والعمل مع الكبار له مردود كبير؛ مؤكداً أن فرصة عمله مع الفنان عادل إمام من قبل في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» كانت بمثابة نقلة في حياته.
وعن أعمال «الست كوم» يقول رمزي: «هي خفيفة وتعجب المشاهد، وسبب بعدي عنها هو أعمالي الأخيرة التي قدمت فيها أدواراً جادة، ولذلك تم تصنيفي واختياري فيما بعد على هذا الأساس، ولكن مع عودتي في (أولاد إمبابة) بدور محامٍ له بعض الملامح الكوميدية، أتمنى تغيير تلك الانطباعات».



وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
TT

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: عندما أعتلي المسرح تكون أفكاري ابنة اللحظة

في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)
في حفل الـ{موركس دور} مع الشاعر نزار فرنسيس (وليد توفيق)

في حفل الـ«موركس» بنسخته الـ24 الأخيرة حصد الفنان وليد توفيق جائزة «اليوبيل الذهبي» على مشواره الفني. فهو أمضى حتى اليوم كل هذه السنوات يحقق النجاح تلو الآخر. بالنسبة له فإن التكريمات التي حصدها كانت كثيرة، ولكنه يستطرد قائلاً: «يبقى التكريم الذي ألاقيه في بلدي لبنان له مذاق آخر. كما أن هذا النوع من الحفلات يتيح لي فرصة الالتقاء بفنانين، وخصوصاً بممثلين لا أصادفهم كثيراً. فلمّة الفن عزيزة على قلبي. والتكريم جميل، خصوصاً إذا ما جاء من جهة راقية مثل الـ(موركس دور). فنحن نفتخر بهذه الجائزة اللبنانية الصنع. ونقدّر ما يقوم به الطبيبان زاهي وفادي حلو سنوياً لتنظيمها».

يقول لـ«الشرق الأوسط» إن مشواره كان طويلاً وتخللته صعوبات ومطبّات عدة، ولكن النجاح والفرح كللاه باستمرار. ويتابع: «لقد تعلمّت دروساً كثيرة من كل خطوة قمت بها. ولعلّ الدرس الأهم يتعلّق بعدم التنازل عن مبادئ معينة. فهناك أشخاص يحاولون إغراقك بالخطأ عندما يلمسون نجاحاتك. أصررت على مكانتي الفنية وعرفت كيف أواكب كل جديد. فالمطلوب من الفنان ألا يعيش الركود أبداً. فيبحث دائماً عما يحرّك ويعزز مشواره».

50 سنة من النجاحات لا بد أن يلمسها محاور وليد توفيق في شخصيته الرصينة والقريبة إلى القلب في آن. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عما يستوقفه في مشواره هذا، فيردّ: «عندما أستعيد شريط ذكرياتي أشعر بالغبطة. وأندم في المقابل على عدم إعطاء أولادي الوقت الكافي لأكون بقربهم. راضٍ أنا من دون شك عن مسيرتي، وأهنئ نفسي بحب الناس لي».

مشواره الفني الخمسيني تكلل بالنجاحات المتتالية (وليد توفيق)

يعترف وليد توفيق بأمر يراوده دائماً: «أشعر بأن كل ما مررت به كان مكتوباً لي، ولطالما أحسست بأن قوة ربانية تمسك بيدي وتسيّرني كما تشاء. لا شك أني اجتهدت وتعبت، ولكنّ هناك أمراً أقوى مني ساعدني. أمشي بطريقي على ما يقدّر الله. وعندما أعتلي المسرح لا أحضّر للأمر مسبقاً. فهناك إحساس معين يولد عندي في اللحظة نفسها، فتأتيني الفكرة من دون أي تخطيط لها. وهو ما حصل معي في حفل الـ(موركس دور) الأخير. وكلمتي كانت ارتجالية تترجم مشاعري. وعندما أهديت جائزتي للجيش اللبناني ولشهداء الحرب، كان ذلك وليد اللحظة».

أثناء تكريمه في حفل «موركس دور» واعتلائه المسرح ليتسلمها من الشاعر نزار فرنسيس، قدما معاً ثنائياً شعرياً، وتناولا موضوع الوفاء. فهل يرى الساحة اليوم تفتقد لهذه القيمة الإنسانية؟ «قلّة الوفاء ليست بالأمر المستجد على الساحة الفنية. وحتى في أيام عمالقة الفن مثل الراحلين عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب، كانا يشتكيان من الأمر ذاته. فالتاريخ يعيد نفسه، ولكن من الضروري التذكير بالوفاء. فهو من أجمل وألذ الأعمال الإنسانية».

لا ينفي وليد توفيق صراعات كانت تشهدها الساحة كي يحافظ الفنان على مكانته، فتقفل الأبواب بوجه موهبة جديدة قد تشكّل عليه الخطر. ويضيف في سياق حديثه: «الفنان الناجح يخاف من دون شك، ولكنه عندما يلجأ إلى هذا النوع من الحروب يكون فاقداً للثقة بنفسه. كما أن عصرنا الحالي قضى على هذه الآفة. وما ساهم في ذلك (السوشيال ميديا). فما عادت الموهبة الجديدة تنتظر من يدعمها كي تبرز تفوقها. وهناك أمثلة كثيرة على هذا الموضوع ومواهب تحوّلت إلى (تريند) بين ليلة وضحاها».

«لا أحد يسقط إلا من فعل يده»، هكذا يختصر الفنان وليد توفيق اختفاء نجم وصعود آخر. «أشبّه المشهد بمباراة في الملاكمة. فكلما كان الملاكم حذراً ومتنبهاً استطاع التحكم بنتيجة المباراة».

يشير إلى أن بعض هذه الحروب قد يشنها متعهدو الحفلات على فنان، فيضعون النجم في موقف محرج عندما يفرضون عليه مشاركة موهبة جديدة في حفل معين. «بالنسبة لي لقد تعلمت من خبرتي أن لكل فنان طريقه بحيث لا يمكن أن يؤثر عليه طرف آخر. في إحدى المرات طلب مني الغناء في حفل للراحل وديع الصافي. وبدل أن أشعر بالحرج لأنه قد يجتاح الأجواء ويؤثر على إطلالتي طالبت بتقديمه شخصياً على المسرح. كما أن الفنان القدير لا يمكن تغييبه، ولعل أصدق دليل على ذلك هو حفل الـ(تريو الغنائي) الذي نظمه المستشار تركي آل الشيخ. فوضع أهم النجوم في مشهدية واحدة. وأتمنى أن تتكرر مرة أخرى فنجتمع على قلب واحد وإرادة واحدة».

يستعدّ لإصدار أغنية "كبرت البنّوت" لجورج خباز (وليد توفيق)

عرف وليد توفيق كيف يواكب الأجيال بانتقائه اللحن والكلمة المناسبين في أعماله. ويعلّق: «الكلمة تلعب الدور الأكبر في عملية أي تجديد نعبرها. فزياد الرحباني حوّل فيروز إلى موسيقى الجاز. خرجت يومها بعض الأصوات تندد بهذا التغيير. ولكنه عرف كيف يواكب هذا التحول بالكلمة. وعندما تحضر هذه الأخيرة بالشكل المطلوب يسهل علينا الأمر كثيراً».

عاش وليد توفيق فترة الحرب مثل غيره من اللبنانيين بقلق وترقب. وخرج منها بإصرار أكبر على وطنيته. «كانت فترة قاسية جداً، ولكنني تأكدت من خلالها أن السيادة هي التي تبني الأوطان. أتمسك اليوم بلبنان أكثر من أي وقت مضى».

أخيراً شهدت الساحة الفنية مواقف حرجة لفنانين أدرجت على لائحة الذكاء الاصطناعي. فما رأي وليد توفيق بهذا التطور الإلكتروني الجديد؟ يردّ: «إنه سيف ذو حدّين كأي اكتشاف إلكتروني آخر عايشناه. لا شك أنه بدّل في مشهدية الحياة عامة. وأحياناً نتوقع له التمدد والانتشار إلى حدّ يدفعنا للخوف من نتائجه المقبلة. ولكنه في الوقت نفسه وجد حلولاً كثيرة لمشاكل يومية. ومؤخراً أبهرني هذا الاختراع عندما سمعت ديو بصوتينا جورج وسوف وأنا. فقد قدمها لي مفاجأة استوديو التسجيل عندما علم أن الوسوف يحب أغنيتي (لا تسأليني). غناها معي بواسطة الذكاء الاصطناعي فأحببت التجربة».

يتمنى وليد توفيق في فترة الأعياد أن يتوحد اللبنانيون تحت راية واحدة. «علينا أن نكون كمشط الشعر متحدين لا أحد يفرّقنا. وفي العام الجديد أتوق إلى رؤية أرزة لبنان شامخة دائماً على علم بلدي. وأن يتم انتخاب رئيس للجمهورية أولاً».

وبالنسبة لأعماله الجديدة يقدم وليد توفيق على خطوة سبّاقة. «قريباً سأصدر أغنية جديدة بعنوان (كبرت البنّوت) لجورج خباز. فهو سبق وغناها وتركت أثرها الكبير عندي. ولدي تعاون آخر معه من خلال أغانٍ مختلفة له أنوي تقديمها بصوتي. كما أني أحضّر لـ(ميدلي) يتألف من ثلاث أغنيات قديمة لي أعدت توزيعها، ويتضمن (راح حبيبي) و(غجرية) و(ما أحلاها السمرة)».