السوق المالية السعودية لتحفيز استدامة الشركات العائلية

دعوة حكومية لتوسيع الطرح العام لتخفيض المخاطر وتعزيز الحوكمة وتقليل تكلفة التمويل

الشركات العائلية مدعوة للاستفادة من الأسواق المالية السعودية لاستدامتها (الشرق الأوسط)
الشركات العائلية مدعوة للاستفادة من الأسواق المالية السعودية لاستدامتها (الشرق الأوسط)
TT

السوق المالية السعودية لتحفيز استدامة الشركات العائلية

الشركات العائلية مدعوة للاستفادة من الأسواق المالية السعودية لاستدامتها (الشرق الأوسط)
الشركات العائلية مدعوة للاستفادة من الأسواق المالية السعودية لاستدامتها (الشرق الأوسط)

تتحرك هيئة السوق المالية السعودية وشركة السوق المالية «تداول» مؤخرا لزيادة زخم تحفيز القطاع الخاص السعودي تجاه التحول إلى شركات مساهمة والاستفادة من الأسواق المالية في البلاد لا سيما السوق الثانوية «نمو»، تزامنا مع بروز بوادر تعاف اقتصادي في أعقاب الرفع الكلي للنشاط الاقتصادي وعودة الأعمال إلى طبيعتها منذ نهاية الشهر الماضي.
وشهدت الأيام الماضية حراكا نشطا من الهيئة و«تداول» لرفع وعي القطاع الخاص بالتوضيح والشرح للشركات إذ انطلقت لتشجيع شركات الصغيرة والمتوسطة تلاها دعوة مبادرو الأعمال للاستفادة من تمويل السوق المالية وأخيرا أطلقت دعوتها لشركات العائلية بالتوجه للاستفادة من السوق المالية من أجل استدامتها عبر سوقي «تداول» و«نمو» لا سيما مع المحفزات والتسهيلات الإجرائية التي تقدمها لإمكانية الإدراج بكل مرونة.
ويقول رئيس مجلس إدارة هيئة السوق المالية محمد القويز في لقاء عقد قبل أيام إن الشركات العائلية مدعوة لفرصة استدامتها عبر السوق المالية السعودية التي سجلت تطورا وتقدما ملموسا يسهم عمليا في إضافة قناة تمويل فاعلة لتطوير الأعمال للشركات.
وأشار القويز إلى أن 30 في المائة من تجنب الشركات العائلية للطرح العام تعود لعنصر التخوف من فقدان السيطرة على الشركة، بينما الواقع والدراسات تثبت مزيدا من رسوخ الشركة وصمودها أمام التحديات بعد الطرح وبالتالي استدامتها، مفيدا في الوقت ذاته أن السوق المالية السعودية تخصص 30 في المائة من رأس المال أو بمعنى آخر تظل النسبة المسيطرة للملاك الأصليين. ويلفت القويز إلى العلاقة بين الإفصاح والحوكمة وتخفيض المخاطر المتعلقة بإدارة الشركات العائلية وانخفاض تكلفة التمويل بعد الإدراج، مفصحا أن أنظمة هيئة السوق المالية تضع اعتبارات واضحة للعلاقة بين المساهمين ومؤسسي الشركات العائلية.
من جانب آخر، أوضح الدكتور غسان السليمان رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للمنشآت العائلية بأن السوق المالية متسقة تماما مع الضوابط التي يضعها ميثاق العائلة الجديد – المقر حديثا - في قانون الشركات السعودي لاستدامة الشركات العائلية السعودية.
وأكد السليمان أن استدامة الشركات العائلية واستقطابها للطرح العام والإدراج في الأسواق المالية السعودية يمثل توسيعا لمساهمة الشركة العائلية في الاقتصاد الوطني.
إلى ذلك يؤكد المهندس خالد الحصان المدير التنفيذي وعضو مجلس الإدارة في السوق المالية السعودية «تداول» أن الشركات العائلية ستستفيد كباقي الشركات المساهمة من منافع وفرة المعلومات العامة والإفصاحات لدى الشركات المدرجة للحصول على التمويل اللازم للتوسع، لافتا إلى تأثير إدراج «تداول» في المؤشرات العالمية وانفتاحها للمستثمرين الأجانب ما يسهم في إمكانية وصول العلامات التجارية للشركات المدرجة في تداول العالمية.
وزاد الحصان في دعوته للشركات العائلية «من منظور إقليمي تمثل «تداول» 82.5 في المائة من القيمة السوقية المجمعة و78 في المائة من قيمة التداول المجمعة في جميع الأسواق المالية في مجلس التعاون الخليجي، بقيمة سوقية تتجاوز 8 تريليون ريال (2.1 تريليون دولار)».
وتتنامى أهمية الشركات العائلية في السعودية إذ وفقا لمحاضرة عقدت في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض العام الماضي تمثل ما قوامه 90 في المائة من الشركات في السعودية، حيث تتركز في القطاع المصرفي والخدمي والصناعي وتبلغ مساهمتها في النتائج الإجمالي 25 في المائة، بينما 30 في المائة من الشركات المملوكة للعائلات تستمر في الجيل الثاني و12 في المائة وصلت إلى الجيل الثالث بينما 3 في المائة فقط من يديرها من الجيل الرابع.
وتنشط هيئة السوق المالية السعودية في توسيع آفاق الاستثمار المالي في المملكة إذ أفصحت مؤخرا عن تدشين سوق المشتقات المالية لأول مرة مطلقة العقود المستقبلية كأول منتجات سيتم تدشينها في آخر يوم من أغسطس (آب) المقبل.


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.