«الفايكنغ» أُصيبوا بالجدري قبل 1400 عام

هيكل عظمي من «الفايكنغ» مصاب بالجدري
هيكل عظمي من «الفايكنغ» مصاب بالجدري
TT

«الفايكنغ» أُصيبوا بالجدري قبل 1400 عام

هيكل عظمي من «الفايكنغ» مصاب بالجدري
هيكل عظمي من «الفايكنغ» مصاب بالجدري

اكتشف العلماء سلالات منقرضة من الجدري في أسنان هياكل «الفايكنغ»، مما يثبت لأول مرة أن هذا المرض القاتل ابتُليت به البشرية قبل 1400 عام على الأقل. وينتشر الجدري من شخص لآخر عن طريق قطرات معدية، مما أسفر عن مقتل نحو ثلث المصابين به، وترك ثلث آخر يعاني من الندوب أو العمى بشكل دائم، وتُوفّى نحو 300 مليون شخص في القرن العشرين وحده، قبل أن يتم القضاء عليه رسمياً في عام 1980، من خلال جهود التطعيم العالمية، حيث كان أول مرض بشري يتم القضاء عليه.
وخلال الدراسة التي نُشرت، أول من أمس، في دورية «ساينس». قام فريق دولي من العلماء بتسلسل جينومات سلالات الفيروس المكتشفة حديثاً، بعد استخراجها من أسنان هياكل «الفايكنغ» من مواقع عبر شمال أوروبا، ليجدوا أن هيكلها الجيني يختلف عن فيروس الجدري الحديث الذي تم استئصاله في القرن العشرين.
و«الفايكنغ»، مصطلح يُطلق في الغالب على ملاحي السفن والتجار والمحاربين الذين نشأوا في المناطق الإسكندنافية، وهاجموا السواحل البريطانية والفرنسية، وأجزاء أخرى من أوروبا، في أواخر القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر (793م - 1066م)، وتُسمى بـ«حقبة الفايكنغ».
ووجد فريق الباحثين مرض الجدري (الناجم عن الفيروس) في 11 موقع دفن في عصر «الفايكنغ» بالدنمارك والنرويج وروسيا والمملكة المتحدة، كما وجدوه في بقايا بشرية متعددة بجزيرة أولاند، وهي جزيرة قبالة الساحل الشرقي للسويد، ولها تاريخ طويل من التجارة، وتمكن الفريق البحثي من إعادة بناء جينومات فيروس الجدري شبه الكامل لأربع من العينات.
ويقول إيسكي ويليرسليف، من كلية سانت جون بجامعة كمبردج، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «نعرف بالفعل أن (الفايكنغ) كانوا يتحركون في جميع أنحاء أوروبا وخارجها، ونعلم الآن أنهم كان لديهم الجدري، وسرعان ما ساهموا في نشر الفيروس عن طريق السفر من مكان لآخر بالسفينة، مثلما يحدث الآن مع (كوفيد - 19)»، مضيفاً: «المعلومات الوراثية التي يرجع تاريخها إلى 1400 عام المستخرجة من الهياكل العظمية لـ(الفايكنغ) مهمة بشكل كبير، لأنها تعلمنا عن التاريخ التطوري للفيروس المسبب لمرض الجدري».


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

يوميات الشرق مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تم بيع القطعة النادرة بـ2.09 مليون دولار ضمن مزاد في جنيف (أ.ف.ب)

بمليوني دولار... بيع قطعة نقود رومانية نادرة تحمل صورة بروتوس

بيعت قطعة نقود ذهبية رومانية نادرة جداً تحمل صورة بروتوس، أحد المشاركين في قتل يوليوس قيصر، لقاء 2.09 مليون دولار ضمن مزاد أقيم الاثنين في جنيف

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق بقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود لعصر الإيوسيني المبكر في طبقات لصخور جيرية (الشرق الأوسط)

اكتشاف تاريخي لبقايا كائنات بحرية في السعودية عمرها 56 مليون سنة

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف لبقايا كائنات بحرية يتجاوز عمرها 56 مليون عام وتعود للعصر الإيوسيني المبكر.

«الشرق الأوسط» (جدة)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».