لبنان: استنفار محلي وتفعيل إجراءات لمنع تفشي الوباء

جانب من أحد مشافي طرابلس الحكومية التي تعاني جراء تردي الوضع الاقتصادي وزيادة إصابات «كورونا» (أ.ب)
جانب من أحد مشافي طرابلس الحكومية التي تعاني جراء تردي الوضع الاقتصادي وزيادة إصابات «كورونا» (أ.ب)
TT

لبنان: استنفار محلي وتفعيل إجراءات لمنع تفشي الوباء

جانب من أحد مشافي طرابلس الحكومية التي تعاني جراء تردي الوضع الاقتصادي وزيادة إصابات «كورونا» (أ.ب)
جانب من أحد مشافي طرابلس الحكومية التي تعاني جراء تردي الوضع الاقتصادي وزيادة إصابات «كورونا» (أ.ب)

استنفرت البلديات في مختلف المناطق اللبنانية لتطويق انتشار فيروس كورونا الذي تصاعد أخيراً بعد فتح مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أمام الوافدين إلى لبنان، وفاق عدد المصابين الـ3000 مصاب.
وأفادت وزارة الصحة العامة في بيان، بـ«استكمال نتائج فحوصات PCR للرحلات القادمة إلى بيروت والتي أجريت في المطار يوم الاثنين الماضي والتي أظهرت وجود حالتين إيجابيتين»، في وقت يواجه التأخير في إصدار نتائج الفحوصات بانتقادات، بالنظر إلى أن التأخير يقارب اليومين.
كما توجهت النائب ستريدا جعجع في بيان، بنداء إلى أهالي منطقة بشري بوجه خاص، دعتهم فيه إلى «اتخاذ كل التدابير الوقائية للحد من عودة انتشار وباء كورونا»، بينما أعلنت بلدية كفرشيما في جبل لبنان عن إجراء وزارة الصحة لمائة فحص PCR لقاطنين ضمن النطاق البلدي، جاءت نتيجة ثلاثة أشخاص فقط إيجابية، وقد اتخذت الإجراءات الوقائية والطبية كافة بإشراف وزارة الصحة العامة في هذا الخصوص.
وتحركت البلديات لدعوة سكانها إلى تجنب الاختلاط والالتزام بالإجراءات التي تعممها وزارة الصحة، وطالبت قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري المرجعيات الدينية «بالتشدد في اتخاذ التدابير الوقائية في المناسبات الدينية، تطبيقاً لقرارات وزيري الداخلية والصحة ومجلس الوزراء؛ حفاظاً على صحة المواطنين في القضاء».
وعممت بلدية جبيل على أصحاب المؤسسات السياحية والمطاعم باتخاذ إجراءات قانونية «بسبب سرعة انتشار فيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة». ووجهت بلدية عمشيت نداءً بضرورة التقيد بالإرشادات الوقائية لجهة التباعد الاجتماعي؛ منعاً لتفشي فيروس كورونا بعد التأكد من إصابة أحد العمال الأجانب في البلدة. وأعلنت بلدية بجّة في جبيل أن «فحوصات الـpcr ستجرى اليوم (الخميس) لكل من خالط أحد المصابين شخصياً قبل أسبوع من تاريخ إعلان الإصابة وحتى تاريخه. كما أقفلت مساحات عامة في قرطبا بعد توثيق إصابة.
وفي الجنوب، دعت بلدية الصرفند في بيان، جميع مخالطي شابة من التابعية السورية للخضوع للفحوصات، كما أجرى فريق من وزارة الصحة العامة وبالتعاون مع خلية الأزمة في بلدة عربصاليم فحوصات PCR لأكثر من خمسين مخالطاً مباشراً لمصاب بفيروس كورونا، بينما دققت بلدية عبا بالإجراءات بعد تأكد إصابة ممرض يعمل في أحد مستشفيات بيروت بالفيروس. أما بلدية الخرايب فأعلنت عن «توقيف الأعمال نتيجة لازدياد حالات الإصابة بـ(كورونا) في البلدة وارتفاع نسبة المخالطين». وأعلنت بلدية مغدوشة عن إجراءات، من بينها دعوة السكان لتجنب استقبال الزوار. وفي عكار، أعلنت خلية الأزمة في بلدة رماح عن فرض فحوص PCR لعائلة مصاب وحجرها 15 يوماً.
ويسجل لبنان أعداد إصابات مرتفعة بفيروس كورونا منذ نحو أسبوع وحذر وزير الصحة العامة حمد حسن الاثنين الماضي من أن البلاد أصبحت في مرحلة فاصلة بين المرحلتين الثالثة والرابعة التي تعني التفشي المحلي للوباء.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.