في تصريحات تمثل تحولاً في الخطاب والنبرة، حث الرئيس دونالد ترمب الأميركيين على وضع الكمامات إذا لم يكن في مقدورهم الحفاظ على التباعد الاجتماعي المطلوب، وحذر من أن جائحة فيروس «كورونا» قد تزداد سوءاً قبل أن تتحسن.
وفي أول إيجاز صحافي يركز على التفشي منذ شهور، حث ترمب الشباب أمس (الثلاثاء)، على تجنب الحانات المزدحمة، وأكد أن الفيروس سيختفي في مرحلة ما.
وتعبّر تصريحات ترمب عن تغير في الاستراتيجية من تركيز قوي على إعادة فتح الاقتصاد الأميركي بعد إغلاقه لفترة طويلة بسبب فيروس «كورونا»، وتُعد أول اعتراف بمدى السوء الذي بلغته المشكلة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال للصحافيين: «الوضع سيزداد سوءاً على الأرجح للأسف قبل أن تتحسن الأمور. لا أحب أن أقول هذا، لكن هذه هي الصورة».
وتوفي ما يقرب من 142 ألفاً في الولايات المتحدة بسبب مرض «كوفيد - 19» الناجم عن الفيروس، وهو أعلى من أي رقم مسجل في أي دولة.
والرئيس الجمهوري، الذي هوّن من شأن الفيروس في مراحله الأولى، يأبى هو نفسه استخدام الكمامة.
واستخدم ترمب الكمامة لأول مرة في مناسبة عامة خلال زيارة قام بها في الآونة الأخيرة لمستشفى عسكري. وبخلاف هذه المرة، هو يتجنب في العادة وضع الكمامة أمام الصحافة.
وأصبح استخدام الكمامات قضية حزبية، إذ يقول أنصار الرئيس إن إلزام الناس بوضعها ينتهك الحريات المدنية. وتحاشى كثيرون وضع الكمامة في أول مؤتمر انتخابي لترمب منذ تفشي الفيروس، والذي انعقد في تولسا بولاية أوكلاهوما.
ومع ازدياد حالات الإصابة بالفيروس بشدة في البلاد وفي ولايات مهمة سياسياً مثل فلوريدا وتكساس وأريزونا، أبدى ترمب موقفاً جديداً من الكمامة أمس (الثلاثاء). ويتراجع ترمب في استطلاعات الرأي عن منافسه الديمقراطي جو بايدن قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال ترمب: «نطلب من الجميع استخدام الكمامة عندما لا يقدرون على التباعد الاجتماعي... اقتنوا الكمامة. سواء أحببتم الكمامة أم لم تحبوها، فإنها تُحدث فارقاً... سيكون لها أثر. ونحن نحتاج لكل ما يمكن اتباعه». وأضاف أنه تعوّد على وضع الكمامة وسيستخدمها في التجمعات أو في المصعد. وقال: «سأستخدمها بكل سرور... كل ما يمكن أن يجدي شيء طيب».
وقالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي الديمقراطية، في مقابلة مع شبكة (سي إن إن) إن إقرار ترمب أهمية وضع الكمامة اعتراف بأخطائه في التعامل مع فيروس «كورونا».
وأدار ترمب بنفسه المؤتمر الصحافي الذي ركز الحديث فيه على فيروس «كورونا»، دون حضور أي أطباء أو أحد من أعضاء قوة مهام البيت الأبيض المعنية بمكافحة التفشي. وتعارضت نبرته الجديدة مع دعواته السابقة لإعادة فتح الاقتصاد والإشادة بحكام الولايات الجمهوريين الذين أعادوا فتح الاقتصاد وانتقاد حكام الولايات الديمقراطيين الذين فرضوا قيوداً صارمة في ولاياتهم.
ويأتي هذا التغير في غمرة توتر بين صفوف كبار موظفيه حول أفضل السبل لطرح الأزمة على الجمهور الأميركي ومعالجة مشاعر الإحباط بين أطباء قوة المهام بسبب عدم الالتفات إلى نصائحهم، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
الرئيس الأميركي يحث على وضع الكمامات ويقول: «الوضع سيزداد سوءاً»
الرئيس الأميركي يحث على وضع الكمامات ويقول: «الوضع سيزداد سوءاً»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة