سكان إب يشكون انتشار الفوضى وارتفاع منسوب الجريمة

TT

سكان إب يشكون انتشار الفوضى وارتفاع منسوب الجريمة

شكا سكان محافظة إب اليمنية(170 كلم جنوب صنعاء) من ارتفاع منسوب الجريمة الحوثية وانتشار الفوضى بسبب أنشطة العصابات المدعومة من قبل قادة الجماعة الانقلابية وهو الأمر الذي أسفر عن قتل وإصابة 350 شخصا خلال ستة أشهر.
وأفادت مصادر محلية في المحافظة التي تعد من المناطق اليمنية الأكثر ازدحاما بالسكان، بأن منسوب الانتهاكات والجرائم الأمنية والجنائية بما فيها القتل والسرقات والاختطاف والاقتحامات وغيرها ارتفع في المحافظة ومديرياتها خلال الفترة الأخيرة إلى أضعاف عما كانت عليه في السابق. وفي الوقت الذي سعت فيه الميليشيات الحوثية منذ انقلابها إلى إحداث فوضى أمنية واجتماعية عارمة بمناطق سيطرتها، قالت المصادر إن تلك المساعي انعكست سلبا على حياة ومعيشة اليمنيين وعملت على ارتفاع معدل الجرائم والانتهاكات إلى أرقام قياسية.
وتحدث عدد من السكان في المحافظة لـ«الشرق الأوسط» معبرين عن شكاواهم من الانتشار الكبير للجريمة بمختلف أنواعها ومن تعدد جرائم القتل والسلب والسرقات بمناطقهم بطريقة غير معهودة، حيث لا يكاد يمر يوم دون أن تسجل عشرات الحوادث. واتهم السكان في محافظة إب قادة ومشرفين حوثيين بالوقوف وراء انتشار الجرائم بمختلف أشكالها، واعتبروا أن نسب جرائم القتل ومختلف الجرائم والحوادث الأخرى لم ترتفع إلى أعلى مستوياتها ولم تسجل أرقاما قياسية في محافظتهم إلا في عهد سيطرة الجماعة الحوثية.
وفي ظل استمرار انشغال قادة الميليشيات بـ«حوثنة» ما تبقى من مفاصل ومرافق وإدارات الأمن بغية استمرار فرض هيمنة الجماعة وسطوتها على حياة ورقاب اليمنيين، أكد أحدث تقرير محلي أن محافظة إب شهدت خلال فترة الستة أشهر الماضية من العام الحالي 2020 فوضى أمنية عارمة، رافقها في الوقت نفسه تزايد غير مسبوق في معدلات الجريمة.
وأكد التقرير سقوط 350 قتيلا وجريحا، خلال ستة أشهر في مختلف مديريات إب ومناطقها، إضافة إلى تسجيل نحو 1700 حادثة تمثلت في جرائم قتل وشروع بالقتل وجرائم حرابة وسرقات ونهب ممتلكات وبيع وترويج مخدرات.
وسجل التقرير 105 جرائم قتل عمد، و20 جريمة قتل غير عمد، و227 جريمة شروع في القتل، ناهيك من جرائم أخرى لم يتم ضبطها أو تسجيلها بعدد من البلدات والمناطق بمديريات المحافظة. ولم تورد الإحصائية جرائم القتل الناتجة عن الانتهاكات الأمنية التي ترتكبها ميليشيات الجماعة بحق أبناء المحافظة والتي حدثت وتحدث بشكل شبه يومي، كما لم يتضمن التقرير أعداد الجرائم الأخرى، وهي بالآلاف خلال الفترة نفسها، والتي ارتكبها عناصر حوثيون أبرزها جرائم الاعتداءات والنهب والسطو على الأراضي والممتلكات الخاصة بالمواطنين.
ومنذ سيطرة الجماعة الانقلابية، المسنودة من إيران، على إب، زادت معدلات الجريمة بشكل يومي بالتزامن مع انتهاكات واسعة للحقوق والحريات وعمليات سطو ونهب لممتلكات المواطنين بعموم مديريات المحافظة. ووفقا لتقرير محلي سابق، شهدت إب ومديرياتها انتشارا واسعا لجرائم القتل خلال العام الماضي 2019، حيث سجل خلال تلك الفترة أكبر نسبة من بين المحافظات اليمنية فيما يتعلق بالجرائم وأحداث القتل والسرقة والنهب والاغتيالات والتصفيات الجسدية.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.