للمرة الأولى... واليتان لـ«الشمالية» و«نهر النيل» في السودان

TT

للمرة الأولى... واليتان لـ«الشمالية» و«نهر النيل» في السودان

لمت «الشرق الأوسط» باتفاق رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، وتحالف الأحزاب الحاكم على غالبية المرشحين لحكام الولايات، بينهما سيدتان، وأنه سيجري في وقت قريب الترتيب لصدور قرارات التعيين رسمياً. في وقت تشهد فيه ولايات البلاد أزمات اقتصادية خانقة وتوترات أمنية نتيجة سيطرة أعوان النظام المعزول على حكومات الولايات.
وقالت مصادر متطابقة أمس إن المشاورات بين الطرفين خلصت إلى تعيين كل من أيمن خالد عن حزب التجمع الاتحادي، حاكما لولاية الخرطوم العاصمة السياسية والإدارية للبلاد، فيما ذهبت ولاية كسلا شرق البلاد إلى صالح محمد صالح، وشمال دارفور إلى القيادي بحزب المؤتمر السوداني محمد حسن عربي، بينما أوكلت ولاية غرب دارفور لنائب رئيس حزب الأمة القومي، عبد الله الدومة، وعبد الرحمن نور الدائم لولاية النيل الأزرق.
كما تم ترشيح آمال عز الدين والياً لولاية الشمالية، وآمنة أحمد المكي لولاية نهر النيل، وهي المرة الأولى التي تحصل فيها النساء على حكم ولايتين، وجاء ذلك بعد ضغوط كثيفة من نساء الأحزاب والمجموعات النسوية في المجتمع المدني.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن غالبية المرشحين من منسوبي بعض الأحزاب بـ«قوى إعلان الحرية والتغيير»، التي تمثل المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية. وكان المتحدث الرسمي للحكومة، وزير الإعلام فيصل محمد صالح، قد كشف عن عدم ترشيح أحزاب قوى (التغيير) لنساء في قوائم المرشحين الأساسيين، التي تم الدفع بها لمجلس الوزراء.
وتأخر تعيين حكام الولايات بسبب خلافات بين رئيس الوزراء والتحالف الحاكم، واعتراض الحركات المسلحة في عملية السلام، التي كانت تطالب بإرجاء الخطوة إلى حين التوقيع على اتفاق السلام النهائي مع الحكومة الانتقالية.
وحصل رئيس الوزراء مطلع الأسبوع الحالي على موافقة كتابية من فصائل (الجبهة الثورية)، على تعيين حكام الولايات، بيد أنها اشترطت أن يكونوا مؤقتين، ولا ينتمون للأحزاب السياسية، وذلك لحين إعادة تشكيل مجلس الوزراء بعد انتهاء المفاوضات الجارية حاليا في جنوب السودان.
وأفادت المصادر نفسها باختيار حكام كل من ولايتي الجزيرة وسنار بوسط البلاد، وولايات جنوب وغرب وشمال كردفان، (غرب). بالإضافة إلى ولايات إقليم دارفور الخمس، وولايتي البحر الأحمر والقضارف بشرق البلاد، فيما لم يتم اختيار حاكم ولاية النيل الأبيض.
وتشير متابعات «الشرق الأوسط» إلى حصول حزب الأمة القومي، برئاسة الصادق المهدي، على خمس ولايات، والتجمع الاتحادي على ثلات ولايات، فيما توزعت بقية الولايات الأخرى على الأحزاب التي أعلنت مشاركتها في الحكم على المستوى الولائي.
وكانت مظاهرات حاشدة قد خرجت في 30 من يونيو (حزيران) الماضي، لمطالبة رئيس الوزراء باستكمال هياكل السلطة الانتقالية، بتعيين حكام الولايات المدنيين، وتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي، وتحقيق العدالة الانتقالية بمحاكمة رموز النظام المعزول.
واستجابة للضغوط الشعبية المتزايدة في الشارع، أجرى رئيس الوزراء تعديلا وزاريا محدودا لمعالجة القصور في أداء الحكومة.
ويتولى تسيير شؤون الحكم في الولايات عسكريون تم تعيينهم من المجلس العسكري الانتقالي (المنحل)، ووافق رئيس الوزراء على استمرارهم إلى حين تعيين الولاة المدنيين.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».