الحوثي يكافئ أحد أقاربه برئاسة أكبر البنوك الحكومية

إبراهيم أحمد أحمد الحوثي
إبراهيم أحمد أحمد الحوثي
TT

الحوثي يكافئ أحد أقاربه برئاسة أكبر البنوك الحكومية

إبراهيم أحمد أحمد الحوثي
إبراهيم أحمد أحمد الحوثي

استكمالاً لسعي زعيم الميليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي لتمكين سلالته وأقاربه من جميع مفاصل المؤسسات الحكومية في صنعاء، أقدم على تعيين أحد أقاربه رئيساً لأكبر البنوك اليمنية الحكومية.
وتندد الحكومة الشرعية باستمرار الجماعة في «نهب مؤسسات الدولة ومواردها»، بعدما شنت الميليشيات حملات منظمة لـ«حوثنة» المؤسسات الحكومية كافة، إذ عيّنت مئات من أفراد السلالة الحوثية على رأس المؤسسات والمصالح وأجهزة الأمن والمصارف والشركات المملوكة للدولة كافة.
وذكرت وسائل إعلام الجماعة أن رئيس مجلس حكم الانقلاب، مهدي المشاط، أصدر قراراً بتعيين القيادي إبراهيم أحمد أحمد الحوثي رئيساً لمجلس إدارة بنك التسليف التعاوني الزراعي، المعروف اختصاراً بـ«كاك بنك». ويعد المصرف من أكبر المصارف اليمنية من حيث رأس المال والأنشطة التي يقوم بها في المحافظات كافة، فضلاً عن تعاملاته الخارجية الواسعة.
وعلى رغم أن الجماعة وضعت يدها فعلياً على المصرف وغيره من الشركات والمؤسسات الحكومية بعد اقتحامها صنعاء مباشرة في أواخر 2014، عبر مشرفيها وكبار قادتها، فإن القرار الأخير بتعيين الحوثي لقريبه على رأس المصرف يشير إلى توجهه بحصر المناصب كافة ذات الأهمية المالية في سلالته.
إلى ذلك، وصف وزير الإعلام اليمني معمر الارياني إصدار مدير مكتب زعيم ميليشيا الحوثي المدعو مهدي المشاط للقرار بأنه «غير شرعي». وقال في تصريحات رسمية إن «تعيين أحد أفراد أسرة الحوثي المدعو إبراهيم أحمد أحمد الحوثي رئيساً لمجلس إدارة بنك التسليف التعاوني الزراعي، أحد أهم البنوك الحكومية، يأتي ضمن مخطط نهب المصارف والمؤسسات الإرادية وحوثنة مؤسسات الدولة».
وأضاف أن «تعيين زعيم المتمردين الحوثيين المدعو عبد الملك الحوثي لأقاربه على رأس المؤسسات الإيرادية للدولة في مناطق سيطرة الميليشيا يثبت أنهم مجرد لصوص جاءوا لنهب الشعب اليمني وجمع أكبر قدر ممكن من المال الحرام على حساب معاناة وأوجاع ودماء اليمنيين».
وأكد الوزير أن «الشعب اليمني الذي انتصر على ادعاءات التميز الطبقي والوصاية عليه بإسقاط حكم الكهنوت، قادر على هزيمة السلاليين الجدد القادمين من كهوف وجروف صعدة، والانتصار لقيم الثورة والجمهورية والعدالة وتكافؤ الفرص في شغل المواقع القيادية والوظيفة العامة بين مكوناته وأطيافه».
وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن زعيم الميليشيات أصدر تعليمات صارمة لقادة الجماعة شدد فيها على حصر التعيينات في المناصب على المنتمين إلى سلالته والأسر الأخرى من أبناء عمومته بوصفهم الأكثر استحقاقاً للوظيفة العامة من غيرهم من اليمنيين.
وتوقعت المصادر أن تشهد الأيام المقبلة قرارات حوثية تطيح من بقي من الموالين للجماعة المحسوبين على حزب «المؤتمر الشعبي» من مناصبهم، وتعيين أشخاص ينتمون إلى محافظة صعدة حيث مسقط رأس زعيم الميليشيات.
وأكدت أن أتباع الحوثي المنتمين إلى صعدة تمكنوا أخيراً من السيطرة على المناصب الأمنية والإشرافية العليا كافة في محافظات ذمار وإب وحجة والمحويت والحديدة وصولاً إلى الإدارات المتوسطة والأدنى درجة.
وكان زعيم الجماعة عيّن ابن عمه محمد علي الحوثي رئيساً لما تسمى «اللجنة الثورية العليا» قبل أن يعينه مشرفاً على مجلس حكم الانقلاب الذي يرأسه المشاط، كما عيّن شقيقه يحيى الحوثي وزيراً للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب، وأسند داخلية الانقلاب وأجهزتها الأمنية إلى عمه عبد الكريم الحوثي، فضلاً عن إسناده قيادة الميليشيات العسكرية إلى شقيقه عبد الخالق الحوثي.
وفي السياق ذاته، الرامي إلى تمكين أقاربه من مفاصل المؤسسات، أقدم الحوثي على تعيين مئات من عائلته ومن أقاربه السلاليين في مفاصل القضاء والإدارة المحلية والإشراف على الشركات والمؤسسات، مستبعداً أغلب الشخصيات المنتمية إلى القبائل اليمنية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.