«وادي لجب»... فاصل جمالي بين جبال جازان السعودية

موقع سياحي فريد يتطلب لياقة بدنية للوصول إلى عمقه

يشتهر الوادي بجمال تكوينه ويزدحم بالزوار (الشرق الأوسط) ........الدليل السياحي فيصل الريثي يستعرض أسرار الوادي للسياح
يشتهر الوادي بجمال تكوينه ويزدحم بالزوار (الشرق الأوسط) ........الدليل السياحي فيصل الريثي يستعرض أسرار الوادي للسياح
TT

«وادي لجب»... فاصل جمالي بين جبال جازان السعودية

يشتهر الوادي بجمال تكوينه ويزدحم بالزوار (الشرق الأوسط) ........الدليل السياحي فيصل الريثي يستعرض أسرار الوادي للسياح
يشتهر الوادي بجمال تكوينه ويزدحم بالزوار (الشرق الأوسط) ........الدليل السياحي فيصل الريثي يستعرض أسرار الوادي للسياح

يتطلب البحث عن الأماكن الفريدة والنادرة بعض المعاناة والتعب للوصول إليها، وكذلك الحال عندما يرغب البعض في استكشاف الجمال بالمناظر الطبيعية، وفي المواقع صعبة المراس، التي لا يجيد التعامل معها إلا أبناء منطقتها الصغيرة... يكمن جمال ساحر، يسرق العقول والأنظار.
في أحد الأودية التي تعد شقاً صخرياً بين جبال شامخة، تتدفق المياه وتنبت الحدائق معلقة في أعاليها، لكن الوصول إليها يتطلب مراعاة بعض التفاصيل؛ مثل المركبات رباعية الدفع، ثم اللياقة البدنية والرشاقة التي تمكن الزوار الراغبين في عبور الوادي من تسلق الصخور والسباحة في برك المياه، التي تمتلئ بأسماك يستخدمها كثيرون للعناية بالجسد، لتأكل الجلد الميت، حتى الوصول إلى عمق المكان، حيث الجمال البديع.
«وادي لجب» في محافظة الريث بمنطقة جازان (جنوب السعودية)، تتميز بالطبيعة والتراث والثقافة الفريدة من نوعها، بجانب كثير من النباتات التي تُزرع بها.
رصدت زيارة «الشرق الأوسط» للوادي، إقبالاً كبيراً بانتظام الدخول إليه والخروج منه، للباحثين عن السياحة والمغامرة.
يصل طول «وادي لجب» إلى نحو 15 كيلومتراً، وبارتفاع يتراوح بين 200 و600 متر، وفي هذه المسافة ينبت بين جوانبه الصخرية، مختلف الأشجار والنباتات، بجانب الشلالات التي تصبّ في جنبات الوادي وتنشر الرذاذ على العابرين. وفي باطن الوادي، يمكن مشاهدة الحدائق المعلقة على ارتفاعات مختلفة، حيث تنتشر في جنبات الوادي الأشجار بأشكال وأنواع متنوعة، ومنها أشجار عملاقة ومعمرة، يصل طولها إلى نحو 10 أمتار أو أكثر. كما تتشكل فيها طبقات صخرية متنوعة، تختلف في أشكالها واستخداماتها.
عن هذا الوادي، يقول فيصل الريثي، وهو دليل سياحي من محافظة الريث، إن يمين الصدع هو «جبل شقراء» ويساره «جبل القهر»، وبهما غابات ورسومات كثيرة متداخلة وبألوان مختلفة يصعب حصرها لحيوانات برية، وتصوير لأنشطة إنسانية من حروب وغزوات وغيرها، وآلات وأدوات مختلفة تصوّر حقبة ضاربة في عمق التاريخ، في دلالة على قدم الاستيطان، مشيراً إلى الأهمية التاريخية والثقافية للمكان، ويرى البعض أنّ الوادي كان ملتصقاً سابقاً، وكأن الجبال كانت كتلة واحدة.
كما يروي الريثي، الذي يسعى من خلال مشروع له لإبراز الجوانب الثقافية والجغرافية والتاريخية للمنطقة، أنّ «كثيراً مما يرسم، كان بالمغر الأحمر (صبغة طينية) من عروق ملونة بالجبل، تُطحن صخورها ثم تُخلط أحياناً بمواد عضوية وأشجار كثيرة منها الشث والحدق. كما لا يزال يستخدم البعض في هذه المنطقة بعض الطرق التي تسمى «النداه» أي الدباغة الجلدية للحيوانات». ويضيف الريثي: «بدأت أقلب هذه الرسومات لأرى أكثر من قصة مقارناً بما يرويه الآباء والأجداد». كما يرى في المنطقة حقلاً خصباً لدراسات أنثروبولوجية وأثرية تكشف عن مزيد من الأسرار.
ورغم وجود فرق تطوعية من أبناء المنطقة، يهبون لإنقاذ المصابين، في حال كانت هناك إصابات، فإن اللافت في ذلك هو الثقافة المتوارثة في نجدة المصابين، حيث يسارع أبناء المنطقة لإنقاذ المصاب وإخراجه من الوادي مع ترديد بعض الصيحات والعبارات التحفيزية، مثل: «صاح صياح من رأس الجبالي»، وهي تستخدم بجانب التحفيز نداءً للسكان لإنقاذ المصابين.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.