«الخارجية» الألمانية: «أطفال الهول» هم الجيل الجديد من «داعش»

تقرير ألماني يقيم الوضع في المخيم الخاضع لسيطرة الأكراد ويعدّه «مدرسة للإرهاب»

نساء «الدواعش» في مخيم «الهول» بشمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
نساء «الدواعش» في مخيم «الهول» بشمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
TT

«الخارجية» الألمانية: «أطفال الهول» هم الجيل الجديد من «داعش»

نساء «الدواعش» في مخيم «الهول» بشمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
نساء «الدواعش» في مخيم «الهول» بشمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

حذرت برلين من أن أطفال مقاتلي «داعش» الموجودين في مخيم «الهول» شمال سوريا هم «الجيل المقبل» من التنظيم الإرهابي. وقالت وزارة الخارجية الألمانية في تقرير لها حول المخيم رداً على طلب من كتلة اليسار في البرلمان، إن المخيم الخاضع لسيطرة الأكراد، تحول إلى «مدرسة خطيرة في الإرهاب». وأضاف تقرير «الخارجية»، الذي قالت وكالة الأنباء الألمانية إنها اطلعت عليه، أن «مستوى التطرف لدى الأطفال والمراهقين في المخيم مرتفع جداً»، مشيراً إلى «ازدياد نوبات العنف الجسدي واللفظي لدى هذه الفئة». ونقل تقرير الخارجية الألمانية عن تقديرات «قوات سوريا الديمقراطية» التي تسيطر على مخيم «الهول»، أن هناك نحو 12 ألف عضو سابق في تنظيم «داعش» معتقلون في سجون ومخيمات يسيطر عليها الأكراد في شمال وجنوب سوريا. وتقدر الخارجية الألمانية عدد الألمان بين هؤلاء بـ80؛ 30 منهم من الرجال، و50 امرأة إضافة إلى أطفالهن الذين تقدر أعدادهم بنحو 60.
ورأت الخارجية الألمانية في تقريرها عن المخيمات أنها «مزدحمة»، وأن وضع الإمدادات فيها سيئ. وتقول الحكومة الألمانية إنها تعلم بأمر 12 امرأة ينتمين لـ«داعش» اعتقلن في تلك المخيمات مؤقتاً ثم أطلق سراحهن، وأن 9 منهن عدن إلى ألمانيا واعتقلن. ولكن عادة ما تحصل النساء على عقوبات بالسجن غير طويلة لبضع سنوات ثم يطلق سراحهن من بعدها. وفي بعض الحالات لم يتمكن الادعاء من توجيه تهم للنساء بتورطهن بالإرهاب بسبب غياب الأدلة، فتم القبض عليهن بتهمة خطف أطفالهن من ألمانيا وأخذهم إلى سوريا أو العراق حيث تم تعريض حياتهم للخطر. وفي هذه الحالة كذلك، عادة ما تصدر أحكام بالسجن لبضع سنوات. وليس هناك برنامج موحد ناجح في ألمانيا تعتمده الحكومة لمكافحة التطرف ومساعدة الأطفال والنساء على العودة والاندماج في المجتمع. ومنذ عام 2011، غادر نحو 1050 ألمانياً إلى سوريا والعراق للانضمام إلى «داعش»، عاد منهم نحو 300 متطرف، فيما قتل في المعارك نحو 100، ومصير المتبقين غير معروف.
ورغم صدور قرار من محكمة ألمانية تجبر الحكومة على استعادة نساء «داعش» وأطفالهن، فإن برلين تتجنب تطبيق ذلك. وهي تتحجج بعدم وجود قنصليات ألمانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد، مما يعني أنه يتعذر على برلين تقديم الدعم لهؤلاء النساء. وبحسب القانون الألماني، فإن جميع المواطنين الألمان لهم الحق في العودة؛ من ضمنهم المشتبه بانتمائهم إلى «داعش». ويعمل المدعي العام الألماني على جمع أدلة بحق الألمان المتبقين في مخيمات الأكراد، تحضيراً لاعتقالهم لدى عودتهم. ويقول جاسم محمد علي، الباحث في قضايا الإرهاب والمخابرات في مدينة بون الألمانية، إن «الحكومة الألمانية تعمل من خلال مكتب المدعي العام الفيدرالي المختص بقضايا الإرهاب، على إرسال فريق عمل يتحقق من وجود عناصر (داعش) وأماكن وجودهم ضمن مهمة سرية». ويضيف أن ألمانيا تعمل على «جمع الأدلة ضد عناصر (داعش) الموجودين في سوريا والعراق من أجل إخضاعهم للمحاكمة في حال عودتهم، ومن دون الحصول على هذه المعلومات القضائية؛ كما تسميها الحكومة الألمانية، فهي لن تتمكن من استعادتهم». وتتخوف ألمانيا من هرب أو تهريب نساء «داعش» الألمانيات من داخل المخيمات وعودتهن قبل تمكنها من جمع أدلة ضدهن. وتطالب كتلة اليسار البرلمانية في ألمانيا، باستعادة الأطفال مع أمهاتهم من مخيمات الأكراد، وتقول النائب إلا يلبكه، التي تنتمي إلى لجنة الشؤون الداخلية، إن على الحكومة الألمانية أن تستعيد هؤلاء «لأنه ليست هناك من طريقة أخرى لمنع حدوث كارثة إنسانية ومن خلق جيل جديد من إرهابيي (داعش)».


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.