«النهضة»: لا يمكن تشكيل حكومة في تونس دون مشاركتنا

جمع توقيعات نيابية على لائحة لسحب الثقة من الغنوشي

TT

«النهضة»: لا يمكن تشكيل حكومة في تونس دون مشاركتنا

قال الناطق الرسمي باسم حركة «النهضة» التونسية (إسلامية)، عماد الخميري، أمس، إنه لا يمكن لأي حكومة أن تتشكل في تونس دون مشاركة حركته، وذلك رداً على تصريحات وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية، غازي الشواشي الذي قال إن الحكومة المقبلة «ستكون مشكَّلة إما من حزب (النهضة) و(قلب تونس) و(ائتلاف الكرامة)، أو (التيار) و(تحيا تونس) وكتل أخرى».
واعتبر الخميري في تصريح أمس لإذاعة «شمس إف إم» أن تصريحات الشواشي بخصوص حكم «التيار» و«الشعب» و«تحيا تونس» عملية انقلابية على الديمقراطية؛ مشدداً على أنه لا يمكن لأي حكومة أن تتشكل في تونس وتضمن الاستقرار «دون مشاركة (النهضة)».
وأكد المتحدث باسم «النهضة» أن الحركة «لا تريد الدخول في مسارات فيها تأويل للدستور خلال مرحلة ما بعد حكومة إلياس الفخفاخ»، مبرزاً أنها «ستذهب مع ما تقرره مؤسسة رئاسة الجمهورية بهذا الخصوص».
وفيما يتعلق برئيس الحكومة المقبل والتركيبة الحكومية، أوضح الخميري أن حركة «النهضة» ستجري حواراً مع كافة الكتل البرلمانية على قاعدة نتائج انتخابات 2019، وستسعى إلى تجنب ما حصل في الماضي من «فيتو» تسبب في تشكيل حكومة غير متجانسة، حسب تعبيره.
من جهة ثانية، أكد حسونة الناصفي، رئيس كتلة «الإصلاح الوطني»، خلال حوار إذاعي في برنامج «إكسبراسو» الذي تبثه إذاعة «إكسبريس إف إم»، أمس، أن لائحة سحب الثقة من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي التي تم إيداعها بمكتب الضبط المركزي لمجلس النواب بالحد الأدنى الضروري من التوقيعات «لم تكن قراراً بقدر ما كانت مساراً ضرورياً، يتضمن مجموعة من الإجراءات لسحب الثقة، أولها إيداع لائحة بـ73 إمضاء».
وأضاف الناصفي أن اللائحة بينت الأسباب التي دفعت إلى طلب سحب الثقة من الغنوشي، وفي مقدمتها سوء إدارته للجلسات، وعلاقاته المتوترة جداً مع رؤساء الكتل، ورئاسة الحكومة، ورئاسة الجمهورية، وسوء أداء مكتب المجلس الذي تجاوز أحكام القانون، ويشرع لخرق النظام الداخلي وزج مجلس نواب الشعب في علاقات خارجية، لا علاقة له بها، وسوء علاقة رئيس البرلمان برؤساء الكتل.
وأضاف الناصفي أنه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة تجميع العدد الكافي لسحب الثقة من راشد الغنوشي، مؤكداً أن كتلة «الإصلاح الوطني» لم يكن لديها مشكل مع وجود إمضاءات «الحزب الدستوري الحر» في العريضة، وكذلك كتلة «تحيا تونس»؛ إلا أن رفض «الكتلة الديمقراطية» وجود إمضاءاتها في العريضة مع عبير موسي، هو الذي دفع إلى هذا التمشي، مع تأكيده على أن «العبرة في النتيجة، وكل الجهود ستلتقي يوم الجلسة العامة».
وأكد الناصفي أن الغنوشي لم يقم بشيء ليخفف من حدة الاحتقان داخل البرلمان، ولم يكن محايداً في التصويت في مكتب المجلس، وهو يصطف مع مجموعة ضد مجموعة. كما أنه لم يعين معه مستشارين يساعدونه في تخفيف الأزمة السياسية؛ بل إن كل تعييناته لم تخرج من دائرة الاصطفاف السياسي، وعمقت الأزمة أكثر.
وعلَّق الناصفي على إصرار حركة «النهضة» على مواصلة إجراءات سحب الثقة من الفخفاخ بأنه غير ذي جدوى، وأن مسار سحب الثقة انتهى باستقالة الفخفاخ: «وأي إجراء في هذا السياق مجرد إضاعة وقت وجهد».\\



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».