خبراء: ارتفاع درجات الحرارة حول العالم قد يوقف أعضاء الجسد البشري عن العمل

أكد عدد من خبراء الصحة، أن ارتفاع درجات حرارة الجو في مختلف أنحاء العالم قد تؤدي إلى إصابة الملايين من البشر بدرجات عالية من «الإجهاد الحراري»، وهي حالة خطرة قد تتسبب في توقف أعضاء الجسد عن العمل.
وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد أشار الخبراء إلى أن الاحتباس الحراري سيزيد من احتمال أن تصبح فصول الصيف «شديدة الحرارة» على الأشخاص وعلى ظروف عملهم؛ الأمر الذي قد يتسبب في عواقب صحية خطيرة.
وقال طبيب الطوارئ في سنغافورة الدكتور جيمي لي، إن ارتفاع درجات الحرارة يبطئ من قدرة العاملين في الطب على اتخاذ قرارات سريعة، وهو أمر شديد الأهمية في هذه المهنة لإنقاذ الأرواح بشكل سريع.
وأضاف «الخطر الآخر، هو تجاهلهم للإشارات التحذيرية لما يسمى الإجهاد الحراري، مثل الإغماء والغثيان، واستمرارهم في العمل إلى أن ينهاروا».
ونصح الدكتور جيمي لي الناس بتناول كمية كبيرة من السوائل خلال اليوم، والحصول على فترات من الراحة خلال العمل.
وأشار لي إلى أن المستشفى الذي يعمل به يقوم بتوفير المشروبات نصف المثلجة لمساعدة العاملين على تبريد جسدهم.
والإجهاد الحراري هو الحالة التي يصبح فيها الجسد غير قادر على إفراز العرق بسبب كثافة الرطوبة في الهواء؛ ما يؤدي إلى عجزه عن تبريد أعضائه بالشكل المطلوب، فتستمر درجة حرارته الأساسية في الارتفاع إلى مستويات خطيرة قد تؤدي إلى توقف أعضاء رئيسية عن العمل.
ومن جهتها، أشارت ربيكا لوكاس، الباحثة في علم وظائف الأعضاء في جامعة برمينغهام، إلى أن أعراض الإجهاد الحراري يمكن أن تتصاعد من الإغماء وفقدان التوازن، إلى التشنج وفشل الأمعاء والكلى.
وأكدت فيديا فينوغوبال، البروفسور في جامعة شري راماشاندرا الهندية خطورة ارتفاع درجات الحرارة على صحة الأشخاص، قائلة إن العمل يومياً في درجات حرارة عالية يؤدي إلى الإصابة «بالجفاف وبمشاكل في القلب وحصى في الكلى، وبالإرهاق».
أما البروفسور ريشارد بيتس من مكتب الأرصاد الجوية البريطانية، فقد قال «نحن البشر تطورنا للعيش في نطاق معين من درجات الحرارة؛ لذا فإن أجسامنا قد لا تتكيف مع أي انحراف عن هذا النطاق».
ومن ناحيته، علق الدكتور جايسون لي، الأستاذ المساعد في علم الوظائف الحية في جامعة سنغافورة الوطنية على هذه القضية بقوله «وحش التغيير المناخي سيكبر ونحن نحتاج إلى تنسيق الجهود عبر الدول للتحضير لما هو آت وإلا سندفع جميعاً ثمناً باهظاً».
يذكر أن هناك دراسة نشرت في وقت سابق من هذا العام حذرت بشدة من أن الإجهاد الحراري قد يصيب نحو 1.2 مليار شخص بحلول عام 2100.