{تويتر} يغلق حسابات رسمية بعد تعرضها لـ«هجوم منظم»

الاختراق الأشد في تاريخ الموقع

صفحة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بعد اختراقها (أ.ب)
صفحة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بعد اختراقها (أ.ب)
TT

{تويتر} يغلق حسابات رسمية بعد تعرضها لـ«هجوم منظم»

صفحة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بعد اختراقها (أ.ب)
صفحة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بعد اختراقها (أ.ب)

في خطوة تبرز حجم خطورة المشكلة اتخذ موقع التواصل الاجتماعي تويتر إجراءات غير معتادة تمثلت في إيقاف بعض الحسابات الرسمية من نشر أي رسائل بعدما تعرضت للاختراق يوم الأربعاء. ومن بين أصحاب الحسابات الرسمية مشاهير وصحافيون ووكالات أنباء إضافة إلى حكومات وسياسيين ورؤساء دول وخدمات طوارئ. ومن هؤلاء المرشح الرئاسي الأميركي جو بايدن ونجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والملياردير إيلون ماسك ومغني الراب الأميركي الشهير كاني ويست. ولم يتضح بعد سبب الاختراق.
وقالت تويتر إنها تحقق في الأمر الذي وصفته لاحقا بأنه «حادث أمني»، لكنها لم تقدم توضيحا. وقالت في بيان إن المستخدمين «قد لا يتمكنون من إرسال تغريدات أو تغيير كلمات المرور بينما نعكف على مراجعة هذا الحادث والتعامل معه». ويشير نطاق المشكلة غير المألوف إلى أن المخترقين ربما تسللوا على مستوى النظام ككل وليس من خلال حسابات فردية. ورغم أن اختراق حسابات أمر غير نادر الحدوث، فقد فوجئ الخبراء بنطاق الواقعة ومستوى التنسيق فيها. وقال بعض الخبراء إن من المرجح أن المخترقين تسللوا إلى البنية التحتية الداخلية لتويتر. ومن بين حسابات المشاهير الآخرين التي تأثرت حساباتهم جيف بيزوس مؤسس أمازون ورجل الأعمال وارن بافيت وكذلك بيل غيتس المؤسس المشارك لمايكروسوفت وحسابات شركتي أوبر وأبل. كما تعرضت للاختراق أيضا حسابات هيئات تعتمد على العملة الرقمية. خبراء الأمن التقنيين وصفوا الهجوم بالأقوى في تاريخ تويتر، ما تسبب في تهاوي أسهم الشركة بنحو 3 في المائة، وبعد 3 ساعات فقط من عمليات الاختراق شهدت بيتكوين نحو 300 عملية مالية، تبلغ مقدارها نحو 118 ألف دولار.
وغردت جميع الحسابات المخترقة تغريدة واحدة تطلب من المتابعين منح 1000 دولار عبر عملة بيتكوين، وبأن صاحب الحساب سوف يرسل إليك مرة أخرى 2000 دولار، وكانت هذه التغريدة الموحدة هي ما رآه المتابعون على حسابات المشاهير في تويتر عند الساعة الرابعة مساءً بتوقيت العاصمة واشنطن.
وقالت تويتر في تغريدات لها مساء الأربعاء، إنها تعتقد أن المخترقين نفذوا الهجوم المنظم باستهداف الموظفين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الأنظمة والأدوات الداخلية للشركة، وذلك باختراق معلومات هامة في حسابات الشركة، مؤكدة أنه لا يزال التحقيق جارياً في الحادثة، فيما لم تذكر الشركة المدة التي تمكن فيها المتسللون من الوصول إلى أنظمتها الداخلية.
وأوضحت تويتر أنها واجهت صعوبات في الوصول إلى الأنظمة الداخلية بعد حادثة الاختراق، وحجب الحسابات المخترقة، قائلة «إنه كان يوما صعبا بالنسبة لنا، لقد انتابنا جميعاً شعور رهيب». وأضافت: «بعد إزالة العديد من الرسائل المخترقة، نحن نحقق في المشكلة ونبحث عن حل، وقد لا يتمكن مستخدمو تويتر من إرسال تغريدة أو إعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بهم أثناء مراجعتنا لهذا الحادث ومعالجته». ومع اتساع نطاق الهجوم ومحاولات تويتر السيطرة عليه، اعتبر بعض المراقبين هذا الاختراق أحد أكبر إخفاقات الأمان في تاريخ تويتر، مما أثار أسئلة حول مستويات الأمان في المنصات الاجتماعية، والتي استطاعت تلك الاختراقات أن تصل إلى أهم الشخصيات السياسية والثقافية والتجارية في البلاد.
بدروه، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أنه على علم بالقرصنة، وسيتم التعامل معه، لكنه امتنع عن التعليق لوسائل الإعلام الأميركية. وقال مايكل كوتس، كبير مسؤولي أمن المعلومات السابق في شركة تويتر، عبر تغريدة له إن الهجوم بدا مختلفاً عن الحوادث الأمنية السابقة على تويتر، «إنه فريد من نوعه في حجم الأضرار وعدد الحسابات المعرضة للخطر». وأرسل السيناتور جوش هاولي الجمهوري من ولاية مينيسوتا، رسالة إلى رئيس شركة تويتر يطلب فيها تعاونه مع وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي لتأمين المنصة، وإتاحة كافة المعلومات المهمة للتحقيق في الحادثة، قائلاً «أنا قلق من أن هذا الحدث قد لا يمثل مجرد مجموعة منسقة من حوادث القرصنة المنفصلة، بل هو هجوم قوي على أمن منصة تويتر نفسها».
وقال مسؤول في حملة بايدن لصحيفة وول ستريت جورنال، إنه تم إغلاق حساب بايدن فوراً بعد الاختراق وأزال التغريدة ذات الصلة، مشيراً إلى أن الحملة على تواصل مع تويتر بشأن هذه المسألة.
ورفضت متحدثة باسم الرئيس السابق باراك أوباما التعليق على الحادثة، وكذلك بقية المتأثرين بالاختراق. وقالت شركة كوين بيس المختصة في تداولات عملة البيتكوين، إنها تتعقب عمليات الاحتيال التي تم مشاركتها على تويتر، موضحة أنه لم يرسل أي من مستخدميها أموالاً إلى حسابات العملات المشفرة للمتسللين، وأن تلك الحسابات السوداء مرتبطة بالقرصنة.
وتعرضت منصة تويتر لهجمات عديدة كان آخرها قبل هذا الهجوم في أغسطس (آب) العام الماضي، حيث تم اختراق الحساب الشخصي لصاحب الشركة ومديرها التنفيذي جاك دورسي واستخدامه لإرسال تغريدات عشوائية. وفي عام 2017. تم اختراق العديد من الحسابات البارزة واستخدامها لبث رسائل موالية لتركيا، وفي عام 2009. تمكن المخترقون من توجيه معظم كلمات المرور مؤقتاً إلى موقع ويب آخر، وتبنى ذلك الهجوم وقتها مجموعة تطلق على نفسها اسم «الجيش السيبراني الإيراني».
وقد تعرض جاك دورسي لضغوط متزايدة من قبل المستثمرين النشطين مثل إليوت مانجمنت كورب لتعزيز الإيرادات، وذلك بعد شراء أكثر من مليار دولار من الأسهم والسعي للإطاحة بالسيد دورسي، بعد ذلك توصل إليوت إلى هدنة مع دورسي أبقته في مكانه، ووافقت تويتر على تعيين أعضاء مجلس إدارة جدد وتقديم ملياري دولار في عمليات إعادة شراء الأسهم. ومن المقرر أن يعلن تويتر عن أرباحه في 23 يوليو (تموز) الأسبوع القادم.



فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».