تنافس على رئاسة جهاز المخابرات العراقي

قاسم الأعرجي يتسلم مهامه مستشاراً للأمن القومي (تويتر)
قاسم الأعرجي يتسلم مهامه مستشاراً للأمن القومي (تويتر)
TT

تنافس على رئاسة جهاز المخابرات العراقي

قاسم الأعرجي يتسلم مهامه مستشاراً للأمن القومي (تويتر)
قاسم الأعرجي يتسلم مهامه مستشاراً للأمن القومي (تويتر)

تسلم قاسم الأعرجي، وزير الداخلية العراقي السابق، أول من أمس (الثلاثاء)، منصبه مستشاراً للأمن الوطني، بعد أكثر من 10 أيام على صدور القرار من قبل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وكان الكاظمي أصدر في 4 يوليو (تموز) الحالي أوامر ديوانية قضت بإعفاء فالح الفياض من منصبي رئيس جهاز الأمن الوطني ومستشار الأمن الوطني، مع احتفاظه برئاسة «هيئة الحشد الشعبي». وفي مقابل ذلك، أصدر أمراً أسند بموجبه مسؤولية جهاز الأمن الوطني إلى القائد العسكري المتقاعد الفريق عبد الغني الأسدي، بينما أسند مسؤولية مستشار الأمن الوطني إلى القيادي في «تحالف الفتح» عضو البرلمان الحالي قاسم الأعرجي. وفيما أشادت القيادات السياسية العراقية باختيار كل من الأسدي والأعرجي، فإن الصراع لا يزال محتدماً على منصب رئاسة الجهاز الأمني المهم الآخر، وهو جهاز المخابرات الوطني، الذي لا يزال يحتفظ به رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي شغله منذ عام 2016 في عهد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي.
وفي حين قوبل قرار الكاظمي باختيار الأسدي والأعرجي بترحيب بعض المكونات السياسية بصفته «خياراً موفقاً»، رأوا أن استبعاد مكون من القرار الأمني التنفيذي أمر يدعو إلى الاستغراب، مطالبين بعدم تغييب أحد. وفي المقابل، حذرت قيادات وشخصيات من «مغبة الانسياق خلف دعوات من هذا النوع»، خصوصاً جهاز المخابرات الذي لا يزال يحتفظ به الكاظمي، فيما يحتدم التنافس حوله داخل الغرف المغلقة.
نائب رئيس «تحالف القوى العراقية» عضو البرلمان محمد الكربولي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «التحالف وقف مع توجهات رئيس الوزراء، بل كان لنا دور نحن والأكراد في وصول الكاظمي إلى منصبه، وبالتالي، فإننا لن نعترض إن كان مشروعه إصلاحياً وطنياً خالصاً»، مبدياً في الوقت نفسه القلق «من أن تقابل أمنياتنا الطيبة بحملة اجتثاث يتم من خلالها الاستبدال بالكفاءات السنية المتقدمة في مؤسسات الدولة آخرين غيرهم، بينما يتم استثناء الآخرين من هذه التغييرات». ويضيف الكربولي أن «الكاظمي لم يحافظ على مبدأ التوازن، بينما التوازن أمر مطلوب ومتفق عليه، وبالتالي، فإن المطالبة بإسناد هذا المنصب أو ذاك لهذا الطرف دون ذاك، هو الذي يخل بالتوازن الطائفي». وتساءل الكربولي: «هل مبدأ التوازن المطلوب ليس مقصوداً به السنة فقط؛ بل باقي مكونات الشعب العراقي، مثل المسيحيين والصابئة، طالما الأمر يتصل بالشراكة في بناء الدولة؟».
إلى ذلك؛ رد «تحالف عراقيون» الذي جرى الإعلان عنه مؤخراً بوصفه كتلة داعمة لرئيس الوزراء، على انتقادات القوى السنية لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بحصر الدرجات الأمنية في المكون الشيعي فقط. وقال القيادي في التحالف، النائب سالم الطفيلي، في تصريح صحافي أمس (الأربعاء)، إن «تعيينات الكاظمي تتم وفق المهنية والكفاءة، من دون النظر إلى مذهب وطائفة الشخص المرشح، ولا يمكن بناء الدولة العراقية وفق نظام المحاصصة الطائفية، وهذه التصريحات غير موفقة». وبين الطفيلي أن «الهدف من تلك التصريحات الإعلامية، الضغط على رئيس الوزراء للحصول على مناصب ومغانم لبعض القوى السياسية، فبعض القوى تدلي بتصريحات كهذه؛ ليس من أجل مصلحة المكون أو المذهب، وإنما لغرض أهدافها ومصالحها الشخصية والسياسية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.