بعد انتقادات متبادلة وشد وجذب بين الجانبين في خضمّ أزمة انتشار فيروس «كورونا المستجد»، سعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أمس، إلى احتواء احتقان أظهره أطباء مصريون ونقابتهم العامة، معرباً في تصريحات خلال زيارته لمنشآت طبية في محافظة أسوان (جنوب البلاد) عن «تقديره لكل أفراد الأطقم الطبية، وما بذلوه من جهد خلال أزمة فيروس (كورونا)».
وشهد الشهر الماضي، أزمتين بين النقابة العامة للأطباء والحكومة، تمثلت الأولى في خلاف علني بين المؤسسة المستقلة، ووزارة الصحة، بسبب شكوى الأولى من عدم توفير الاحتياجات الطبية وسقوط أعضائها ضحايا «الإهمال»، لكنّ مدبولي تدخل واستضاف النقيب حسين خيري، وتعهد خلال اللقاء بتلبية مطالبه. غير أن أزمة ثانية نشبت على خلفية تصريحات لمدبولي نفسه، ورأت النقابة أنها حمّلت الأطباء مسؤولية عن «ازدياد الوفيات جراء كورونا»، واعتبرت أن تصريحات رئيس الوزراء «تؤجج حالة الغضب ضد الأطباء».
وتفقد مدبولي، أمس، مستشفى أسوان التخصصي، الذي تم تخصيصه كمستشفى عزل صحي بعد تفشي فيروس «كورونا»، وبعدما راجع «الإجراءات التي يتم اتخاذها بالمستشفى للتعامل مع الحالات المصابة، ومدى توافر المستلزمات الطبية، أجرى حواراً مع أفراد الطاقم الطبي بالمستشفى، اطمأن خلاله على سير العمل، وأثنى على الجهود المضنية التي يقوم بها أفراد الطاقم»، حسب بيان رسمي.
وأضاف مدبولي مخاطباً الطواقم الطبية: «ما تفعلونه سيُكتب في التاريخ، وفي ميزان حسناتكم، ربنا يقويكم ويوفقكم، كل الدعم لكم، وكلكم فوق رأسنا، وكل واحد بيجتهد فوق راسنا وله كل تقدير واحترام».
كما كتب مدبولي في دفتر زيارات المستشفى: «شرُفت اليوم بزيارة مستشفى (أسوان التخصصي) وأود أن أعبر عن جزيل شكري وتقديري واحترامي لكافة أفراد الأطقم الطبية الذين قاموا وما زالوا يقومون بواجبهم المقدس في رعاية المصابين والمرضى بفيروس (كورونا) بكل همة وضمير وكفاح، مرة أخرى كل تقديري وتحياتي لكم جميعاً... وتمنياتي بدوام التوفيق».
وحتى أمس، أعلنت نقابة الأطباء، بلوغ عدد الوفيات من الأطباء المصابين بـ«كورونا» إلى 112 شخصاً، مشيرةً إلى أن تلك الإحصائيات تعتمد فقط على ما يَرد إليها من بلاغات من أهالي الضحايا، وليس كل حالات الوفاة.
وحسب بيان حكومي، فقد أجرى مدبولي، أمس «حواراً مع بعض المتعافين واطمأن على توفير الخدمات المقدمة لهم»، والتقط أعضاء الفريق الطبي للمستشفى صورة جماعية مع رئيس الوزراء.
وتضمنت جولة رئيس الحكومة، أعمال تطوير وحدة صحية محلية، استعداداً لتطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل بالمحافظة.
وأكد مدبولي أن «الدولة تضع ملف الصحة على أجندة الأولويات، وهناك اهتمام كبير بتوفير خدمة صحية متميزة لمواطني المحافظات المختلفة».
في غضون ذلك، أظهرت الإحصائيات الرسمية المسجلة للمصابين بفيروس «كورونا في البلاد» استمرار الثبات النسبي للمعدلات، والمتواصل على مدار الأيام الماضي، وأعلنت وزارة الصحة والسكان، مساء أول من أمس، عن رصد 931 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، فضلاً عن وفاة 77 حالة جديدة.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، إن «معدل الحالات المصابة بفيروس كورونا يتناقص»، مضيفاً في تصريحات تلفزيونية أمس، أنه «من الضروري الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، وذلك من خلال ارتداء الكمامات والابتعاد عن التجمعات والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي والتهوية الجيدة للأماكن المغلقة».
«أطباء» مصر: الوفيات بين الكوادر بلغت 112 حالة
الجائحة تتسبب في شد وجذب بين النقابة والحكومة
«أطباء» مصر: الوفيات بين الكوادر بلغت 112 حالة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة