الولايات المتحدة تنفذ أول إعدام فيدرالي منذ 17 عاماً

السجين دانييل لويس لي (أ.ف.ب)
السجين دانييل لويس لي (أ.ف.ب)
TT

الولايات المتحدة تنفذ أول إعدام فيدرالي منذ 17 عاماً

السجين دانييل لويس لي (أ.ف.ب)
السجين دانييل لويس لي (أ.ف.ب)

نفذت حكومة الولايات المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، أول حكم إعدام فيدرالي منذ ما يقرب من عقدين، في رجل كان قد قتل عائلة في أركنساس في التسعينيات ضمن مؤامرة لبناء دولة للبيض فقط في شمال غربي المحيط الهادئ، وفقاً لوكالة «أسوشيتد برس».
وتوفي دانييل لويس لي البالغ من العمر 47 سنة، من يوكون بأوكلاهوما، عن طريق الحقنة المميتة في السجن الفيدرالي في تير هوت، بإنديانا. وأثار قرار المضي قدماً في التنفيذ - وهو الأول من قبل مكتب السجون منذ عام 2003 - تنديداً من قبل جماعات الحقوق المدنية وأقارب ضحايا لي، الذين رفعوا دعوى قضائية لمحاولة وقف الإعدام، مشيرين إلى مخاوف بشأن جائحة فيروس كورونا.
وأثار قرار المضي قدماً في التنفيذ، وكذلك إعدام سجينين آخرين في وقت لاحق من الأسبوع، في ظل وباء عالمي قتل فيه أكثر من 135 ألف شخص في الولايات المتحدة، ويغزو السجون في جميع أنحاء البلاد، معارضة واسعة. وجادل المنتقدين بأن الحكومة كانت تخلق حاجة ملحة ومصنعة لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال شون نولان، أحد محامي المساجين الذين يواجهون الإعدام الفيدرالي: «كانت الحكومة تحاول المضي قدماً في عمليات الإعدام هذه على الرغم من العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول قانونية بروتوكول التنفيذ الجديد».
ومن المرجح أن تضيف التطورات جبهة جديدة إلى الحوار الوطني حول إصلاح العدالة الجنائية في الفترة التي تسبق انتخابات 2020.
وتم إعدام لي عندما تدخلت المحكمة العليا في وقت مبكر من اليوم، وسمحت بالمضي قدماً في التنفيذ.
وقال المدعي العام وليام بار، إن وزارة العدل عليها واجب تنفيذ الأحكام التي تفرضها المحاكم، بما في ذلك عقوبة الإعدام.
لكن أقارب أولئك الذين قتلوا على يد لي في عام 1996 عارضوا بشدة هذه الفكرة، وجادلوا طويلاً في أن لي يستحق عقوبة السجن مدى الحياة. وأرادوا أن يكونوا حاضرين لمواجهة أي ادعاء بأن الإعدام يتم باسمهم.
وقالت قريبة للضحايا تدعى مونيكا فيليت: «بالنسبة لنا إنها مسألة وجودنا وقولنا: هذا لا يتم باسمنا؛ نحن لا نريد ذلك».
وأشارت إلى أن المدعى عليه المشارك في جريمة لي، تشيفي كيوهي، حكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وقام كيوهي من واشنطن، بتجنيد لي في عام 1995 للانضمام إلى منظمته التي تدعو إلى تفوق العرق الأبيض. بعد ذلك بعامين، تم القبض عليهم بتهمة قتل تاجر الأسلحة وليام مولر وزوجته نانسي وابنتها البالغة من العمر 8 سنوات، سارة باول، في تيلي، بأركنساس، على بعد حوالي 75 ميلاً (120 كيلو متراً) شمال غربي ليتل روك.
وقال ممثلو الادعاء في محاكمتهم عام 1999، إن كيوهي ولي سرقا أسلحة و50 ألف دولار نقداً من مولر كجزء من خطتهم لإنشاء دولة بيضاء فقط.
ومن المقرر تنفيذ عمليتي إعدام اتحاديتين أخريين في وقت لاحق من هذا الأسبوع، على الرغم من تعليق إحداهما في مطالبة قانونية منفصلة.
وكانت هناك عمليتا إعدام على صعيد الولايات في أميركا منذ توقف الإغلاق الخاص بوباء «كورونا» التي بدأت في منتصف مارس (آذار)، إحداهما في تكساس والأخرى في ميزوري، وفقاً لمركز معلومات عقوبة الإعدام. ونفذت ولاية ألاباما عملية واحدة في أوائل مارس.
وفي الولايات المتحدة، تصدر أكثرية الأحكام في القضايا الجرمية على مستوى الولايات، لكن يمكن الاحتكام إلى القضاء الفيدرالي في الملفات الأكثر خطورة (اعتداءات أو جرائم عنصرية على سبيل المثال)، أو في الجرائم المرتكبة في القواعد العسكرية أو بين ولايات عدة أو في محميات السكان الأصليين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومنذ إعادة اعتماد الإعدام على المستوى الفيدرالي عام 1988، نفذ حكم الإعدام بثلاثة أشخاص فقط على المستوى الفيدرالي، بينهم تيموتي ماكفاي المسؤول عن هجوم أوكلاهوما سيتي الذي أوقع 168 قتيلاً في 1995.
وبعد إعلان استئناف الإعدامات العام الفائت، وُضع في يونيو (حزيران) الفائت جدول الإعدامات، فيما كانت أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد تتزايد مجدداً في مناطق عدة من الولايات المتحدة.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن تأييد الأميركيين لعقوبة الإعدام تراجع، لكنه لا يزال قوياً في صفوف الناخبين الجمهوريين الذين يؤيدون بنسبة 77 في المائة إنزال هذه العقوبة بمرتكبي جرائم القتل.
بالتالي، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الساعي إلى الفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي تُجرى في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يطالب باستمرار أمام مناصريه بتعزيز استخدام العقوبة القصوى في حق قاتلي عناصر الشرطة، أو في تجار المخدرات.
لكنّ ترمب لم يستجب إلى مواقف عدة ناشدته الرأفة بدانيال لي.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».