واحد من كل 3 بالغين معرّض للإصابة بأعراض «كورونا» حادة... والتدخين كلمة السر

عامل توصيل يقوم بتدخين سيجارة أثناء ممارسته وظيفته في ظل انتشار كورونا بالصين (رويترز)
عامل توصيل يقوم بتدخين سيجارة أثناء ممارسته وظيفته في ظل انتشار كورونا بالصين (رويترز)
TT

واحد من كل 3 بالغين معرّض للإصابة بأعراض «كورونا» حادة... والتدخين كلمة السر

عامل توصيل يقوم بتدخين سيجارة أثناء ممارسته وظيفته في ظل انتشار كورونا بالصين (رويترز)
عامل توصيل يقوم بتدخين سيجارة أثناء ممارسته وظيفته في ظل انتشار كورونا بالصين (رويترز)

كشف بحث جديد نُشر أمس (الاثنين) في مجلة صحة المراهقين، أن واحد من كل ثلاثة بالغين معرض لخطر الإصابة بعوارض حادة وخطرة ترتبط بفيروس كورونا، ويلعب التدخين دوراً كبيراً في ذلك، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
ونظر باحثون في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، إلى أكثر من 8 آلاف مشارك تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً ممن كانوا جزءاً في المسح الوطني للمقابلات الصحية لمعرفة مدى ضعفهم الطبي تجاه أعراض كورونا الشديدة فيما يتعلق بمؤشرات المخاطر التي تم تحديدها من قبل المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بما في ذلك الظروف الصحية وعادات التدخين.
ووجد الباحثون أن 32 في المائة من إجمالي المشاركين بالدراسة كانوا ضعفاء طبيا بالنسبة لمرض كوفيد - 19 الشديد. ومع ذلك، عندما أُخرج المشاركون الذين يدخنون السجائر العادية أو الإلكترونية من التحليل، انخفضت النسبة الضعيفة طبياً بمقدار النصف إلى 16 في المائة. وتابع: «على النقيض من ذلك، أفاد عدد أقل نسبياً من الشباب عن الحالات الطبية التي حددتها مراكز السيطرة على الأمراض بأنها تنطوي على خطر الإصابة بمرض شديد».
وأظهر البحث أنه لدى جميع أفراد الدراسة، كان الرجال البالغون أكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض حادة من كورونا. ورغم أن المزيد من النساء أبلغن عن الربو وظروف مناعية عدة، إلا أن معدلات التدخين المرتفعة لدى الرجال تجاوزت ذلك. ومع ذلك، بالنظر إلى غير المدخنين فقط، كانت النساء أكثر عرضة للخطر.
وقالت سالي آدامز، مؤلفة الدراسة الرئيسية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: «تشير الدلائل الحديثة إلى أن التدخين مرتبط باحتمالية أكبر لظهور أعراض حادة من كورونا، بما في ذلك زيادة شدة المرض أو دخول وحدة العناية المركزة أو الوفاة». وأضافت: «قد يكون للتدخين آثار كبيرة على الشباب الذين عادة ما يكون لديهم معدلات منخفضة لمعظم الأمراض المزمنة».
ومن النتائج الأخرى المثيرة للاهتمام من البحث أنه في الفئة العمرية من 18 إلى 25 عاماً، كان لدى الشباب البيض أعلى درجة ضعف.
وقالت الدراسة «إن اكتشافنا للضعف الطبي للأقليات العرقية مقارنة بالمجموعة الفرعية البيضاء، كان غير متوقع، كما أنه غير متناسق مع البحث الذي أظهر معدلات أعلى من الاعتلال والوفيات المرتبطة بكورونا والأمراض المزمنة الأخرى بين الأقليات العرقية، خاصة بفئة عمرية واحدة».
وقال الباحثون إن النتائج تتعارض أيضاً مع الفئة العمرية من 15 إلى 24 عاماً، حيث تبين أن الأميركيين من أصل إسباني والسود لديهم أعلى معدلات لوفيات كورونا.
وأوضح الباحثون في الدراسة: «يشير هذا إلى أن عوامل أخرى غير معايير الضعف الطبي تلعب دوراً في خطر الإصابة بمرض كوفيد 19 الحاد بين الشباب البالغين».


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق المتجر يُلبِّي احتياجات الراغبين في الإقلاع بتوفير «دزرت» بجميع النكهات (واس)

«دزرت» تطلق أول متاجرها في السعودية للحد من التدخين

أطلقت «دزرت» (DZRT)، العلامة التجارية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، أول متاجرها داخل السعودية، وذلك في «منطقة بوليفارد سيتي»، بالتزامن مع انطلاق «موسم الرياض»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
علوم يتيح اكتشاف التغيرات في بنية العظام بين بقايا مستخدمي التبغ لعلماء الآثار تصنيف بقايا دون أسنان لأول مرة (جامعة ليستر)

اكتشاف علمي: التدخين يترك آثاراً في العظام تدوم لقرون

التبغ يترك بصمات على العظام تستمر لقرون بعد الوفاة.

«الشرق الأوسط» (ليستر)
صحتك المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين (رويترز)

دراسة: المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في أفواههم

كشفت دراسة علمية جديدة أن المدخنين لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التدخين يُعد السبب الرئيسي للوفيات القابلة للتجنب عالمياً (رويترز)

حظر مبيعات التبغ قد يمنع 1.2 مليون وفاة بين الشباب

أفادت دراسة دولية بأن حظر مبيعات التبغ للأشخاص المولودين بين عامي 2006 و2010 قد يقي من 1.2 مليون وفاة بسبب سرطان الرئة على مستوى العالم بحلول عام 2095.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
TT

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)
اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)

كثيراً ما كان اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة، لكنه اضطُر لترك التعليم عندما كان في الثانية عشرة من عمره لمساعدة والده في العمل بالحقل.

ويقول بانايوتاروبولوس: «كل شيء أتعلمه مثير للاهتمام، ووجودي هنا أمر ينير العقل».

وفي تمام الساعة 7:45 مساءً، رن الجرس في فصل آخر، وها هو عالَم اليونان الكلاسيكي يستدعي الرجل المتقاعد الذي وضع حقيبته المدرسية وكتبه على مكتب خشبي صغير.

وببدلته الداكنة وحذائه اللامع، لا يبدو بانايوتاروبولوس أنيقاً فحسب في الغرفة التي تزين جدرانها رسومات الجرافيتي، بل هو أيضاً أكبر طالب يحضر في المدرسة الليلية الثانية في وسط أثينا.

فعلى الأقل نصف زملائه في الصف هم في عمر أحفاده، وقد مر ما يقرب من 70 عاماً منذ آخر مرة ذهب فيها الرجل الثمانيني إلى المدرسة.

ويقول التلميذ الكبير وهو يسترجع ذكريات طفولته في إحدى قرى بيلوبونيز: «تركت المدرسة في سن الثانية عشرة لمساعدة والدي في الحقل، لكن كان لدي دائماً في عقلي وروحي رغبة في العودة، وتلك الرغبة لم تتلاشَ قط».

وعندما بلغ الثمانين، أخبر التلميذ الحالي وصاحب المطعم السابق زوجته ماريا، وهي خياطة متقاعدة، بأنه أخيراً سيحقق رغبته، فبعد ما يقرب من 5 عقود من العمل طاهياً وفي إدارة مطعم وعمل شاق وحياة شاقة في العاصمة اليونانية، دخل من بوابات المدرسة الليلية الثانية في العام الماضي.

واليوم هو مُسجَّل في صف من المفترض أن يحضره المراهقون في سن الخامسة عشرة من عمرهم، وهي الفكرة التي جعله يبتسم قبل أن يضحك بشدة ويقول: «آه، لو عاد بي الزمن للخامسة عشرة مرة أخرى، كثيراً ما كان لديَّ هذا الحلم بأن أنهل من نبع المعرفة، لكنني لم أتخيل أن يأتي اليوم الذي أعيش الحلم بالفعل».