مصر: ثبات نسبي في إصابات «كوفيد ـ ١٩» يعزز فرص تجاوز التفشي

اختصاصي بصناعة الدواء في شركة مصرية تتولى تصنيع دواء ريمديسيفير محلياً (أ.ب)
اختصاصي بصناعة الدواء في شركة مصرية تتولى تصنيع دواء ريمديسيفير محلياً (أ.ب)
TT

مصر: ثبات نسبي في إصابات «كوفيد ـ ١٩» يعزز فرص تجاوز التفشي

اختصاصي بصناعة الدواء في شركة مصرية تتولى تصنيع دواء ريمديسيفير محلياً (أ.ب)
اختصاصي بصناعة الدواء في شركة مصرية تتولى تصنيع دواء ريمديسيفير محلياً (أ.ب)

عزز الثبات النسبي لمعدلات الإصابات المسجلة رسمياً بـ«فيروس كورونا» في مصر من فرص تجاوز مخاوف التفشي، وبدأ المنحني في الهبوط، وفيما أظهرت بيانات وزارة الصحة لثلاثة أيام متتالية معدل إصابات يدور حول 900 حالة يومياً، لكن حالات الوفيات بدت متصاعدة بحسب نفس الإحصاءات.
وفي أحدث إفادة رسمية، قالت «الصحة» في بيان رسمي، مساء أول من أمس (الأحد)، إنها سجلت 912 حالة إصابة جديدة بـ«كورونا»، بينما بلغت الإصابات في يومي الجمعة والسبت الماضيين 981 و923 حالة على الترتيب.
وفي المقابل سجلت حالات الوفاة المسجلة جراء الإصابة بالفيروس، أيام الجمعة والسبت والأحد الماضية، 85 و69 و89 حالة وفاة على الترتيب.
وبلغ العدد الإجمالي الذي تم تسجيله في مصر بشأن جائحة فيروس «كورونا» حتى أول من أمس، 82070 حالة من ضمنها 24419 حالة تم شفاؤها، و3858 حالة وفاة.
بدوره أرجع أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة «المصل واللقاح»، تراجع أعداد الإصابات بالفيروس إلى عدة عوامل منها، «الإجراءات الاحترازية التي تم تنفيذها والتي تتضمن التباعد الاجتماعي وتوفير الكمامات وإلزام المواطنين بارتدائها»، ومضيفاً في تصريحات تلفزيونية، أمس، أنه «من المحتمل أن يكون الفيروس وصل لذروته، وتراجعت قدرته، وبات أكثر ضعفاً جراء التحور وبفعل الانتشار ومواجهة المناعة الطبيعية».
وفي السياق، أعلنت وزارتا «الشباب والرياضة» و«النقل» في مصر، إطلاق «الحملة القومية للتوعية بمخاطر فيروس (كورونا المستجد)»، وذلك داخل محطات مترو الأنفاق والسكك الحديدية بمشاركة مجموعات من الشباب المتطوعين.
وقالت الحكومة المصرية، أمس، إن الحملة تأتي في «ضوء سياسة التعايش مع الأزمة، والتوعية بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والاحتياطات والتدابير اللازمة لمجابهة انتشار الفيروس».
وتستهدف الحملة التوعوية التطوعية محطات مترو الأنفاق داخل الخطوط الثلاثة في القاهرة الكبرى، ومحطة سكك حديد مصر الرئيسية في العاصمة، ومحطات سكة حديد محافظات الدلتا والصعيد؛ لتوعية المواطنين بـ«تجنب الازدحام، والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي، والالتزام بقرار ارتداء الكمامات، حيث أثبتت الدراسات فاعلية تلك الإجراءات في الحد من انتشار الفيروس».
وأشاد أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بـ«حرص الشباب على المشاركة المجتمعية الفاعلة، والعمل على خدمة المواطنين وتوعيتهم بفيروس (كورونا) المستجد، وحرصهم على المشاركة في الأعمال التطوعية في تطهير وتعقيم النجوع والقرى والمدن خلال فترة ظهور الفيروس، وكذا مشاركتهم في حملات توعية المواطنين وحثهم على الالتزام بالإجراءات الاحترازية عقب قرارات الدولة بعودة الأنشطة تدريجياً في مختلف القطاعات».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.