رصد مذنب نادر لن يتكرر ظهوره قبل 6800 سنة

المذنب نيووايز (ناسا)
المذنب نيووايز (ناسا)
TT

رصد مذنب نادر لن يتكرر ظهوره قبل 6800 سنة

المذنب نيووايز (ناسا)
المذنب نيووايز (ناسا)

إذا كنت من محبي متابعة الظواهر الفلكية، فأنت على موعد اليوم بعد ساعة ونصف الساعة من غروب الشمس، مع الاستمتاع برصد المذنب «نيووايز» (C/2020 F3)، وهي الفرصة التي تستمر حتى 19 يوليو (تموز) الحالي، ولن تتكرر مرة أخرى قبل 6800 سنة، وفق تقرير نشره أمس الموقع العلمي «ساينس أليرت».
ويقول التقرير إن «المذنب وصل في 3 يوليو الحالي إلى نقطة الحضيض (أقرب نقطة إلى الشمس في مدارها)، وبدأ الآن رحلته البطيئة والطويلة إلى المناطق الخارجية من النظام الشمسي، حيث بدأ في الابتعاد عن الشمس، وكانت أول فرصة مسائية لرؤيته بالأدوات الفلكية بعد غروب شمس (الأحد) الماضي، حيث كان على ارتفاع 5 درجات فوق الأفق الشمالي الغربي؛ لكن بحلول اليوم (الثلاثاء) سيكون ارتفاع المذنب قد تضاعف إلى 10 درجات، وسيقع إلى أعلى يمين موقع غروب الشمس، لتكون فرصة رؤيته أفضل بالعين المجردة، ويستمر التحسن في فرصة الرؤية حتى يوم 19 يوليو الحالي، حيث يتضاعف ارتفاع المذنب مرة أخرى إلى 20 درجة، وعليه فإن أفضل وقت لمشاهدته خلال المساء سيكون في الفترة من 14 إلى 19 يوليو الحالي.
ويوضح التقرير أن المذنب سيبدأ بعد 19 يوليو في الابتعاد تدريجياً عن الأرض، عائداً مرة أخرى إلى مداره خارج النظام الشمسي، لتتكرر هذه الرحلة مجدداً بعد 6800 سنة، حيث يمكن رؤيته حينها بالعين المجردة. ومثل زخات الشهب، التي يمكن أن يمنع الضباب والدخان وأضواء المدينة رؤيتها، فإن رؤية المذنب تحتاج بالرغم من لمعانه إلى تحييد هذه الأشياء، كما يقول الدكتور أشرف تادرس، الرئيس السابق لقسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.
وينصح الدكتور تادرس محبي متابعة الظواهر الفلكية بالتوجه إلى الأماكن البعيدة عن إضاءة المدن للاستمتاع برؤية هذا الحدث النادر، مشيراً إلى أنه الرؤية تتحسن عند استخدام المناظير. واكتشف هذا المذنب في 27 مارس (آذار) من هذا العام، بواسطة مستكشف الأشعة تحت الحمراء واسع النطاق للأجسام القريبة من الأرض (نيووايز) التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وتم تسميته باسم الأداة التي اكتشفته.
وكشفت القياسات التي أجريت للمذنب ذي الذيل الطويل والقلب المغطى بجزيئات داكنة، أن عرضه يبلغ حوالي 5 كيلو مترات، كما كشفت الدراسات أنه تشكل قبل 4.6 مليار سنة، وهو موعد قريب من ولادة النظام الشمسي.


مقالات ذات صلة

التعاون بين روسيا وأميركا في مجال الفضاء مستمر

العالم محطة الفضاء الدولية (ناسا)

التعاون بين روسيا وأميركا في مجال الفضاء مستمر

تواصل روسيا والولايات المتحدة تعاونهما في مجال الفضاء في السنوات المقبلة، على الرغم من التوترات على الأرض.

يوميات الشرق إنجاز مذهل (ناسا)

مسبار «ناسا»... «يقهر» الشمس مُسجِّلاً إنجازاً مذهلاً

أكّدت «ناسا» أنّ المسبار «باركر» الشمسي «سليم» ويعمل «بشكل طبيعي» بعدما نجح في الوصول إلى أقرب نقطة من الشمس يصل إليها أي جسم من صنع الإنسان.

«الشرق الأوسط» (ماريلاند الولايات المتحدة)
يوميات الشرق صورة توضيحية للمسبار «باركر» وهو يقترب من الشمس (أ.ب)

«ناسا»: المسبار «باركر» يُسجل اقتراباً قياسياً من الشمس

أفادت وكالة «ناسا» الأميركية للفضاء بتسجيل مسبار فضائي في عيد الميلاد اقتراباً قياسياً من الشمس على نحو لم يحققه أي جسم من صنع الإنسان حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم مسبار «باركر» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وهو يقترب من الشمس (أ.ب)

مسبار لـ«ناسا» يصل إلى أقرب مسافة له على الإطلاق من الشمس

يستعد مسبار «باركر» التابع لوكالة «ناسا» للوصول عشية عيد الميلاد، إلى أقرب مسافة له من الشمس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».