روحاني يقدم مشروع ميزانية أقل اعتمادا على النفط ويدعو إلى «اقتصاد الصادرات غير النفطية»

نسبة التضخم تصل إلى 18 %

الرئيس الإيراني يسلم نسخة من ميزانيته المقترحة لرئيس البرلمان في طهران أمس (أ.ب)
الرئيس الإيراني يسلم نسخة من ميزانيته المقترحة لرئيس البرلمان في طهران أمس (أ.ب)
TT

روحاني يقدم مشروع ميزانية أقل اعتمادا على النفط ويدعو إلى «اقتصاد الصادرات غير النفطية»

الرئيس الإيراني يسلم نسخة من ميزانيته المقترحة لرئيس البرلمان في طهران أمس (أ.ب)
الرئيس الإيراني يسلم نسخة من ميزانيته المقترحة لرئيس البرلمان في طهران أمس (أ.ب)

قدم الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إلى مجلس الشورى (البرلمان) مشروع ميزانية «حذرا» للسنة المالية المقبلة، من مارس (آذار) 2015 حتى مارس 2016، أعد تحت «ضغط» تراجع العائدات النفطية. وتسعى إيران، التي تملك رابع احتياطي نفطي في العالم، منذ سنوات إلى تقليص تبعيتها للذهب الأسود الذي يبقى أول مصدر لعائداتها من العملات الصعبة. ويأتي ذلك في وقت يواجه روحاني ضغوطا سياسية بسبب المشكلات الاقتصادية في البلاد. وتوقعت الحكومة بحسب الميزانية ارتفاع رواتب الموظفين بنسبة 14 في المائة، بينما بلغ معدل التضخم حاليا بين 17 و18 في المائة ورفعت ضريبة القيمة المضافة من 8 إلى 10 في المائة.
وبسبب الحظر النفطي الذي فرضته الولايات المتحدة وأوروبا في عام 2012 بهدف وقف طموحات طهران النووية، تراجعت صادرات الخام الإيراني من أكثر من 2,2 مليون برميل يوميا في 2011 إلى نحو 1,3 مليون برميل في اليوم حاليا.
لكن تدهور أسعار الخام الذي خسر أكثر من 30 في المائة من قيمته منذ يونيو (حزيران)، ليصل إلى 70 دولارا، سيتسبب في «ضغط» إضافي على الميزانية، كما أكد روحاني أمام النواب الذين سيناقشون النص ثم سيصوتون عليه. وقال إن «مثل هذا الانخفاض غير مسبوق. وستكون الحكومة، التي يأتي جزء من ميزانيتها من بيع النفط، تحت الضغط». وأضاف في خطاب نقله التلفزيون الرسمي أن «اقتصادنا يجب أن يتوجه إلى اقتصاد الصادرات غير النفطية. فانخفاض أسعار النفط يشكل فرصة جديدة لتسريع هذا التوجه». وأوضح أن «حصة العائدات غير النفطية سترتفع من 47 في المائة (هذه السنة) إلى 53 في المائة خلال السنة المالية المقبلة»، مؤكدا أنه أدخل 24 مليار دولار من العائدات النفطية في مشروع ميزانيته.
وتشير وسائل الإعلام إلى أن سعر البرميل يحتسب على أساس 72 دولارا، مقابل مائة دولار هذه السنة، مع سعر صرف رسمي بـ28500 ريال للدولار.
فضلا عن ذلك، فإن 20 في المائة من عائدات الصادرات النفطية ستدفع للصندوق السيادي الإيراني مقابل نحو 30 في المائة هذه السنة.
واحتسبت ميزانية الحكومة التي ستكون متوازنة بـ2673573 مليار ريال (93,8 مليار دولار بالسعر الرسمي المعلن)، أي 32 في المائة من الميزانية الوطنية التي يتمثل معظمها في القطاع الاقتصادي التابع للدولة (مصارف، صناعات، منظمات قريبة من الحكومة).



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.