الشعراء وكتابات المؤرخين

جدل مغربي حول علاقة المعتمد بن عباد ويوسف بن تاشفين

صومعة المعتمد بن عباد في أغمات المغربية
صومعة المعتمد بن عباد في أغمات المغربية
TT

الشعراء وكتابات المؤرخين

صومعة المعتمد بن عباد في أغمات المغربية
صومعة المعتمد بن عباد في أغمات المغربية

أعاد نص شعري للمغربي حسن نجمي من مجموعة جديدة بعنوان «ضريحُ أنَّا أخْمَاتُوفَا»، الجدل بخصوص العلاقة التي جمعت بين الملك الأندلسي المعتمد بن عباد (1040م - 1095م) وأمير المرابطين يوسف بن تاشفين (1009م - 1106م)، التي انتهت بوضع الأول في الأسر بأغمات إلى حين وفاته.
ونقرأ في نص نجمي مضموناً يؤكد انتصار شاعرٍ للملك الشاعر:
«لاَ أَعْرِفُ كَيْفَ كَانَتْ شَمْسُ مُرّاكُشَ - ويُوسُفُ بنُ تَاشفِينَ في كِبْرِيَاءِ القَصْرِ. - وَالأَنْدَلُسِي أَسِيرٌ في أَغْمَاتْ. - واْمرَأَتُهُ حَمَّالَة الأَلَمِ تُوجِعُ نَظْرَتَهُ. - تَغْزِلُ الصُّوفَ لِتُوفِّرَ لَهُ الكِسَاءَ والاِسْتِعَارَة. - لَعَلَّهَا الشَّمْسُ نَفْسُهَا (الَّتِي كَانَتْ) عَلَى رَأْسِي الآنَ - خَفِّفْ يَدَكَ يَا ابْنَ تَاشَفينْ. - لاَ يَصِحُّ - فَضَحْتَنَا في الأَصْقَاعِ. - القَصيدَة تُرَفْرِفُ في الضَّوْءِ. - وَبَرَاءَة الشَّاعِرِ كَشَمْسٍ صَغيرَة تَلْمَعُ في أَغْمَاتْ - سَرِّحْ غَرِيمَكَ أَيُّهَا المُفْرِطُ - لا تُقَيِّدِ الحَيَاة».
وأظهر تفاعل عدد من الآراء مع النص الذي نشره نجمي، قبل أيام، على حسابه بـ«فيسبوك»، تفاوتاً في التعاطي مع موضوع يعود إلى أكثر من عشرة قرون، بين من يتعاطف مع المعتمد بن عباد، ومن يبرر ما أقدم عليه يوسف بن تاشفين في حق الملك الأندلسي بالتشديد على أن «قسوة» أمير المرابطين كانت «من وزن الذنب»، مع «انتقاد» انتصار الشعراء للمعتمد، فقط لأنه شاعر.
كانت عدة كتابات للمؤرخين والمهتمين بتاريخ المنطقة، قديماً وحديثاً، قد تناولت وضع المعتمد في الأسر، من أكثر من زاوية. ومن ذلك أن نقرأ للفرنسي ليفي بروفنسال وجهة نظر تتضمن انتقاداً شديداً لمضمون الكتابات التي تذهب إلى استهجان موقف يوسف بن تاشفين من المعتمد بن عباد، جاء فيها: «إن مما تجدر ملاحظته كون الأميرين الأندلسيين اللذين نفاهما يوسف بن تاشفين من إسبانيا إلى المغرب، وهما عبد الله الزيري صاحب غرناطة، والمعتمد بن عباد صاحب إشبيلية، لم ينقلا إلى مراكش، بل نقلا إلى أغمات، حيث كان العيش في ذلك العهد ألين والمقام أقل شظفاً، إذ إن ما ينسب للسلطان المرابطي من قسوة في حقهما وما ذكر من قضاء المعتمد خاصة بقية أيامه في الفاقة والحرمان التام، ضرب من ضروب الخرافة».
كما توقفت كتابات أخرى عند الأسباب التي أدت إلى وضع المعتمد بن عباد في الأسر بأغمات، ومن ذلك «كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى» لأحمد بن خالد الناصري، حيث نقرأ سرداً لعلاقة المرابطين بالأندلس زمن ملوك الطوائف، مع الإشارة إلى اللحظة التي شدد فيها القائد المرابطي سيري بن أبي بكر في «الحصار والتضييق على إشبيلية» حتى «اقتحمها عنوة وقبض على المعتمد وجماعة من أهل بيته فقيدهم وحملهم في السفين بنهر إشبيلية وبعث بهم إلى أمير المسلمين بمراكش فأمر أمير المسلمين بإرسال المعتمد إلى مدينة أغمات فسجن واستمر في السجن إلى أن مات به لإحدى عشرة ليلة خلت من شوال سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وكان دخول سيري بن أبي بكر مدينة إشبيلية يوم الأحد الثاني والعشرين من رجب سنة أربع وثمانين ثم ملك المرابطون بعد ذلك ما بقي من بلاد الأندلس إلى أن خلصت لهم ولم يبق لملوك الطوائف بها ذكر».
ويرد في كتاب «الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية»، ذكر عن «سر» اختيار أمير المرابطين وضع المعتمد بن عباد في الأسر، حيث جاء تحت عنوان «سيرة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين»، أن هذا الأخير «كان رجلاً فاضلاً، خيراً، فطناً، حاذقاً، زاهداً، يأكل من عمل يده، عزيزَ النفس، ينيبُ إلى الخير والصلاح، كثير الخوف من الله عز وجل، وكان أكبر عقابه الاعتقال الطويل، وكان يفضل الفقهاء، ويعظم العلماء، ويصرف الأمور إليهم، ويأخذ فيها برأيهم، ويقضي على نفسه بفتياهم».
وتوجد أغمات، حيث ضريح المعتمد، على مسافة نحو 30 كيلو متراً من مراكش، حيث ضريح يوسف بن تاشفين الذي يقع على بعد خطوات من مسجد وصومعة «الكتبية».
ويأخذ ضريح المعتمد، الذي يحتضن، بالإضافة إلى قبر الملك الأندلسي، قبر زوجته اعتماد الرميكية وأحد أبنائهما (أبو سليمان الربيع)، شكل قبة مصغرة، وفق العمارة المرابطية، تزينها بعض الأبيات الشعرية التي نظمها الأمير الشاعر في رثاء حاله، تفرض على الزائر رهبة، تعيد عقارب الزمن إلى مجد غابر، تخللته كثير من المآسي، بشكل يؤكد أن الدنيا دوائر.
داخل الضريح، لا يمكن للزائر إلا أن يستعيد علاقة الملك الأندلسي بزوجته وأبنائه، فضلاً عن ظروف إقامته بأغمات؛ خصوصاً حين يقرأ شاهد قبر زوجته: «هنا قبر اعتماد الرميكية زوج المعتمد التي شاركته في نعيمه وبؤسه»؛ أو الأبيات التي كتبها المعتمد، قبل موته، وطلب أن تكتب على قبره، التي يقرأ فيها الزائر: «قبر الغريب سقاك الرائح الغادي - حقاً ظفرت بأشلاء ابن عبادِ - بالحلم بالعلم بالنعمى إذا اتصلت - بالخصب إن أجدبوا بالري للصادي - بالطاعن الضارب الرامي إذا اقتتلوا - بالموت أحمر بالضرغامة العادي - بالدهر في نقم بالبحر في نعم - بالبدر في ظلم بالصدر في النادي - نعم هو الحق حاباني به قدر - من السماء فوافاني لميعادِ».
أما أبيات لسان الدين بن الخطيب (1313 م - 1374م)، التي قالها، سنة 1360م، حين زار قبر المعتمد، فنقرأ فيها: «قد زُرْتُ قبْركَ عن طَوْع بأغْماتِ - رأيتُ ذلك من أوْلى المُهمَّاتِ - لِمَ لا أزوركَ يا أنْدى الملوكِ يداً - ويا سِراجَ اللّيالي المُدْلِهمَّات - وأنتَ من لو تخطّى الدّهرُ مَصْرعَهُ - إلى حياتي أجادَتْ فيه أبياتي»، فتؤكد للزائر مكانة ملك إشبيلية، عند من عاصروه ومن سمعوا به، في عصور لاحقة.
الملاحظ أن وجهات النظر المنتصرة للمعتمد بن عباد لم تتوقف عند الشعراء، بعد أن أغرت سيرة الملك الأندلسي الروائيين فوظفوها في كتاباتهم ذات النفَس التاريخي. ومن أمثلة ذلك رواية «زينب النفزاوية ملكة مراكش» لزكية داود، التي بقدر ما تعاطفت مع الملك الشاعر، مشيرة إلى أن «الإفراط في إذلال» الملك الأندلسي «مردود»، حاولت البحث للأمير المرابطي عن مبررات لموقفه وطريقة تعاطيه مع ما اعتبر «خيانة عظمى»؛ ومن ذلك أن نقرأ في هذه الرواية على لسان يوسف بن تاشفين مخاطباً زوجته زينب النفزاوية الراغبة في تليين موقف زوجها من الملك الأندلسي الذي قالت إنه آزره وشارك إلى جانبه في معركة الزلاقة الشهيرة: «وغاضبة يا زينب! ابن عباد قد ظاهر عدونا. ولئن أرسلتُه إلى أغمات ولم أُبقه بطنجة أو مكناس، فذلك لأني أحفظ الوُدّ القديم».



سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها

هاني نديم
هاني نديم
TT

سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها

هاني نديم
هاني نديم

بالكثير من التفاؤل والأمل والقليل من الحذر يتحدث أدباء وشعراء سوريون عن صورة سوريا الجديدة، بعد الإطاحة بنظام الأسد الديكتاتوري، مشبهين سقوطه بالمعجزة التي طال انتظارها... قراءة من زاوية خاصة يمتزج فيها الماضي بالحاضر، وتتشوف المستقبل بعين بصيرة بدروس التاريخ، لأحد أجمل البلدان العربية الضاربة بعمق في جذور الحضارة الإنسانية، وها هي تنهض من كابوس طويل.

«حدوث ما لم يكن حدوثه ممكناً»

خليل النعيمي

بهذه العبارة يصف الكاتب الروائي خليل النعيمي المشهد الحالي ببلاده، مشيراً إلى أن هذه العبارة تلخص وتكشف عن سر السعادة العظمى التي أحس بها معظم السوريين الذين كانوا ضحية الاستبداد والعَسْف والطغيان منذ عقود، فما حدث كان تمرّداً شجاعاً انبثق كالريح العاصفة في وجه الطغاة الذين لم يكونوا يتوقعونه، وهو ما حطّم أركان النظام المستبد بشكل مباشر وفوري، وأزاح جُثومه المزمن فوق القلوب منذ عشرات السنين. ونحن ننتظر المعجزة، ننتظر حدوث ما لم نعد نأمل في حدوثه وهو قلب صفحة الطغيان: «كان انتظارنا طويلاً، طويلاً جداً، حتى إن الكثيرين منا صاروا يشُكّون في أنهم سيكونون أحياءً عندما تحين الساعة المنتظرة، والآن قَلْب الطغيان لا يكفي، والمهم ماذا سنفعل بعد سقوط الاستبداد المقيت؟ وكيف ستُدار البلاد؟ الطغيان فَتّت سوريا، وشَتّت أهلها، وأفْقرها، وأهان شعبها، هذا كله عرفناه وعشناه. ولكن، ما ستفعله الثورة المنتصرة هو الذي يملأ قلوبنا، اليوم بالقلَق، ويشغل أفكارنا بالتساؤلات».

ويشير إلى أن مهمة الثورة ثقيلة، وأساسية، مضيفاً: «نتمنّى لها أن تنجح في ممارستها الثورية ونريد أن تكون سوريا لكل السوريين الآن، وليس فيما بعد، نريد أن تكون سوريا جمهورية ديمقراطية حرة عادلة متعددة الأعراق والإثنيّات، بلا تفريق أو تمزيق. لا فرق فيها بين المرأة والرجل، ولا بين سوري وسوري تحت أي سبب أو بيان. شعارها: حرية، عدالة، مساواة».

مشاركة المثقفين

رشا عمران

وترى الشاعرة رشا عمران أن المثقفين لا بد أن يشاركوا بفاعلية في رسم ملامح سوريا المستقبل، مشيرة إلى أن معجزة حدثت بسقوط النظام وخلاص السوريين جميعاً منه، حتى لو كان قد حدث ذلك نتيجة توافقات دولية ولكن لا بأس، فهذه التوافقات جاءت في مصلحة الشعب.

وتشير إلى أن السوريين سيتعاملون مع السلطة الحالية بوصفها مرحلة انتقالية ريثما يتم ضبط الوضع الأمني ويستقر البلد قليلاً، فما حدث كان بمثابة الزلزال، مع الهروب لرأس النظام حيث انهارت دولته تماماً، مؤسساته العسكرية والأمنية والحزبية كل شيء انهار، وحصل الفراغ المخيف.

وتشدد رشا عمران على أن النظام قد سقط لكن الثورة الحقيقية تبدأ الآن لإنقاذ سوريا ومستقبلها من الضياع ولا سبيل لهذا سوى اتحاد شعبها بكل فئاته وأديانه وإثنياته، فنحن بلد متعدد ومتنوع والسوريون جميعاً يريدون بناء دولة تتناسب مع هذا التنوع والاختلاف، ولن يتحقق هذا إلا بالمزيد من النضال المدني، بالمبادرات المدنية وبتشكيل أحزاب ومنتديات سياسية وفكرية، بتنشيط المجتمع سياسياً وفكرياً وثقافياً.

وتوضح الشاعرة السورية أن هذا يتطلب أيضاً عودة كل الكفاءات السورية من الخارج لمن تسمح له ظروفه بهذا، المطلوب الآن هو عقد مؤتمر وطني تنبثق منه هيئة لصياغة الدستور الذي يتحدد فيه شكل الدولة السورية القادمة، وهذا أيضاً يتطلب وجود مشاركة المثقفين السوريين الذين ينتشرون حول العالم، ينبغي توحيد الجهود اليوم والاتفاق على مواعيد للعودة والبدء في عملية التحول نحو الدولة الديمقراطية التي ننشدها جميعاً.

وداعاً «نظام الخوف»

مروان علي

من جانبه، بدا الشاعر مروان علي وكأنه على يقين بأن مهمة السوريين ليست سهلة أبداً، وأن «نستعيد علاقتنا ببلدنا ووطننا الذي عاد إلينا بعد أكثر من خمسة عقود لم نتنفس فيها هواء الحرية»، لافتاً إلى أنه كان كلما سأله أحد من خارج سوريا حيث يقيم، ماذا تريد من بلادك التي تكتب عنها كثيراً، يرد قائلاً: «أن تعود بلاداً لكل السوريين، أن نفرح ونضحك ونكتب الشعر ونختلف ونغني بالكردية والعربية والسريانية والأرمنية والآشورية».

ويضيف مروان: «قبل سنوات كتبت عن (بلاد الخوف الأخير)، الخوف الذي لا بد أن يغادر سماء سوريا الجميلة كي نرى الزرقة في السماء نهاراً والنجوم ليلاً، أن نحكي دون خوف في البيت وفي المقهى وفي الشارع. سقط نظام الخوف وعلينا أن نعمل على إسقاط الخوف في دواخلنا ونحب هذه البلاد لأنها تستحق».

المساواة والعدل

ويشير الكاتب والشاعر هاني نديم إلى أن المشهد في سوريا اليوم ضبابي، ولم يستقر الأمر لنعرف بأي اتجاه نحن ذاهبون وأي أدوات سنستخدم، القلق اليوم ناتج عن الفراغ الدستوري والحكومي ولكن إلى لحظة كتابة هذه السطور، لا يوجد هرج ومرج، وهذا مبشر جداً، لافتاً إلى أن سوريا بلد خاص جداً بمكوناته البشرية، هناك تعدد هائل، إثني وديني ومذهبي وآيديولوجي، وبالتالي علينا أن نحفظ «المساواة والعدل» لكل هؤلاء، فهي أول بنود المواطنة.

ويضيف نديم: «دائماً ما أقول إن سوريا رأسمالها الوحيد هم السوريون، أبناؤها هم الخزينة المركزية للبلاد، مبدعون وأدباء، وأطباء، وحرفيون، أتمنى أن يتم تفعيل أدوار أبنائها كل في اختصاصه وضبط البلاد بإطار قانوني حكيم. أحلم أن أرى سوريا في مكانها الصحيح، في المقدمة».

خالد حسين

العبور إلى بر الأمان

ومن جانبه، يرصد الأكاديمي والناقد خالد حسين بعض المؤشرات المقلقة من وجهة نظره مثل تغذية أطراف خارجية للعداء بين العرب والأكراد داخل سوريا، فضلاً عن الجامعات التي فقدت استقلالها العلمي وحيادها الأكاديمي في عهد النظام السابق بوصفها مكاناً لتلقي العلم وإنتاج الفكر، والآن هناك من يريد أن يجعلها ساحة لنشر أفكاره ومعتقداته الشخصية وفرضها على الجميع.

ويرى حسين أن العبور إلى بر الأمان مرهونٌ في الوقت الحاضر بتوفير ضروريات الحياة للسوريين قبل كلّ شيء: الكهرباء، والخبز، والتدفئة والسلام الأهلي، بعد انتهاء هذه المرحلة الانتقالية يمكن للسوريين الانطلاق نحو عقد مؤتمر وطني، والاتفاق على دستور مدني ديمقراطي ينطوي بصورة حاسمة وقاطعة على الاعتراف بالتداول السلمي للسلطة، وحقوق المكوّنات الاجتماعية المذهبية والعرقية، وحريات التعبير وحقوق المرأة والاعتراف باللغات الوطنية.

ويشير إلى أنه بهذا الدستور المدني المؤسَّس على الشرعية الدولية لحقوق الإنسان يمكن أن تتبلور أحلامه في سوريا القادمة، حينما يرى العدالة الاجتماعية، فهذا هو الوطن الذي يتمناه دون تشبيح أو أبواق، أو طائفية، أو سجون، موضحاً أن الفرصة مواتية لاختراع سوريا جديدة ومختلفة دون كوابيس.

ويختتم قائلاً: «يمكن القول أخيراً إنّ مهام المثقف السوري الآن الدعوة إلى الوئام والسلام بين المكوّنات وتقويض أي شكل من أشكال خطاب الهيمنة والغلواء الطائفي وإرادة القوة في المستقبل لكي تتبوّأ سوريا مكانتها الحضارية والثقافية في الشرق الأوسط».