نسبة الكربون في الجو ستتجاوز مستويات عصر البليوسين في 2025

تكوين الأصداف القديمة ساعد على قياس مستويات ثاني أكسيد الكربون في الماضي (جامعة ساوثامبتون)
تكوين الأصداف القديمة ساعد على قياس مستويات ثاني أكسيد الكربون في الماضي (جامعة ساوثامبتون)
TT

نسبة الكربون في الجو ستتجاوز مستويات عصر البليوسين في 2025

تكوين الأصداف القديمة ساعد على قياس مستويات ثاني أكسيد الكربون في الماضي (جامعة ساوثامبتون)
تكوين الأصداف القديمة ساعد على قياس مستويات ثاني أكسيد الكربون في الماضي (جامعة ساوثامبتون)

بحلول عام 2025، من المحتمل جداً أن تكون مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى مما كانت عليه خلال الفترة الأكثر دفئاً قبل 3.3 مليون سنة، وفقاً لبحث جديد لفريق بحثي من جامعة ساوثامبتون البريطانية، نُشر أمس في دورية «ساينتفيك ريبورتز».
ودرس الفريق التركيب الكيميائي للحفريات الصغيرة، بحجم رأس دبوس، التي تم جمعها من رواسب أعماق المحيطات للبحر الكاريبي، واستخدموا هذه البيانات لإعادة بناء تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض خلال عصر البليوسين، قبل نحو 3 ملايين سنة، عندما كان كوكبنا أكثر دفئاً بما يزيد على 3 درجات مئوية عما هو عليه اليوم.
ولتحديد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، استخدم الفريق التركيب النظائري لعنصر البورون، الموجود بشكل طبيعي كشوائب في قذائف العوالق الحيوانية المسماة «منخربات» أو (foraminifera).
ويبلغ حجم هذه الكائنات نحو نصف مليمتر، وتتراكم تدريجياً بكميات ضخمة على قاع البحر، وتشكل كنزاً من المعلومات حول المناخ الماضي للأرض، ويعتمد التكوين النظائري للبورون في قشورها على حموضة (الأس الهيدروجيني) لمياه البحر التي تعيش فيها، وهناك علاقة وثيقة بين ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ودرجة الحموضة في مياه البحر، مما يعني أنه يمكن حساب ثاني أكسيد الكربون في الماضي من القياس الدقيق للبورون في المنخربات التي تعرف أيضاً بـ«الأصداف القديمة».
ويقول د. توماس تشالك، أحد معدي الدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ساوثامبتون بالتزامن مع نشر الدراسة: «التركيز على فترة دافئة سابقة، عندما كان الدفء الوارد من الشمس هو نفسه اليوم، يعطينا طريقة لدراسة كيفية استجابة الأرض لتأثير ثاني أكسيد الكربون».
ويستطرد: «وجدنا نتيجة مذهلة، وهي أن الجزء الأكثر دفئاً من البليوسين كان يحتوي على ما بين 380 و420 جزءاً لكل مليون من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهذا مشابه لقيمة اليوم التي تبلغ نحو 415 جزءاً في المليون، مما يدل على أننا وصلنا بالفعل إلى مستويات كانت في الماضي المرتبط بدرجة الحرارة ومستوى سطح البحر أعلى بكثير من اليوم».
ويضيف: «وبما أن مستويات ثاني أكسيد الكربون حالياً ترتفع بنحو 2.5 جزء في المليون سنوياً، فهذا يعني أننا بحلول عام 2025 سنكون قد تجاوزنا أي شيء شهدناه خلال 3.3 مليون سنة الماضية».


مقالات ذات صلة

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)
بيئة أنثى «الحوت القاتل» الشهيرة «أوركا» أنجبت مجدداً

«أوركا» تنجب مجدداً... والعلماء قلقون

قالت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية إن أنثى الحوت القاتل (التي يُطلق عليها اسم أوركا)، التي اشتهرت بحملها صغيرها نافقاً لأكثر من 1000 ميل في عام 2018 قد أنجبت أنثى

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.