مخاوف تكرار فقاعة 2015 في «مؤشر شنغهاي»

قال «بنك أوف أميركا» أمس (الجمعة)، إن المستثمرين ضخوا أكبر قدر من النقد في صناديق الصين منذ يوليو (تموز) 2015 في ظل مخاوف بشأن تكرار فقاعة وقعت في 2015 – 2016، والتي شهدت انخفاض المؤشر «شنغهاي» القياسي أكثر من 40% عن ذروة سجلها قبل بضعة أسابيع فحسب.
وقال «بنك أوف أميركا» إن القيمة التي جرى توجيهها والبالغة 6.1 مليار دولار إلى صناديق الصين، هي ثاني أكبر قيمة على الإطلاق. وارتفعت أسهم مؤشر الشركات القيادية «سي إس آي 300» في شنغهاي إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ فقاعة 2015، بدعم من آمال بتعافٍ اقتصادي، وبيئة تنظيمية مواتية وحماس المستثمرين الأفراد.
لكن وسائل إعلام صينية تديرها الدولة، حذّرت في مقال رأي يوم الخميس من أنه ينبغي على المستثمرين احترام السوق، وإدارة المخاطر والمضي في استثمارات حصيفة بعد أن سرعت الأسهم الصينية وتيرة ارتفاع سجّلته في الآونة الأخيرة وبلغت أعلى مستوى في عدة سنوات.
كما يُظهر تقرير «بنك أوف أميركا» اتجاه تدفقات أسبوعية قدرها 29.4 مليار دولار إلى صناديق النقد، و17.8 مليار دولار إلى صناديق السندات، و6.2 مليار دولار إلى صناديق الأسهم، و2.4 مليار دولار إلى صناديق الذهب. كما قال أيضاً إنه يشهد «تحرك المعنويات في أنحاء الأصول سريعاً بعيداً عن (اتجاه هبوطي للغاية)».
وفي مثال على الصعود الصاروخي، ارتفع سهم في أول ظهور له ببورصة شنغهاي 10 مرات مقارنةً بسعر الطرح الأوّلي له، وهو أحدث علامة على جاذبية سوق الأسهم الصينية البالغة قيمته 9.3 تريليون دولار.
وأغلق سهم شركة «كونتم سي تك» التي تقوم بتطوير منتجات للأمان المعلوماتي، يوم الخميس، على ارتفاع بنسبة 924% فوق سعر الطرح البالغ 36.18 يوان (5.18 دولار). وهذا الارتفاع تجاوز الصعود القياسي لسهم شركة «تينافي ميديكال تكنولوجيز» خلال أول يوم تداول يوم الثلاثاء الماضي والبالغ 614%. وارتفع سهم شركة «جيوفيز تكنولوجي» بنسبة 438% في أول يوم تداول بالصين، يوم الأربعاء.
وهذه الأسهم مدرجة في منصة «ستار» التي ستحتفل بعامها الأول في وقت لاحق هذا الشهر. ولا تتقيد الأسهم المدرجة بهذه المنصة بمدى سعري محدد خلال الأيام الخمسة الأولى من التداول. وفي باقي سوق الأسهم الصينية، هناك حد أقصى للتغير السعري نسبته 44% خلال اليوم الأول للتداول، و10% في باقي أيام التداول.
ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه قيم وأحجام التداولات ارتفاعاً في الصين. وزادت القيمة السوقية للبورصة الصينية بأكثر من تريليون دولار منذ 30 يونيو (حزيران)، متجاوزة بذلك باقي الأسواق الأخرى في العالم.
وفي النصف الأول من العام الجاري، شهدت سوق الأسهم في الصين نشاطاً قوياً في الاكتتابات العامة الأولية رغم انتشار جائحة «كوفيد - 19». وأظهرت البيانات الصادرة عن «بي دبليو سي» مطلع الأسبوع الجاري، أن عدد الاكتتابات الأولية في سوق الأسهم الصينية بلغ 118 اكتتاباً جمعت 139.3 مليار يوان (19.72 مليار دولار) خلال الفترة بين يناير (كانون الثاني) ويونيو.
وسجلت بورصة شنغهاي 73 اكتتاباً عاماً، مع مجلس الابتكار العلمي والتكنولوجي، المعروف أيضاً باسم «سوق ستار»، حيث يستضيف 46 طرحاً عاماً أولياً، وبلغ حجم جمع الأموال في سوق «ستار» 50.8 مليار يوان. وتم تصميم سوق «ستار» الذي تم افتتاحه في يونيو من العام الماضي، لدعم الشركات في قطاعات التكنولوجيا العالية والناشئة، ويهدف إلى تسهيل معايير الإدراج؛ ولكنه يعتمد متطلبات أعلى للكشف عن المعلومات.
وبالنظر إلى جاذبية سوق «ستار» والإصلاحات الأخرى في سوق الأوراق المالية في الصين، تتوقع «بي دبليو سي» أن يتجاوز عدد الاكتتابات العامة الأولية في سوق الأسهم الصينية عتبة 300 لعام 2020 وأن يتجاوز حجم جمع الأموال 300 مليار يوان.