أفلام مصرية تتجاوز أزمة «كورونا» وتعود إلى استديوهات التصوير

«كيرة والجن» و«30 مارس» و«النمس والإنس» من بينها

محمد هنيدي ومنة شلبي في فيلم «النمس والإنس»
محمد هنيدي ومنة شلبي في فيلم «النمس والإنس»
TT

أفلام مصرية تتجاوز أزمة «كورونا» وتعود إلى استديوهات التصوير

محمد هنيدي ومنة شلبي في فيلم «النمس والإنس»
محمد هنيدي ومنة شلبي في فيلم «النمس والإنس»

يحاول عدد من صناع الأفلام المصرية تجاوز أزمة «كورونا» التي تسببت في إطفاء عدسات الكاميرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، عبر العودة مجدداً إلى الاستديوهات للبدء في تصوير الأعمال الجديدة أو استئناف تصوير الأفلام التي تعطل تصويرها بسبب الجائحة.
ووفق المخرج أحمد خالد موسى، فإنه بدأ تصوير فيلمه الجديد «30 مارس» بطولة خالد الصاوي، وأحمد الفيشاوي، ودينا الشربيني، ومن إنتاج راني مسحال، مشيراً إلى أن أول المشاهد التي بدأ تصويرها كانت في حي مصر الجديدة (شرق القاهرة).
كما تم استئناف تصوير فيلم «كيرة والجن» بطولة كريم عبد العزيز، وأحمد عز، وهند صبري، ومن إخراج مروان حامد، والمأخوذ عن رواية «1919» للمؤلف أحمد مراد، وإنتاج «سينرجي فيلمز»، حيث تم تصوير جزء كبير من هذا الفيلم قبيل جائحة كورونا، ثم جرى استئناف التصوير عقب شهر رمضان مباشرة، وتوقف مرة أخرى خلال الأيام الماضية على أن يتم الاستئناف مجدداً منتصف الشهر الحالي.
ويقول أحمد بدوي، مدير عام شركة «سينرجي فيلمز» لـ«الشرق الأوسط»، «كان هناك عدد من الأفلام الملتزمة بخطة محددة وتم تأجيلها مرات عدة بسبب انتشار (كورونا)، ولكن حالياً الوقت أصبح خطراً، وعلينا الوفاء بالالتزام تجاه مهنتنا وتحمّل مسؤوليتنا؛ لذلك نحاول التصوير على مرات عدة، وليس بشكل مستمر مراعاة للظروف الصحية العامة مع الالتزام الكامل بكل الإجراءات الاحترازية في مواقع التصوير».
وأكد بدوي، أن «موعد عرض بعض أفلام شركتنا (كيرة والجن) و(عودة يونس)، و(السقوط في حلم سوسن) وغيرها لم يتحدد بعد، لكن لدينا أملاً أن تنتظم الأوضاع وتستقر بشكل أكبر؛ لأنه في النهاية لن نستطيع المغامرة أبداً بطرح أي فيلم ذي ميزانية كبيرة في ظل تحديد نسبة الإقبال على دور العرض بـ25 في المائة فقط مع إلغاء حفلتي التاسعة ومنتصف الليل».
ويستكمل الفنان محمد هنيدي، ومنة شلبي، وعمرو عبد الجليل تصوير فيلم «النمس والإنس» من إخراج شريف عرفة في مدينة السادس من أكتوبر، (غرب القاهرة) وتدور أحداثه حول البطل الذي يواجه عفريتاً كوميدياً وخفيف الظل.
كما أعلن الفنان أحمد زاهر عبر حسابه على «إنستغرام» أخيراً عن استئناف تصوير فيلم «زنزانة 7» بمشاركة نضال شافعي، ومنة فضالي، ومن إخراج إبرام نشأت، بعد توقفه أكثر من مرة بسبب الجائحة وانشغال أبطاله في مسلسلات رمضان.
في السياق، يقول المنتج والموزع لؤي عبد الله، منتج فيلم «البعض لا يذهب للمأذون مرتين» بطولة كريم عبد العزيز، ودينا الشربيني، وماجد الكدواني، والذي تم تأجيل عرضه في موسم عيد الفطر الماضي «لن يغامر منتج بطرح فيلمه في ظل الظروف الصعبة الحالية التي تمر بها البلاد بسبب جائحة كورونا، لكن استئناف التصوير خلال الفترة الجارية يهدف فقط إلى محاولة تدوير عجلة الإنتاج والالتزام بالخطة الموضوعة لكل فيلم، ولكن يبقى توقيت العرض ومصيره مجهولا كلياً».
وأضاف عبد الله: «كصناع للسينما في مصر، قمنا بإرسال خطاب لمجلس الوزراء نحاول فيه شرح مدى سوء الأوضاع السينمائية، بجانب الاعتراض على تحديد نسبة 25 في المائة من طاقة كل سينما لأننا لا نبيع منتجاً غذائياً».
كما يواصل باسم سمرة ونجلاء بدر تصوير فيلمهما «سوء الرجالة» من إخراج نيفين شلبي في أولى تجاربها الروائية الطويلة، بعد انطلاق التصوير خلال الأسبوع الماضي.
وفي استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي، يستكمل الفنان إياد نصار تصوير أحداث فيلم «موسى» بمشاركة كريم محمود عبد العزيز، ومن تأليف وإخراج بيتر ميمي، في حين يستعد بعض الفنانين لتصوير أفلامهم خلال الفترة المقبلة، من بينهم آسر ياسين الذي سيبدأ تصوير فيلمه «الشايب» أواخر يوليو (تموز) الحالي، بالإضافة إلى الفنان تامر حسني، الذي سوف يستكمل تصوير فيلمه «مش أنا» الشهر الحالي أيضاً بمشاركة حلا شيحا وإخراج سارة وفيق، بعد تعليق التصوير بسبب جائحة كورونا.
وكذلك الفنان أحمد آدم الذي يستعد لبدء تصوير فيلمه «صابر وراضي» من إنتاج أحمد السبكي، كما أنه من المتوقع أن تستأنف الفنانة روبي وأحمد فهمي تصوير فيلم «السقوط في حلم سوسن» عقب إجازة عيد الأضحى المقبل، وفق أحمد بدوي، مدير عام «سينرجي فيلمز».



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».