الميزانية وأفغانستان والتماثيل اليونانية تستحوذ على التغطية الإعلامية البريطانية

اختارت صحيفة «التايمز» موضوع التماثيل يونانية، أو ما يعرف بمجموعة اللورد الغين الرخامية، لتعطي لهذه القضية الشائكة والمثيرة للجدل، بين المتحف البريطاني والحكومة اليونانية، تغطية غير مسبوقة، بعد أن تبين أن المتحف البريطاني قرر إعارة تمثال آلهة الأنهار لعرضه في متحف أرميتاج بمدينة بطرسبورغ في روسيا بمناسبة الذكرى 250 لتأسيسه. ورغم القضايا السياسية المحلية والدولية، مثل المؤتمر الدولي حول أفغانستان الذي استضافته لندن خلال الأسبوع والميزانية الأخيرة قبل الانتخابات العامة المزمع عقدها في مايو (أيار) الملحة، أفردت الصحيفة الصفحات الـ6 الأولى مع صورة للتمثال على عرض الصفحة الأولى تحت عنوان «رخام الغين يغادر بريطانيا لأول مرة».
وتناولت الصحيفة الخلافات القائمة بين المتحف البريطاني والحكومة اليونانية التي تحاول استعادة التماثيل منذ 40 عاما، ونظمت حملة لهذا الغرض ساندتها فيها الكثير من مشاهير العالم. وقالت الصحيفة إن المتحف البريطاني أعار روسيا تمثالا إغريقيا من الرخام في أول مرة تغادر فيها إحدى قطع الحضارة اليونانية القديمة بريطانيا منذ أخذها من معبد البارثيون الإغريقي في أثينا قبل 200 عام. وقال المتحف إنه أعار تمثالا بلا رأس للإله ليسوس وهو راقد، للمتحف الروسي.
والتماثيل الإغريقية القديمة التي يرجع تاريخها إلى 2500 عام سبب نزاع بين بريطانيا واليونان التي طالبت بإعادتها منذ قيام اللورد الغين، سفير بريطانيا لدى الإمبراطورية العثمانية، بالاستيلاء عليها وبيعها للمتحف البريطاني عام 1816.
وتقول اليونان إن التماثيل تعرضت للسطو، بينما تقول بريطانيا إن اليونان ليس لها الحق في المطالبة بها.
ونشرت الصحيفة اقتباسات مطولة من رئيس مجلس أمناء المتحف البريطاني ريتشارد لامبرت قال فيها: «أمناء المتحف البريطاني.. يعتقدون أن الأشياء العظيمة في العالم يجب أن تكون موضع مشاركة، وأن تستمتع بها شعوب العالم.. الأمناء سعداء بأن هذه القطعة الجميلة سيستمتع بها شعب روسيا». وبينت الصحيفة أن التمثال وصل إلى روسيا في تكتم شديد، وسيعرض في الارميتاج، أمس (السبت). أما القضايا الأخرى التي استحوذت على التغطية فكانت قضية مؤتمر لندن حول أفغانستان، وأخيرا وليس آخرا قضية الميزانية التي قدمها وزير الخزانة جورج أوزبورن، يوم الأربعاء الماضي، التي بينت أن الحكومة لم تتمكن من سد العجز رغم أنها وعدت عام 2010، عندما تسلمت السلطة بأن ذلك سيكون هدفها الأول. وتحت عنوان «العجز والضرائب تضعان أوزبورن في موقف الدفاع» كتبت صحيفة «غارديان» تقول إن وزير الخزانة لم يتمكن من الوصول إلى أهدافه المنشودة في هذه الميزانية، التي يقدمها قبل إجراء الانتخابات العامة.
وقالت الصحيفة إنه مع هذه الميزانية تكون قد أقرت الحكومة الائتلافية بفشلها في القضاء على العجز العام، لكنها أكدت أن البلاد في وضع اقتصادي جيد وذلك قبل 6 أشهر من انتخابات يتوقع أن تشهد منافسة حادة. لكن بينت الصحيفة ما جاء على لسان أوزبورن من أن اقتصاد بريطانيا يشهد «أقوى نسب النمو بين الاقتصادات المتقدمة الكبرى جميعها» مع 3 في المائة متوقعة لهذا العام، في الوقت الذي تصارع فيه الدول الكبرى في منطقة اليورو للإفلات من الركود والانكماش. وأوردت الصحيفة ما جاء على لسان إد مليباند زعيم حزب المعارضة العمالية، منتقدا أن هذا يثبت أن المحافظين «حولوا عدم الوفاء بالوعود إلى فن قائم بذاته».
أما صحيفة «إندبندنت» فقد جاء عنوانها ليعكس التوجهات السياسية والآيديولوجية في صراع الأحزاب البريطانية مع اقتراب الانتخابات العامة. وكتبت الصحيفة تقول تحت عنوان «العجز قنبلة أوزبورن الموقوتة»، بأن خزانة الدولة عليها أن الاقتراض مزيدا من الأموال، قدرتها الصحيفة بأكثر من 360 مليار باوند (أي ما يعادل 500 مليار دولار) من أجل أن يتمكن وزير الخزانة من سد العجز الذي وعد به مرارا، ومنذ قدومه إلى السلطة عام 2010. كما تناول الصحف مؤتمر لندن الدولي حول أفغانستان الذي نظمته وزارة الخارجية البريطانية يوم الخميس، برئاسة الحكومتين البريطانية والأفغانية، ومشاركة أكثر من 60 وفدا ومنظمة دولية.
وفي الولايات المتحدة بدأت التغطية الإعلامية الأميركية الأسبوعية، وانتهت، بموضوعين رئيسيين.. أولا: «المظاهرات المعارضة لعدم إدانة رجال شرطة بيض قتلوا شبابا سودا».. وثانيا: «أخبار الرهينة سومرز الذي كان يعتقله تنظيم القاعدة في اليمن».
وكانت هناك، كالعادة، تغطيات سوريا والعراق والإرهاب، حيث نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، خلال حملة على الفساد، قال إن هناك 50 ألف جندي في الجيش يتقاضون مرتبات لكنهم ليسوا جنودا محاربين. ونقل تلفزيون «سي إن إن» مناظر لما بعد هجمات منظمة «بوكو حرام» في نيجيريا. مناظر من مايدوجوري وداماتورو، تركت ما لا يقل عن 77 قتيلا، بينهم 33 شرطيا، و6 جنود، و20 متشددا إسلاميا.
ونقل تلفزيون «سي إن إن»، أيضا، صور ما بعد عملية انتحارية قتلت تسعة أشخاص على الأقل، بينهم شرطيان، في جنازة لزعيم قبلي في ولاية بغلان شمال أفغانستان.
ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» خبر هجوم على معسكر للجيش ترك 11 جنديا هنديا، وثمانية مسلحين كشميرين، قتلى في عاصمة ولاية كشميرر، سريناجار.
وفي منتصف الأسبوع، مع استمرار مظاهرات السود والمحسوبين عليهم، ومع استمرار احتجاز الرهينة سومرز، نقل تلفزيون «فوكس» أخبارا مثيرة عن فضائح اهتم بها الأميركيون. منها أن بيل كوسبي، نجم التلفزيون المخضرم، والمتهم باغتصاب عشر نساء بيضاوات خلال الأعوام الخمسين الماضية، رفع دعوى قضائية مضادة ضد النساء اللائي اتهمنه بالاعتداء الجنسي. وقال إنهن يردن ابتزاز ماله. وأيضا، ركز تلفزيون «فوكس» على فضيحة اغتصاب طالبة في جامعة فرجينيا. كانت مجلة «رولنغ ستون» نشرت تقريرا طويلا ومفصلا، أثار اهتمام الأميركيين. لكن، تراجعت المجلة بعد أسبوع من نشر التقرير. وقالت إن بعض المعلومات في التقرير ليست صحيحة، وإن المجلة لم تستجوب المتهمين باغتصاب الطالبة.
وفي منتصف الأسبوع، أيضا، نجحت «أوريون»، المركبة الفضائية الأميركية في رحلة تاريخية، وغطت كثير من كاميرات قنوات تلفزيونية رئيسية هبوط المركبة بأمان في المحيط الهادي. ويعتبر نجاح الرحلة بداية خطة طويلة المدى لإرسال إنسان إلى كوكب المريخ. وفي منتصف الأسبوع، بالإضافة إلى مظاهرات قتل الأسود براون، بدأت مظاهرات بعد أن قررت هيئة محلفين في نيويورك عدم إدانة شرطي أبيض قتل الأسود إريك غارنر. ومرة أخرى، تدخل وزير العدل، إريك هولدر، وقال إنه سيحقق في ظاهرة تبرئة رجال شرطة بيض قتلوا سودا.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» خبر توقع حل الحكومة الإسرائيلية، وإجراء انتخابات مبكرة في مارس (آذار) المقبل. ونشرت أيضا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فصل وزيرة العدل تسيبي ليفني، ووزير المالية يائير لابيد، وسط انهيار وشيك للائتلاف الحاكم. ومع نهاية الأسبوع، استمرت المظاهرات المعارضة لعدم إدانة رجال شرطة بيض قتلوا شبابا سودا. وتكررت المظاهرات في مدن مثل نيويورك، وبوسطن، وشيكاغو، وكليفلاند، وجاكسونفيل، وميامي، وواشنطن. ومثل متظاهرون تمثيليات قتل مايكل براون (في فيرغسون)، وإريك غارنر (في نيويورك). وتستمر المظاهرات.