الفوز على مانشستر سيتي قبل 5 سنوات بداية مجد صنعه كلوب مع ليفربول

فيرمينو تحول بعد هذه المباراة من لاعب يقدم أداءً باهتاً إلى مهاجم من الطراز الأول

فيرمينو يحرز هدف ليفربول الثالث في شباك مانشستر سيتي (أ.ب)
فيرمينو يحرز هدف ليفربول الثالث في شباك مانشستر سيتي (أ.ب)
TT

الفوز على مانشستر سيتي قبل 5 سنوات بداية مجد صنعه كلوب مع ليفربول

فيرمينو يحرز هدف ليفربول الثالث في شباك مانشستر سيتي (أ.ب)
فيرمينو يحرز هدف ليفربول الثالث في شباك مانشستر سيتي (أ.ب)

في المواجهة بين الغريمين اللذين أصبحا تقليديين مؤخراً أقام مانشستر سيتي ممراً شرفياً لنادي ليفربول بمناسبة حصوله على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أنه قسى عليه بعد ذلك وسحقه برباعية نظيفة. وبسبب تفشي فيروس كورونا والظروف الحالية التي تقام فيها المباريات من دون جمهور، لم يحتفل «الريدز» بهذا الإنجاز بين جماهيرهم واكتفوا بسماع مكبرات الصوت على ملعب «الاتحاد»، وهي ترحب بهم وتهنئهم بالفوز. لكنني أود الإشارة إلى أن المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب «الاتحاد» قبل خمس سنوات من الآن كانت بمثابة «بداية المجد» الذي صنعه المدير الفني الألماني يورغن كلوب مع ليفربول.
ففي يوم السبت الموافق الحادي والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015. فاز ليفربول على مانشستر سيتي في عقر داره بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، بشكل غير متوقع تماماً. وكانت هذه المباراة بمثابة إعلان عما يمكن أن يقدمه الريدز تحت قيادة كلوب، رغم أنها كانت المباراة الثامنة فقط للمدير الفني الألماني على رأس القيادة الفنية للريدز، ورغم أن ليفربول كان قد تعادل في ثلاث مباريات سابقة وخسر على ملعبه أمام كريستال بالاس في المباريات السبعة التي لعبها تحت قيادة كلوب. ومع ذلك، كانت هذه المباراة بمثابة نقطة الانطلاق الحقيقية في مسيرة الفريق تحت قيادة كلوب، ليس فقط بسبب النتيجة العريضة التي حققها، ولكن أيضاً بسبب الأداء القوي الذي قدمه اللاعبون، والذي كان يعد أول «عرض» لكرة القدم التي يسعى كلوب لتقديمها مع ليفربول.
وكان لاعبو ليفربول يتحلون بالشراسة والقوة في تلك المباراة، وكانوا لا يتوقفون عن تهديد مرمى مانشستر سيتي بالهجمات المرتدة الخطيرة، ونقل الكرة بسرعة كبيرة ودقة متناهية بطول الملعب وعرضه. ويتلخص الأداء الممتع والساحر الذي قدمه ليفربول في هذه المباراة في الهدف الأول الذي جاء بعد سبع دقائق فقط من بداية المباراة، عندما وضع إلياكويم مانغالا الكرة في شباكه وهو يحاول إبعاد الكرة العرضية الخطيرة التي لعبها روبرتو فيرمينو.
قال مارتن تايلر في تعليقه على هذا الهدف: «كان ليفربول ينقل الكرات بكثير من الثقة»، وهو الأمر الذي كان واضحاً بشكل خاص في الهدفين التاليين لليفربول، حيث أرسل فيرمينو كرة عرضية أخرى إلى منطقة جزاء مانشستر سيتي، ليضعها فيليب كوتينيو هذه المرة في الشباك، قبل أن يتبادل اللاعبان الأدوار بعد 32 دقيقة ويصنع كوتينيو هدفاً لفيرمينيو، لتصبح النتيجة تقدم الريدز بثلاثية نظيفة. وخلال تلك المباراة، تحلى لاعبو ليفربول بالصبر والثقة، وهو ما جعل غاري نيفيل، الذي كان يعلق على أحداث المباراة، يصف أداء ليفربول بأنه «رائع للغاية». وفي الحقيقة، كان ليفربول يستحق التقدير والثناء على هذا الأداء الراقي في تلك المباراة. ورغم أن مانشستر سيتي رد بهدف عبر مهاجمه الأرجنتيني سيرجيو أغويرو قبل نهاية الشوط الأول بدقيقة واحدة، فإنه لم يتمكن من الصمود أمام الأداء المذهل من جانب لاعبي ليفربول، الذين تمكنوا من إحراز الهدف الرابع بتسديدة قوية من مارتن سكريتل في 81 من عمر اللقاء.
لقد كان فوزاً مذهلاً ومستحقاً. صحيح أن مانشستر سيتي لم يكن بنفس القوة التي عليها الآن وكان يواجه صعوبات كبيرة في الموسم الأخير لمانويل بيليغريني في قيادة الفريق، لكنه كان لا يزال منافساً عنيداً، خاصة عندما يلعب على ملعبه وبين جماهيره. لكن في تلك المباراة، نجح ليفربول في التلاعب بمانشستر سيتي على ملعب «الاتحاد». وقال بيليغريني بعد صافرة النهاية: «لقد كانت كارثة كاملة».
لقد شعر المدير الفني التشيلي بأن السبب وراء هذه الهزيمة الثقيلة يتمثل في الأخطاء القاتلة من جانب لاعبيه في النواحي الدفاعية والهجومية على حد سواء، لكن الحقيقة التي كانت واضحة للجميع هي أن ليفربول كان قوياً للغاية. ورغم أن ليفربول قد أنهى المباراة باستحواذ على الكرة أقل من مانشستر سيتي (بنسبة 42 في المائة)، لكن لاعبي ليفربول ركضوا أكثر من لاعبي مانشستر سيتي - 110.36 كيلومتر مقابل 108.46 كيلومتر - وكانت تسديداتهم على المرمى أكثر (23 تسديدة مقابل 14 تسديدة).
وكان لاعبو ليفربول يركضون بشكل مثير للدهشة في المباريات السابقة، وخاصة في أول مباراة تحت قيادة كلوب، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي أمام توتنهام في السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول). لكن الأمر الذي جعل أداء ليفربول في هذه المباراة أفضل من أدائه في المباريات السابقة، بما في ذلك الفوز الذي حققه خارج ملعبه على حامل اللقب تشيلسي خارج ملعبه، كان يتمثل في الأداء الجماعي الرائع والتماسك الكبير بين جميع اللاعبين، بالإضافة إلى الأداء الخرافي من النجم البرازيلي روبرتو فيرمينو. وقبل هذه المباراة، لم تكن الأمور تسير بشكل جيد مع فيرمينو، الذي كان يبلغ من العمر 24 عاماً آنذاك، منذ انضمامه لليفربول قادماً من هوفنهايم الألماني مقابل 29 مليون جنيه إسترليني في فترة الانتقالات الصيفية السابقة، ولم يقدم الأداء المقنع تحت قيادة بريندان رودجرز وفي المباريات الأولى لكلوب في النادي أيضاً. وكان كلوب قد أشرك فيرمينو مرتين في مركز صانع الألعاب، ومرة واحدة في مركز المهاجم الصريح - في المباراة التي فاز فيها ليفربول على تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج». ورغم أن فيرمينو لعب بشكل جيد في تلك المباريات، فإنه لم يقدم مستويات مذهلة كتلك التي قدمها أمام مانشستر سيتي، ولم يحرز أي أهداف في تلك المباريات.
لكن كل هذه الأشياء تغيرت تماماً على ملعب «الاتحاد». لقد دفع كلوب بفيرمينو في مركز المهاجم مرة أخرى، لكن هذه المرة لعب المهاجم البرازيلي في مركز المهاجم الوهمي في خط هجوم مكون من ثلاثة لاعبين، وهو الأمر الذي سمح له بالتحرك في مناطق الخطورة داخل منطقة جزاء السيتزنز. لقد كانت هذه المباراة هي الانطلاقة الحقيقية لفيرمينو. ورغم أن فيرمينو لم يكن هو أفضل لاعب في الملعب - كان أفضل لاعب في المباراة هو كوتينيو، الذي كان يلعب ناحية اليسار، بينما كان آدم لالانا يلعب ناحية اليمين - لكنه كان مذهلاً وسجل الهدف الأول في مسيرته مع ليفربول، وصنع هدفين آخرين، وشكل خطورة دائمة على مرمى مانشستر سيتي. وبعد ذلك، واصل فيرمينو تألقه ليصبح أحد الأعمدة الأساسية في الفريق الذي فاز بدوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، والأهم من ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد نجح كلوب في أن يجعل لاعبيه يلعبون بكل قوة وشراسة ووعي خططي وتكتيكي، ثم بنى على هذه الأسس طوال السنوات التالية ليكون فريقاً قوياً للغاية وقادراً على البقاء في القمة لفترة طويلة. ويجب أنه بعيداً عن فيرمينو، فإن التشكيلة التي فازت على مانشستر سيتي في ذلك اليوم لم يتبق منها سوى ثلاثة لاعبين فقط في الفريق الحالي لليفربول. لقد نجح كلوب في غرس روح الجماعية والوحدة بين ا للاعبين، سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو ما يعني أن ليفربول ليس مجرد نادٍ ناجح للغاية ولكنه سعيد أيضاً.
ومن المثير للدهشة أن أول مباراة يلعبها ليفربول بعدما حسم اللقب رسمياً للمرة الأولى منذ 30 عاماً، كانت أمام مانشستر سيتي على ملعب «الاتحاد» أيضاً، لكن هذه المرة كان ليفربول هو من خسر بأربعة أهداف نظيفة، لكي يدرك أن الحفاظ على النجاح يتطلب بذل الكثير من الجهد والتطوير وعدم الاكتفاء بما قدمه الفريق خلال الفترة الماضية.


مقالات ذات صلة

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.


«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.