في تايلاند... «القردة العبيد» تقطف ثمار جوز الهند وهي مقيدة بالسلاسل

قرد يتسلق شجرة لالتقاط ثمار جوز الهند في تايلاند (أ.ف.ب)
قرد يتسلق شجرة لالتقاط ثمار جوز الهند في تايلاند (أ.ف.ب)
TT
20

في تايلاند... «القردة العبيد» تقطف ثمار جوز الهند وهي مقيدة بالسلاسل

قرد يتسلق شجرة لالتقاط ثمار جوز الهند في تايلاند (أ.ف.ب)
قرد يتسلق شجرة لالتقاط ثمار جوز الهند في تايلاند (أ.ف.ب)

ينتمي «كولاب» إلى فصيلة قردة «المكاك» التي تعيش مع عائلة ضخمة في أشجار الغابات المطيرة بجنوب تايلاند.
ويعرف «كولاب» بأنه ذكي واجتماعي، وقادر على توصيل الأفكار والمشاعر؛ ربما لأشقائه وأمه، التي كان ينبغي أن تكون إلى جانبه لسنوات لحمايته ورعايته أثناء اللعب. ولكن بدلاً من ذلك، عندما كان لا يزال رضيعاً، جرى انتزاعه من الغابة مقيداً بسلسلة من العنق، والدفع به إلى قفص بالكاد يكفي لحمله ونقله إلى «مدرسة القردة» المختصة، وفقاً لتقرير لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وهناك تم تدريبه على تسلق أشجار جوز الهند التي يبلغ ارتفاعها 100 قدم، مقيداً دائماً، واختيار ما يصل إلى ألف من ثمار فاكهة جوز الهند يومياً.
وجسده ليس أكبر بكثير من ثمرة جوز الهند نفسها، لكنه تعلم كيفية استخدام قوته لنزع ثمرة جوز الهند من جذعها وإسقاطها على الأرض، ويلعب دوره في سوق حليب جوز الهند التايلاندي، التي تبلغ قيمتها 315 مليون جنيه إسترليني، ويتم شراء نحو 8 في المائة منه من قبل المملكة المتحدة.
وحدد تحقيق سري أجرته منظمة «بيتا» المعنية بحقوق الحيوانات، هذا الأسبوع، 13 مزرعة ومدرسة تدريب في جنوب تايلاند؛ حيث تجبر القردة على قطف جوز الهند للتصدير حول العالم.
وجرى تدريب كثيرين، مثل «كولاب»، بقسوة لمدة 3 أشهر ليس فقط على حصاد جوز الهند؛ ولكن أيضاً على ركوب الدراجات الهوائية، ولعب كرة السلة واليوغا، والتظاهر برفع الأثقال، بهدف مضاعفة دورها في الترفيه عن السياح والحصول على المال.
وبمجرد تدريبها، يجري بيعها للمزارعين مقابل 30 ألفاً و100 ألف بات تايلاندي (بين 750 جنيهاً و2500 جنيه إسترليني).
وقال جايسون بيكر، نائب الرئيس الأول للحملات الدولية في «بيتا»: «هذه الحيوانات، التي تم الاستيلاء على بعضها من بيئتها الطبيعية كأطفال، لا يمكنها اللعب أو العيش مع عائلاتها». وتابع: «إنها محرومة من الحرية وأي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية، وأساليب التدريب في هذه الصناعة قاسية ومضرة نفسياً».
وغالباً ما تكون الآثار العقلية على المخلوقات أسوأ بكثير من الجسدية.
والحيوانات الاجتماعية «القردة العبيد» تعاني من الوحدة الرهيبة والاكتئاب، وتحزن على أصدقائها. كما أن متوسط العمر المتوقع لديها هو 15 عاماً فقط مقارنة بـ36 عاماً لتلك التي تعيش في الغابات.
وبالطبع، يمكن أن يقوم البشر بمهمة قطف جوز الهند، ولكنهم ليسوا فعالين مثل قردة «المكاك»، وعادة ما يكون متوسط الكمية التي يحصدها البشر 80 ثمرة من جوز الهند في اليوم، أما القردة فيمكنها جمع أكثر من ألف.
ويوفر جوز الهند مصدراً حاسماً للدخل في البلدان الفقيرة. ولكن هناك طرق للقيام بذلك للحد من التأثير البيئي وتعظيم الفوائد للسكان المحليين.


مقالات ذات صلة

ترقُّب فرخ ثالث لاكتمال عائلة النسرَيْن الشهيرَيْن «جاكي» و«شادو»

يوميات الشرق العائلة تكبُر (أصدقاء وادي بيغ بير)

ترقُّب فرخ ثالث لاكتمال عائلة النسرَيْن الشهيرَيْن «جاكي» و«شادو»

تتصاعد المشاعر المشحونة بالترقُّب حيال عشّ النسرين الشهيرين «جاكي» و«شادو»، بعد شرخ دقيق في البيضة الثالثة، إيذاناً ببدء مرحلة الفَقْس...

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
المهارة (رويترز)

الإنسان صنع الأدوات بعظام الحيوانات قبل 1.5 مليون سنة

أظهر بحثٌ جديدٌ أنَّ البشر الأوائل استخدموا عظام الحيوانات بانتظام لصنع أدوات حادّة قبل نحو 1.5 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفئران المعدلة وراثياً ذات لون أفتح من الفئران المعملية العادية (شركة كولوسال)

علماء يبتكرون «فأراً صوفياً» لإحياء حيوان الماموث

ابتكر العلماء فأراً صغيراً بشارب مجعد وشعر متموج وخفيف ينمو أطول بـ3 مرات من شعر فأر المعمل العادي. ويجسد القارض المعدل وراثياً عدداً من السمات الصوفية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة مجهرية معززة بالألوان تُظهر دباً مائياً (ناشيونال جيوغرافيك - آي أوف ساينس)

«دب الماء»... حيوان صغير يُنتج بروتيناً يمكنه إحداث ثورة بعلاج السرطان

أظهرت دراسة جديدة أن أكثر الحيوانات قدرة على الصمود في العالم، وهو دب الماء المجهري ينتج بروتيناً مقاوماً للإشعاع يمكن أن يحدث ثورة في علاج السرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق حوت وقع في شباك الصيد قبل أن يتمكن رجال الإنقاذ من تحريره بالقرب من الشاطئ في ميدزيزدروي في بولندا 26 فبراير 2025 (أ.ب)

نفوق حوت نادر مهدَّد بالانقراض قبالة ساحل سلطنة عمان

نفقَ قبالة سواحل سلطنة عمان حوت من نوع نادر مهدد بالانقراض يُعرف بـ«حوت بحر العرب الأحدب»، على ما أعلنت هيئة البيئة العمانية الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (مسقط)

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
TT
20

روبوت بحجم راحة اليد ينفذ مهام دقيقة في البيئات القاسية

الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)
الروبوت الجديد يعتبر أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة (جامعة يوكوهاما الوطنية)

طوّر مهندسون من جامعة يوكوهاما الوطنية في اليابان روبوتاً بحجم راحة اليد، قادراً على العمل بدقة فائقة في جميع الاتجاهات، حتى في أكثر البيئات قسوةً وتطرفاً.

وأوضحت النتائج، التي نشرت الجمعة، بدورية «Advanced Intelligent Systems» أن الروبوت الجديد يمكنه العمل في البيئات المعزولة، والمختبرات عالية الأمان، وحتى البيئات الفضائية، حيث يصعب على البشر التدخل.

واستلهم الباحثون تصميم الروبوت (HB-3) من خنافس وحيد القرن، وهي حشرات معروفة بحركتها القوية والمتعددة الاتجاهات، ما جعلها نموذجاً مثالياً لتطوير روبوت صغير يتمتع بالاستقلالية والدقة الفائقة. ويبلغ وزن الروبوت، الملقّب بـ«الخنفساء الآلية»، 515 غراماً فقط، وحجمه لا يتجاوز 10 سنتيمترات مكعبة، وهذا يجعله أحد أصغر الروبوتات القادرة على العمل في بيئات معقدة.

ويتميز الروبوت بقدرة فريدة على التحرك في جميع الاتجاهات بدقة عالية، معتمداً على مشغلات كهروضغطية (Piezoelectric Actuators)، وهي تقنية تحول الطاقة الكهربائية إلى حركة ميكانيكية دقيقة للغاية. وتعمل هذه المشغلات بطريقة تشبه العضلات الصناعية، حيث تتمدد أو تنكمش عند تطبيق مجال كهربائي، مما يمنح الروبوت قدرة غير مسبوقة على التحرك بدقة تصل إلى مستوى النانومتر.

ووفق الباحثين، يتم التحكم بحركات الروبوت عبر دائرة قيادة مدمجة تعمل بمعالج متقدم، ما يتيح له تنفيذ مهام معقدة دون الحاجة إلى كابلات خارجية. كما زُوّد بكاميرا داخلية وتقنيات تعلم آلي، وهذا يسمح له بالتعرف على الأجسام وضبط حركاته في الوقت الفعلي وفقاً للبيئة المحيطة به.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنه استخدام أدوات مختلفة، مثل ملقط دقيق لالتقاط وتجميع المكونات، وحاقن صغير لوضع قطرات دقيقة من المواد، كما يمكن تحويل أدواته إلى مجسات قياس، أو مكواة لحام، أو مفكات براغي، مما يمنحه مرونة واسعة للاستخدام في نطاقات مختلفة.

وأظهرت الاختبارات كفاءة عالية للروبوت في تنفيذ مهام متعددة داخل بيئات مغلقة، باستخدام أدوات دقيقة مثل ملقاط تجميع الشرائح الدقيقة أو محاقن لتطبيق كميات متناهية الصغر من السوائل، حيث حقق دقة فائقة مع معدل نجاح بلغ 87 في المائة.

بيئات صعبة

ووفق الباحثين، صُمم الروبوت للعمل في بيئات يصعب فيها التدخل البشري، حيث يمكن استخدامه في الجراحة الدقيقة ودراسة الخلايا، إضافة إلى تحليل المواد النانوية داخل البيئات المعقمة، ما يجعله أداة مهمة في مختبرات التكنولوجيا الحيوية والفيزياء المتقدمة.

وفي الصناعة الدقيقة، يساهم الروبوت في تصنيع المكونات الإلكترونية الصغيرة مثل رقائق أشباه الموصلات، مع القدرة على العمل في البيئات القاسية مثل الفراغ أو الغرف ذات الضغط العالي.

وخلص الباحثون إلى أن هذا الابتكار يمثل خطوة نحو روبوتات دقيقة مستقلة، مع إمكانات ثورية في المجالات الطبية والصناعية والبحثية. ورغم إنجازاته، يسعى الفريق إلى تحسين سرعة المعالجة وتطوير كاميرات إضافية لتعزيز دقة التوجيه مستقبلاً.