{إف بي آي} يعتقل مصريا بتهمة التجسس

قال إنه كان يحاول إرسال أسرار حاملة الطائرات «فورد» إلى القاهرة

مقاتلتان من طراز «إف-إيه-18» تقلعان من حاملة الطائرات اميركية
مقاتلتان من طراز «إف-إيه-18» تقلعان من حاملة الطائرات اميركية
TT

{إف بي آي} يعتقل مصريا بتهمة التجسس

مقاتلتان من طراز «إف-إيه-18» تقلعان من حاملة الطائرات اميركية
مقاتلتان من طراز «إف-إيه-18» تقلعان من حاملة الطائرات اميركية

اعتقلت شرطة مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) مصطفى أحمد عواد (35 عاما)، وهو مصري حصل مؤخرا على الجنسية الأميركية، بتهمة محاولة سرقة أسرار صناعة حاملة طائرات أميركية، وإرسال الأسرار إلى الاستخبارات المصرية.
اعتقل عواد أول من أمس، ويتوقع أن يقدم إلى المحكمة، في إجراء روتيني، غدا الاثنين. وذلك بعد متابعة استمرت شهورا.
وأمس السبت، قال ممثلو الادعاء، الذين سيقدمون القضية إلى المحكمة، إن عواد حاول سرقة بيانات تكنولوجية في تصاميم حاملة الطائرات «جيرالد فورد» التي تصنع الآن في القاعدة العسكرية البحرية في نورفولك (ولاية فرجينيا)، وإنه قدم المعلومات إلى عميل أميركي مصري يعمل مع «إف بي آي»، وتظاهر العميل بأنه ضابط في الاستخبارات المصرية.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» (أ.ب) معلومات من وثيقة الاتهام، جاء فيها أن عواد بدأ يعمل مع سلاح البحرية الأميركي في بداية هذا العام، في قسم الهندسة النووية في حوض بناء السفن في نورفولك، وأن عميلا سريا يتحدث اللغة العربية اتصل بعواد في سبتمبر (أيلول) الماضي. وخلال اجتماع بينهما، سجله العميل السري، أكد عواد أنه ينوى استخدام ثقة الأميركيين فيه للحصول على التكنولوجيا العسكرية التي تريدها الاستخبارات والقوات المسلحة المصرية. وفي اجتماع آخر، مسجل أيضا، وصف عواد خطة للتحايل على الكومبيوتر الرئيسي في القسم الذي يعمل فيه، وذلك عن طريق تثبيت برنامج يمكنه من نسخ الوثائق دون أن يطلق الكومبيوتر إنذار الاستنفار الأمني.
وحسب شهادة العميل، طلب عواد 1500 دولار لشراء كاميرا متطورة جدا لتصوير الوثائق. وفي وقت لاحق، وجد عواد 3000 دولار نقدا في مكان سري اتفقا عليه مسبقا، وأخذ المبلغ، وترك أقراص كومبيوتر في نفس المكان.
ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن حاملة الطائرات «جيرالد فورد» ستكون أكثر حاملة طائرات تطورا من الناحية التكنولوجية، وأنها ستكلف 13 مليار دولار، وتحمل 5 آلاف شخص، و75 طائرة، وأن عواد مصري ولد في السعودية، وعاد إلى مصر، وفي عام 2007 قابل وتزوج مواطنة أميركية، ثم جاءا إلى الولايات المتحدة، وحصل على الجنسية الأميركية، وأن العميل الأميركي المصري اسمه يوسف، ولم تنشر الصحيفة اسمه كاملا، وأنه يعمل مع مكتب «إف بي آي» في واشنطن العاصمة.



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».