شرطة «حماس» تمنع اصطحاب الكلاب إلى الأماكن العامة في غزة

الشاب الفلسطيني أسامة الدحدوح بصحبة كلبه في غزة (أ.ف.ب)
الشاب الفلسطيني أسامة الدحدوح بصحبة كلبه في غزة (أ.ف.ب)
TT

شرطة «حماس» تمنع اصطحاب الكلاب إلى الأماكن العامة في غزة

الشاب الفلسطيني أسامة الدحدوح بصحبة كلبه في غزة (أ.ف.ب)
الشاب الفلسطيني أسامة الدحدوح بصحبة كلبه في غزة (أ.ف.ب)

اعتاد الشاب الفلسطيني أسامة الدحدوح اصطحاب كلبه في كل صباح في نزهة على رصيف كورنيش بحر مدينة غزة، لكن قراراً لشرطة «حماس» بمنع الكلاب في الأماكن العامة، أجبره على الاكتفاء بالمشي مع حيوانه على سطح المنزل.
يقوم أسامة (19 عاماً) مع شروق شمس كل صباح بتجهيز كلبه وتقديم الفطور له قبل أن يصعد به إلى سطح منزله المكون من ثلاث طبقات، ويمشي معه لنحو ربع ساعة ثم يعيده إلى بيته الخشبي تحت شجرة زيتون داخل سور المنزل.
وتقول شرطة «حماس» إنها أصدرت قرار المنع بعد تلقيها شكاوى كثيرة من مواطنين أزعجتهم الكلاب التي تتجول مع أصحابها، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقررت الشرطة منع اصطحاب الكلاب إلى الأماكن العامة والشواطئ في القطاع، مشددة على أنها غير صحية وغير آمنة.
وقال المتحدث باسم الشرطة العقيد أيمن البطنيجي في بيان: «لن يتم السماح للمُخالفين بتعكير صفو المصطافين على شاطئ البحر وفي الأماكن العامة، سيتم مصادرة الكلاب التي بحوزتهم، وإحالتها لجهات الاختصاص».
ولا يؤثر هذا القرار سلباً على الدحدوح وحده، بل على مئات من هواة تربية الكلاب في القطاع.
وكان أسامة اشترى كلبه «ستيف» البالغ شهرين، بمائتي دولار، وهو من فصيلة «جيرمان شيبرد».

يقول الدحدوح إنه يهوى تربية الكلاب واللعب معها، «كنت آخذ الكلب يومياً في الصباح أو المساء إلى الكورنيش لأتمشى معه وليسبح في البحر». لكنه يضيف: «بعد قرار المنع بت لا أستطيع المشي معه إلا على سطح المنزل لأن الجيران يتذمرون» من الكلب، معتبراً القرار «متعباً وسيئاً». ويوضح أن «عدم مشي الكلب يؤثر سلباً على صحته ويصبح سيء المزاج ويمكن أن يهاجم الناس».
ويوفر الدحدوح بعض المال من مصروفه الشخصي لشراء قطع الدجاج أو السمك لإطعام كلبه، كما يصطحبه كل أسبوعين إلى الطبيب البيطري في عيادته القريبة من نزل العائلة.
أنشأ المدرب السابق في الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية سعيد العر، مع بعض الهواة جمعية لحماية الكلاب الضالة في غزة، على مساحة أربعة دونمات.

وتعنى هذه الجمعية بحسب العر، بتقديم الاستشارات المجانية لمربي الكلاب المنزلية.
ويقول العر: «تنتشر في غزة ثقافة تربية الكلاب والقطط وتبنيها. في غزة اليوم المئات من مربي الكلاب المنزلية».
ففي السنوات الأخيرة، بدأ الكثير من الشباب يتفاخرون باقتناء الكلاب من الأنواع النادرة.
فاشترى محمود فطوم (19 عاماً) كلبه بسعر 900 دولار.
ويحاول محمود إقناع جيرانه بتقبل فكرة اصطحاب كلبه في الشارع المقابل لمنزله، ويقول: «لا بد أن يعتاد الكلب على مشاهدة الناس».
وهو كان يصطحب مع ثلاثة من أصدقائه كلابهم في كل يوم جمعة إلى شاطئ البحر للعب والسباحة ثم يعود لبيته.

أما الآن مع قرار المنع «أصبحنا نتمشى في الشارع بجانب البيت، وهذا مزعج للأطفال، ويتسبب بمتاعب كثيرة مع الجيران».
ويقول مربي الكلاب المهندس الزراعي محمد أبو الخير، إن العديد من فصائل الكلاب مثل جيرمان شيبرد ودوبرمان ووولف وبيتبول، موجودة في غزة، بفضل انتشار ثقافة تربية الكلاب. ويضيف: «يتم إدخالها بشكل رسمي عبر معبر كرم أبو سالم التجاري أو تهريبها من مصر إلى القطاع».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.