اجتماعات وزراء الداخلية الأوروبيين: مزيد من التنسيق في مجال تبادل المعلومات الأمنية

في إطار مساع لمواجهة الإرهاب والفكر المتشدد والحد من سفر المقاتلين الأجانب

اجتماعات وزراء الداخلية الأوروبيين: مزيد من التنسيق في مجال تبادل المعلومات الأمنية
TT

اجتماعات وزراء الداخلية الأوروبيين: مزيد من التنسيق في مجال تبادل المعلومات الأمنية

اجتماعات وزراء الداخلية الأوروبيين: مزيد من التنسيق في مجال تبادل المعلومات الأمنية

أظهرت نتائج اجتماعات وزراء داخلية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي استضافتها بروكسل أول من أمس، أن ملف التنسيق في مجال تبادل المعلومات الأمنية لمواجهة خطر تسفير المزيد من الشباب للقتال في الخارج لا يزال يواجه صعوبات، خاصة أن الاجتماعات الوزارية الأوروبية المماثلة دأبت طوال السنوات الثلاث الأخيرة على تكرار الدعوة إلى مزيد من التعاون في ما يتعلق بالتنسيق وتبادل المعلومات الأمنية لمواجهة الإرهاب ونشر الفكر الراديكالي المتشدد، والذي يحرض على السفر إلى الخارج للمشاركة في العمليات القتالية، خاصة في سوريا والعراق.
ويرى العديد من المراقبين في بروكسل أن الدليل على عدم حدوث خطوات كبيرة في مجال التنسيق وتبادل المعلومات الأمنية هو استمرار سفر المزيد من الشباب من الدول الأوروبية إلى مناطق الصراعات طوال الأشهر الماضية. وقال المجلس الوزاري الأوروبي ببروكسل إن ورقة عمل قدمها المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب جيل ديكروشوف كانت هي الأساس للمناقشات حول ملف المقاتلين الأجانب، التي جرت بين وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد، الجمعة، وبناء عليها أصدر الوزراء توجيها سياسيا للتركيز على تحقيق المزيد من التقدم في مجالين محددين، وهما إدخال المزيد من التحسينات في مجال تبادل المعلومات الأمنية، وثانيا الاستجابة القضائية أو بمعنى آخر استجابة العدالة الجنائية للتعامل مع ملف تجنيد وتسفير الشباب إلى الخارج.
وبحسب ما جاء في بيان صدر عقب الاجتماعات، نقل عن وزير الداخلية الإيطالي اجيلينوا الفانو، الذي تترأس بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد، قوله «لقد أخذنا فكرة عن التقدم المحرز في تنفيذ التدابير الرامية لمعالجة ظاهرة المقاتلين الأجانب، وأعرب الجميع عن الدعم لمزيد من العمل في هذا الملف»، كما اعتمد الوزراء المبادئ التوجيهية لاستراتيجية أوروبية تتعلق بمكافحة الفكر المتشدد وتجنيد الأشخاص للمشاركة في العمليات القتالية. وفي شأن ذي صلة اتفق الوزراء على الضرورة الملحة لاعتماد التوجيه المتعلق باستخدام السجل الخاص بالبيانات الشخصية للركاب في الاتحاد الأوروبي، في إطار الوقاية والكشف المبكر والملاحقة القضائية للجرائم الإرهابية، والجرائم الخطرة الأخرى، وذلك بناء على تكليف صدر في هذا الصدد من مجلس الاتحاد الأوروبي، الذي يضم قادة الدول الأعضاء. وتضمن البيان الوزاري دعوة مرة أخرى إلى البرلمان الأوروبي، ليعتمد في أقرب وقت ممكن موقفا من هذا الملف، حتى يمكن البدء في المفاوضات بين المجلس والبرلمان حول هذا الصدد، تمهيدا لإصدار مشروع قانون في هذا الموضوع. وبحث الوزراء - وفق مصدر أوروبي في بروكسل - ورقة عمل أعدها المنسق الأوروبي لشؤون إدارة الإرهاب جيل ديكروشوف، وتضمن مقترحات محددة لتطوير الرد القضائي على التعامل مع المقاتلين الأجانب. كما بحث الاجتماع تحسين طرق تبادل المعلومات الأمنية حول هذه الإشكالية.



ضابط روسي هارب: كنا على استعداد لتنفيذ ضربة نووية في بداية الحرب

جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)
جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

ضابط روسي هارب: كنا على استعداد لتنفيذ ضربة نووية في بداية الحرب

جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)
جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

كشف ضابط هارب من القوات النووية الروسية عن بعض الأسرار بشأن غزو أوكرانيا، قائلاً إنه في اليوم الذي تم فيه شن الغزو في فبراير (شباط) 2022، كانت قاعدة الأسلحة النووية التي كان يخدم فيها «في حالة تأهب قتالي كامل».

وقال الضابط، الذي أطلق على نفسه الاسم المستعار «أنطون»، لشبكة «بي بي سي» البريطانية: «قبل ذلك الوقت، لم نكن نفعل شيئاً سوى التدريبات، لكن في اليوم الذي بدأت فيه الحرب، كانت الأسلحة في وضع استعداد تام».

وأضاف: «كنا مستعدين لإطلاق القوات في البحر والجو، ومن الناحية النظرية، تنفيذ ضربة نووية».

وكان أنطون ضابطاً في منشأة سرية للغاية للأسلحة النووية في روسيا. وقد عرض على «بي بي سي» وثائق تكشف عن وحدته التي كان يخدم بها ورتبته العسكرية وقاعدته.

وبعد ثلاثة أيام من اجتياح القوات الروسية للحدود الأوكرانية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قوات الردع النووي الروسية تلقت أوامر بـ«التأهب للقتال».

ويقول أنطون إن حالة التأهب القتالي كانت قائمة منذ اليوم الأول للحرب، وزعم أن وحدته «حُبست داخل القاعدة النووية».

ويضيف: «لم أكن أعرف حقاً ماذا يحدث. كنت أقوم بواجباتي تلقائياً. لم نكن نقاتل في الحرب، كنا فقط نحرس الأسلحة النووية».

وأشار إلى أن حالة التأهب ألغيت بعد نحو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

وتقدم شهادة أنطون نظرة ثاقبة إلى العمليات الداخلية السرية للغاية للقوات النووية في روسيا.

ويوضح أنطون: «هناك عملية اختيار صارمة للغاية للجنود هناك. الجميع جنود محترفون، لا يوجد مجندون عاديون».

ويضيف: «هناك عمليات تفتيش مستمرة واختبارات كشف الكذب للجميع. والأجور أعلى بكثير، ولا يتم إرسال القوات إلى الحرب. إنهم هناك إما لصد ضربة نووية أو تنفيذها».

ويقول الضابط الهارب إن «الحياة هناك كانت خاضعة لسيطرة مشددة. كان من ضمن مسؤولياتي التأكد من أن الجنود تحت قيادتي لا يصطحبون معهم أي هواتف إلى القاعدة النووية. إنه مجتمع مغلق، ولا يوجد غرباء هناك. إذا كنت تريد أن يزورك والداك، فأنت بحاجة إلى تقديم طلب إلى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي قبل ثلاثة أشهر من الزيارة».

وكان أنطون ضابطاً بوحدة أمن القاعدة، وهي قوة ردّ سريع تتولى حراسة الأسلحة النووية. ويقول عن ذلك بلهجة من الفخر: «كنا نتدرب باستمرار، كان الوقت الذي نستغرقه لردّ الفعل دقيقتين».

وتمتلك روسيا نحو 4380 رأساً نووياً عاملاً، وفقاً لاتحاد العلماء الأميركيين، ولكن 1700 رأس فقط منها جاهزة للاستخدام. وتمتلك كل الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مجتمعة عدداً مماثلاً.

وهناك مخاوف بشأن ما إذا كان بوتين قد يلجأ إلى نشر أسلحة نووية «غير استراتيجية»، التي يطلق عليها غالباً «الأسلحة التكتيكية». وهذه الصواريخ أصغر حجماً، وعادة لا تترك آثاراً إشعاعية واسعة النطاق، إلا أن استخدامها من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير في الحرب.

وبذل الكرملين كل ما في وسعه لاختبار أعصاب الغرب.

والأسبوع الماضي، صادق بوتين على تغييرات في العقيدة النووية، وهي القواعد الرسمية التي تملي كيف ومتى يمكن لروسيا إطلاق الأسلحة النووية.

ووفقاً للعقيدة النووية المحدّثة، يمكن لروسيا إطلاق الأسلحة النووية إذا تعرضت لـ«هجوم هائل» من الصواريخ التقليدية من قبل دولة غير نووية، ولكن «بمشاركة أو دعم من دولة نووية».

ويقول المسؤولون الروس إن العقيدة المحدثة «تزيل فعلياً» احتمالية هزيمة روسيا في ساحة المعركة.

ولكن هل الترسانة النووية الروسية جاهزة للعمل بكامل طاقتها؟

يرى بعض الخبراء الغربيين أن هذه الأسلحة تعود في الغالب إلى الحقبة السوفياتية، وقد لا تعمل حتى.

إلا أن أنطون وصف هذا الرأي بـ«الساذج». وأوضح قائلاً: «قد يكون هناك بعض الأنواع القديمة من الأسلحة في بعض المناطق، لكن البلاد لديها ترسانة نووية هائلة، وكمية هائلة من الرؤوس الحربية».

وأكد أن الأسلحة النووية الروسية جاهزة للعمل بشكل كامل وجاهزة للمعركة، مضيفاً أن «العمل على صيانة الأسلحة النووية يتم باستمرار، ولا يتوقف حتى لدقيقة واحدة».

وقال أنطون إنه بعد وقت قصير من بدء الحرب الشاملة، تلقى ما وصفه بـ«أمر إجرامي»، لإخبار قواته بأن «المدنيين الأوكرانيين مقاتلون ويجب تدميرهم!».

وأضاف: «هذا خط أحمر بالنسبة لي، إنها جريمة حرب. قلت إنني لن أنشر مثل هذا الكلام».

وعاقب كبار الضباط أنطون على موقفه هذا بنقله من وحدة السلاح النووي إلى وحدة عسكرية عادية في مكان آخر من روسيا، وقيل له إنه سيُرسل إلى الحرب للقتال في الصفوف الأولى.

وقبل أن يرسلوه إلى الجبهة، وقّع أنطون على بيان يرفض فيه المشاركة في الحرب ليتم فتح قضية جنائية ضده.

لكنه قرر الهرب من البلاد بمساعدة منظمة تطوعية تمدّ يد العون للهاربين من الجيش الروسي.

وقال أنطون إنه يريد أن يعرف العالم أن كثيرين من الجنود الروس كانوا ضد الحرب.