ترمب يعارض تقييم فاوتشي لوضع «كوفيد ـ 19» في أميركا

تسجيل أعلى حصيلة إصابات يومية بأكثر من 60 ألف حالة جديدة

نائب الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي حول «كورونا» أمس (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي حول «كورونا» أمس (رويترز)
TT

ترمب يعارض تقييم فاوتشي لوضع «كوفيد ـ 19» في أميركا

نائب الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي حول «كورونا» أمس (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي حول «كورونا» أمس (رويترز)

سجلت الولايات المتحدة حصيلة إصابات يومية قياسية، هي الأعلى منذ انتشار وباء «كوفيد - 19»، بـ60 ألفا و209 إصابات مؤكدة جديدة خلال أربع وعشرين ساعة وفق إحصاء جامعة جونز هوبكنز. وبذلك، يرتفع إجمالي الإصابات التي تمّ إحصاؤها في البلاد إلى نحو ثلاثة ملايين. كما توفّي أكثر من 1100 شخص جراء «كوفيد - 19» في الولايات المتحدة في يوم واحد، ليرتفع إجمالي الوفيات على أراضيها إلى 131 ألفا و362 حالة منذ بداية الأزمة الصحية العالمية. وقال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، في مؤتمر صحافي حول الوباء بواشنطن أمس: «أجرينا حتى الآن فحوصا لأكثر من 39 مليون أميركي»، مضيفا «من بين هؤلاء، تبينت إصابة أكثر من ثلاثة ملايين أميركي فيما تعافى أكثر من 1.3 مليون أميركي».
ويضرب وباء «كوفيد - 19» منذ أسابيع ولايات جنوب وغرب الولايات المتحدة. إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تمسك بالتفاؤل، مؤكّدا أن التوصل إلى لقاح بات على بعد شهور فقط، وأن «99 في المائة» من الحالات ليست خطيرة. في المقابل، أثار بعض المسؤولين المحليين فكرة فرض أوامر جديدة للحجر المنزلي. وفي الأسبوع الأول من شهر يوليو (تموز)، سجلت 19 ولاية، منها كاليفورنيا وهاواي وميزوري ومونتانا وأوكلاهوما وتكساس، زيادة قياسية في عدد الحالات الجديدة، وفقا لإحصاء «رويترز». وفي حين ترجع الزيادة في بعض الأحيان إلى إجراء المزيد من الاختبارات، تزداد حالات الإصابة بمعدلات لم يسبق لها مثيل في ولايات كثيرة. وفي هذا الصدد، قلّل ترمب من أهمية أعداد الإصابات المتزايدة، مشيرا إلى أنها نتيجة زيادة الفحوصات. وتجري الولايات المتحدة حاليا فحوصات لنحو 600 ألف شخص يوميا، وفق «مشروع تتبع كوفيد» الذي يديره متطوعون في البلاد، لكنها غير كافية بالنسبة لخبراء الصحة نظرا للعدد الكبير من الإصابات المؤكدة التي يتم اكتشافها. وقال مسؤولون فيدراليون الثلاثاء إنهم سيوفّرون فحوصات مجانية لمرضى «كوفيد - 19» للأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض لاحتواء تفشي الفيروس في ثلاث بؤر في الجنوب.
وفي موازاة ارتفاع عدد الفحوصات، بدأ عدد حالات دخول المستشفيات في الارتفاع بدوره منذ أواخر يونيو (حزيران)، بعد تباطؤ في الأسابيع السابقة. ودخل ما يربو على 38600 مريض بـ«كوفيد - 19» المستشفيات في الأيام السبعة الماضية، مقارنة بمتوسط يزيد قليلا على 32 ألفا في أوائل يونيو، بحسب وكالة «رويترز».
إلى ذلك، ظهرت في الأيام الأخيرة خلافات علنية بين إدارة الرئيس ترمب ومستشاريه الصحيين حول السبل الأفضل لاحتواء تفشي الوباء. وأكد ترمب، الثلاثاء، أنه لا يتفق مع تقييم كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي بشأن الوضع الخطير الذي تواجهه البلاد. وكان مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية فاوتشي، قد قال في تصريحات مباشرة على «فيسبوك» و«تويتر» الاثنين، إن «الوضع الحالي غير جيد حقا». وتابع: «لا نزال غارقين في الموجة الأولى» من الإصابات بـ(كوفيد - 19) لكن ترمب أكد في مقابلة تلفزيونية عدم اتفاقه مع فاوتشي، الشخصية الأبرز في فريق العمل التابع للبيت الأبيض لمكافحة الوباء.
وقال: «أعتقد أننا في موقع جيد. لا أتفق معه». وانتقد الرئيس نصائح فاوتشي، مصرّحا: «قال الدكتور فاوتشي لا تضعوا الكمامات، والآن يقول ضعوها»، مضيفا أن الخبير الصحي «قال أمورا عديدة» اعتبرها ترمب «نصائح سيئة». وأضاف «قمنا بعمل جيد... أعتقد أننا سنكون في وضع جيد للغاية» في غضون بضعة أسابيع.
في سياق متصل، يضغط الرئيس ترمب من أجل إعادة فتح المدارس في الخريف، وذلك رغم استعداد مسؤولين محليين في مختلف أنحاء البلاد لتعليق أو تأخير فتح المدارس بسبب تصاعد الإصابات.
وطالبت الشركات والجماعات المحافظة بإعادة فتح المدارس بشكل آمن، لأن ذلك مهم لعودة الآباء إلى العمل وإحياء الاقتصاد الأميركي.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.