الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية: اليمن على حافة كارثة وشيكة

قال أن إشراك إيران في رسم استراتيجية المنطقة يحتاج إلى التحاور والتعاون والثقة

د. عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (أ.ب)
د. عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (أ.ب)
TT

الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية: اليمن على حافة كارثة وشيكة

د. عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (أ.ب)
د. عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (أ.ب)

قال الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الجلسة المسائية لحوار المنامة العاشر، التي كانت بعنوان «تطوير النهج الجماعي نحو القضايا الأمنية في المنطقة»، إن إشراك إيران في رسم استراتيجية المنطقة يحتاج إلى التحاور والتعاون والثقة، مشيرا إلى وجود فرص أمام إيران لبناء الثقة ومنها المبادرة بإعادة الجزر الإماراتية ووقف أعمال حزب الله في سوريا وما عليها إلا استغلال هذه الفرص. كما أكد الزياني أن اليمن، وعلى الرغم من الدعم الذي يتلقاه، أصبح على «حافة كارثة وشيكة بسبب بعض الأطراف».
قال الدكتور عبد اللطيف الزياني إن العلاقة بين دول المجلس قوية، وخرجت أكثر قوة وتفاهما وتضامنا من أزمة الخلاف الخليجي، وأضاف في كلمة في الجلسة الرابعة ضمن جلسات مؤتمر حوار المنامة العاشر: «إننا نتطلع إلى القمة المقبلة في الدوحة بشكل إيجابي»، واصفا إياها بـ«قمة الفرحة» بعد إنجاز اتفاق الرياض الأخير.
وعن الملف اليمني قال الزياني إن المبادرة الخليجية للأزمة اليمنية هي الأساس في الحل والحوار الوطني اليمني، واتفاقية السلم والشراكة التي وقعت عليها كل الأطراف قامت على أساس المبادرة الخليجية، كما أكد دعم دول مجلس التعاون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة للعمل على إنهاء الأزمة والالتزام بالحل السلمي والعمل السياسي، مضيفا أنه على الرغم من الدعم الذي تلقاه اليمن أصبح على «حافة كارثة وشيكة بسبب بعض الأطراف فيها».
وعن الملف الإيراني قال الدكتور عبد اللطيف الزياني إن إشراك إيران في رسم استراتيجية المنطقة يحتاج إلى التحاور والتعاون والثقة، مشيرا إلى وجود فرص أمام إيران لبناء الثقة، ومنها المبادرة بإعادة الجزر الإماراتية ووقف أعمال حزب الله في سوريا وما عليها إلا استغلال هذه الفرص، كما أكد أن دول مجلس التعاون ستقوم بتطوير قوات درع الجزيرة وهي حاليا تضع اللمسات النهائية لتوحيد قيادته الجوية والبحرية معتبرا أن مجلس التعاون هو مصدر للاستقرار في المنطقة.
وقال الزياني إن السعودية كانت تنظر إلى المستقبل من خلال اقتراح إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب وتقديم دعم مالي له قدره 100 مليون دولار، موضحا أن المركز سيكون بمثابة منتدى فكري يستقطب الباحثين والخبراء على المستوى العالمي ليكون جسرا للاستراتيجيات المستقبلية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
من جهته قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالن في كلمته في الجلسة إن بريطانيا تدعم الحكومة العراقية من أجل بناء قواتها العسكرية والأمنية وتحقيق المصالحة بين جميع طوائف المجتمع العراقي، مشيرًا إلى أن وجود 50 دولة في التحالف الدولي للحرب على الإرهاب تقدم المساعدات للعراق لمواجهة تنظيم «داعش» التي لن تنهزم بالضربات الجوية فقط، وإنما بقوات برية عراقية، مؤكدا عدم استطاعة دولة بمفردها مواجهة الإرهاب «فالشراكات أصبحت أساسا لمحاربة الإرهاب».
وشدد وزير الدفاع البريطاني على أن أساس شراكتنا هو التحالف ضد تنظيم «داعش» من أجل مكافحتها وتجفيف منابعها المالية ومنع تجاوزها للحدود، موضحا أن المواجهة لا تقتصر عسكريا فقط، وإنما إلى دبلوماسية المواجهة، كما لفت النظر إلى الدور الروسي في تأثيره على السلم العالمي، مؤكدًا على وجود دور روسي في دعم جماعات متطرفة في أوكرانيا.
وبين الوزير فالن أن هناك مراجعة للاستراتيجية الدفاعية للمملكة المتحدة وتوسيع شراكتها مع مختلف دول المنطقة في الخليج لافتا إلى توقيع الاتفاقية العسكرية مع مملكة البحرين من أجل توسيع وجود بريطانيا في المنطقة.
من جانبه قال جون بيرد وزير الخارجية الكندي في الجلسة التي تشارك مع أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزير الدفاع البريطاني، إن روسيا تقوض السلام العالمي بسبب تدخلاتها في أوكرانيا «والآن داعش تطرق الأبواب»، وقال إن الطائفية والمذهبية تسخران لمصالح مجموعات من غير الدول وحلها هو باتباع التعددية على الرغم من صعوبتها، إلا أن فائدتها لا تتوقف عند المذهبية فقط ولكنها، مفيدة للاقتصاد والازدهار والتجارة.
وقال وزير الخارجية الكندي إن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الممول من إيران يعمل من قبل عام 2010 على تنظيم مجموعات إرهابية يتباهى بما يقوم به من تصوير مع الجماعات المتطرفة وينشرها على التواصل الاجتماعي.
وشدد على أن أمن كندا يتشابك مع أمن دول منطقة الخليج والعالم وأشاد الوزير الكندي بمركز إعادة تأهيل الشباب بمدينة جدة السعودية الذي يعمل على إعادة الشباب الذين اتبعوا أفكارا متطرفة، حيث يعمل على إعادة إدماجهم في المجتمع وتحريرهم من الأفكار المتطرفة، وعبر الوزير الكندي عن سروره في مساعدة الشعب العراقي للتخلص من «داعش»، وكذلك مساعدة الشعب السوري من النظام الأسد، وختم بأن على العالم التفكير في فرض العقوبات على روسيا قبل أي شيء آخر.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.